الحديث الرمضاني 1445 هـ

الحديث الرمضاني(1) 12-3-2024 الفطرة

الحديث الرمضاني(1) 12-3-2024 الفطرة

﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾

عرفت الفطرة بأنها عبارة عن مجموعة من الصفات والقابليات التي تُخلق مع المولود، ويتّصف بها الإنسان في أصل خلقته سواء القابليات البدنية، أو النفسية، أو العقليّة.

والانسان بفعل هذه القابليات الموجودة في تكوينه واصل خلقته يصبح مهيئا للهداية الى الدين، ويدرك بفطرته وقابلياته ضرورة الدين ووجود الخالق ويدرك التوحيد، تماما كما يدرك بفطرته وغريزته حب الخير وكراهة الشر، والرغبة إلى الطعام، والميل إلى الجنس، وحب المعرفة، وحب المال، والجاه، والجمال، والكمال، وغير ذلك وغريزة وجود خالق مدبر ينظم حياة الانسان، والشعور في اعماق الانسان بالحاجة الى الدين والى قوة غيبية ترعى الانسان، قد تكون خفية ومبهمة عند بعض الناس ، غافلون عنها ولا يلتفتون اليها، لكنها موجودة في اعماق الانسان منذ ولادته وبداية خلقه ولكثرة شعوره بها لا يعيرها الاهمية، كنَفَس الانسان، فلكثرة تعوده عليه لم يعيره الاهمية الا اذا ركز حواسه عليه، او اذا اصابه ضيق تنفس او مرض في الجهاز التنفسي فيلتفت حينها الى ذلك، والشعور بالحاجة الى قوة غيبية قادرة على رعاية الانسان كذلك فان الانسان لا يلتفت الى مثل هذه الحاجة والى نداء الفطرة بضرورة الدين ووجوب وجود خالق للعالم الا عندما يقع في ازمة حادة لا منقذ له منها الا تلك القوة فان الانسان اذا سقط عليه داره وشعر بانه لا منقذ له وهو تحت الركام يتعلق قلبه في تلك الحالة بقوة غيبية يشعر بانها هي القادرة على انقاذه. وهذ دليل على هذه الفطرة الموجودة في اعماقه.

فالدليل على وجود هذه الفطرة وهذه الغريزة في الانسان، هو انه عندما تنقطع عنه كل السبل فان الشعور بالخالق يحيا عنده فيتجه فطريا الى شيء غير مادي أو قوة غيبية يشعر بها في قرارة نفسه انها ستخلصه من ماهو فيه ويعتبرها سبيل نجاته. كما قال تعالى : ( وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم ). الإسراء : 67

وهذا ما اشار اليه الإمام الصادق (عليه السلام) أنه سأله رجل وقال له: يابن رسول الله دلني على الله ما هو, فقد أكثر عليَّ المجادلون وحيّروني, فأجابه الامام عليه السلام قائلا: يا رجل هل ركبت سفينة قط؟ قال: نعم, قال: فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك ولا سباحة تغنيك؟ فقال: نعم. قال: فهل تعلق قلبك هنالك ان شيئاً من الأشياء قادر ان يخلصك من ورطتك؟ قال: نعم. قال الإمام الصادق (عليه السلام): فذلك الشيء هو الله القادر على الانجاء حيث لا منجي وعلى الاغاثة حيث لا مغيث.
ومما تقدم يتبين ان للإنسان وضوح في وجود خالق له بغريزة فطرية ثم ياتي العقل ليساعد الفطرة ويتولى مهمة البرهان الداعم والمنبه للفطرة الانسانية.

الانسان جبل على فطرته النقية من الشوائب، وعندما تكون الفطرة نقية ولديها صفاء ولم تلوثها الافكار المنحرفة والثقافات الوافدة والعصبيات الطائفيةوالمذهبية وا وا ، فانها تاخذ الانسان نحو الدين والايمان والتوحيد، ولذلك ورد في كثير من الروايات ان الفطرة هي(التوحيد) وفي بعض الروايات انها (الاسلام) وفي اخرى انها معرفة الله.

ففي الحديث المروي في أصول الكافي، عن هشام بن سالم، قال : سألت الإمام الصادق (عليه السلام) : ما المراد من قوله تعالى : "فطرة الله التي فطر الناس عليها..." فقال : هي التوحيد .

وعن زُرارَةَ قال:سألتُ أبَا عبد الله عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ: (فِطْرَتَ اللهِ الّتي فَطَرَ النّاسَ عَلَيْها)؟

قال: «فَطَرَهُم جَميعاً على التّوحيد».

يقول الامام الخميني في الاربعون حديثا تعليقا على هذا الحديث: وهنا لا بُدَّ من معرفة أن «الفطرة»، وإن فسرت في هذا الحديث الشريف وغيره من الأحاديث، «بالتوحيد» إلاّ أن هذا هو من قبيل بيان المصداق، أو التفسير بأشراف أجزاء الشيء، كأكثر التفاسير الواردة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام، وفي كل مرة تفسر بمصداق جديد بحسب مقتضى المناسبة، فيحسب الجاهل أن هناك تعارضاً. والدليل على أن المقام كذلك هو أن الآية الشريفة تعتبر «الدين» هو «فطرة الله» مع أن الدين يشمل التوحيد والمبادئ الأخرى.

كما ورد في الكافي ان الإمام الصادق (عليه السلام) سئل ما المقصود بالدين الفطري في قوله تعالى ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ فقال الإمام (عليه السلام) " الإسلام ". لان الله تعالى يقول في القران الكريم: ﴿إن الدين عند الله الإسلام﴾

وعن الإمام الباقر (عليه السلام) حين سأله أحد أصحابه عن تفسير الآية فقال (عليه السلام) " فطرهم على المعرفة به ". اي فطر الانسان على معرفة الله تعالى.

فالإنسان مفطور على الدين والايمان والتوحيد.

لكن كيف تأخذه الفطرة الى الايمان بالخالق والى الايمان بالتوحيد ؟

والجواب: هو ما نقله الامام الخميني(قده) عن استاذه الشاه آبادي في كتاب الاربعون حديثا وخلاصته: ان الفطرة تدل على الخالق لان فطرة الانسان تحب الكمال فان كل انسان اذا رجع إلى فطرته لوجد أن قلبه يتعلق بالشيء الكامل لكن إذا وجد شيئا ثاني أكمل من الأول يتعلق به ، فإذا وجد شيئا ثالثا أكمل من الثاني، ترك الثاني وانتقل بحبه إلى الأكمل منه، وهكذا الى ان يصل الى الكمال المطلق قيتعلق قلبه به والكمال المطلق هو الله سبحانه وتعالى. «فالكمال المطلق» هو معشوق الجميع.
فمثلا الذي يرى الكمال في الجمال ويحب هذا الشيء لجماله اذا وجد ما هو اجمل منه انتقل حبه اليه وهكذا الى ان يصل الى الجمال المطلق الذي لا جمال بعده، وهل الجميل على الإطلاق الذي لا نقص فيه إلاّ ذلك المحبوب المطلق؟ وهو الله سبحانه وتعالى.

اما كيف يكون التوحيد الحق من الأمور الفطرية، فلان الانسان بفطرتاه يكره وينفر من النقص والعيب وتنجذب نحو الكمال فالفطرة لا بد وأن تتوجه إلى الواحد الأحد، لأن كل متعدد وكثير ومركب هو ناقص، ولذلك نستطيع من هاتين الفطرتين: «فطرة حب الكمال» و«فطرة النفور من النقص» إثبات التوحيد.

يقول الامام الخميني مفصلا الجواب: (لابُدَّ أن نعرف أن من أنواع الفطرة الإلهية ما يكون على «أصل وجود المبدأ» تعالى وتقدس ومنها الفطرة على «التوحيد» وأخرى على «استجماع ذات الله المقدسة لجميع الكمالات» وأخرى على «المعاد ويوم القيامة» وأخرى على «النبوة» و«وجود الملائكة والروحانيين وإنزال الكتب وإعلان طريق الهداية». وهذه الأمور بعضها من الفطرة، وبعضها من لوازم الفطرة. فالإيمان بالله تعالى وبملائكته وكتبه ورسله وبيوم القيامة، هو الدين القيم المحكم والمستقيم والحق على امتداد حياة المجموعة البشرية. ولسوف نشير إلى بعض منها مما يتناسب والحديث الشريف، طالبين التوفيق من الحق تعالى.

المقام الأول: في بيان أن أصل وجود المبدأ المتعالي جل وعلا من الأمور الفطرية
وهذا يتضح بعد التنبيه إلى مقدمة واحدة هي: أن من الأمور الفطرية التي جبلت عليها سلسلة بني البشر بأكملها، بحيث أنك لن تجد فرداً واحداً ف ي كل المجموعة البشرية يخالفها، ولن تستطيع العادات والأخلاق والمذاهب والمسالك وغيرها لا يمكن أن تبدلها ولا أن تحدث فيها خللاً، إنّها «الفطرة التي تعشق الكمال». فأنت إن تجولت في جميع الأدوار التي مرّ بها الإنسان، واستنطقت كل فرد من الأفراد، وكل طائفة من الطوائف، وكل ملّة من الملل، يجد هذا العشق والحب قد جبل في طينته، فتجد قلبه متوجهاً نحو الكمال. بل إن ما يحدد الإنسان ويدفعه في سكناته وتحركاته، وكل العناء والجهود المضنية التي يبذلها كل فرد في مجال عمله وتخصصه، إنما هو نابع من حب الكمال، على الرغم من وجود منتهى الخلاف بين الناس فيما يرونه من الكمال؟ وأين يوجد الحبيب ويشاهد المعشوق؟.

فكلٌ يجد معشوقه في شيء، ظاناً أن ذلك هو الكمال وكعبة الآمال، فيتخيله في أمر معيّن، فيتوجه إليه، فيتفانى في سبيله تفاني العاشق. إن أهل الدنيا وزخارفها يحسبون الكمال في الثروة، ويجدون معشوقهم فيها، فيبذلون من كل وجودهم الجهد والخدمة الخالصة في سبيل تحصيلها فكل شخص، مهما يكن نوع عمله، ومهما يكن موضع حبه وتعشقه، فإنه لاعتقاده بأن ذلك هم الكمال يتوجه نحوه. وهكذا حال أهل العلوم والصنايع، كلٌ يرى الكمال في شيء ويعتقد أنه معشوقه، بينما يرى أهل الآخرة والذكر والفكر غير ذلك...

وعليه، فجميعهم يسعون نحو الكمال. فإذا ما تصوّره في شيءٍ موجود أو موهوم تعلّقوا به وعشقوه. ولكن لا بُدَّ أن نعرف أنه على الرغم من هذا الذي قيل، فإن حب هؤلاء وعشقهم ليس في الحقيقة لهذا الذي ظنوه بأنه معشوقهم، وإن ما توهّموه وتخيّلوه ويبحثون عنه ليس هو كعبة آمالهم. إذ لو أن كل واحد منهم رجع إلى فطرته لوجد أن قلبه في الوقت الذي يظهر العشق لشيءٍ مّا فإنه يتحوّل عن هذا المعشوق إلى غيره إذا وجد الثاني أكمل من الأول، ثم إذا عثر على أكمل من الثاني، ترك الثاني وانتقل بحبه إلى الأكمل منه، بل أن نيران عشقه لتزداد اشتعالاً حتى لا يعود قلبه يلقى برحاله في أية درجة من الدرجات ولا يرضى بأي حد من الحدود.

مثلاً، إذا كنتَ تحب جمال القدود ونضارة الوجوه، عثرت على ذلك عند من تراها كذلك، توجّه قلبك نحوها. فإذا لاح لك جمالٌ أجمل، لا شك في أنك سوف تتوجه إلى الجميل الأجمل، أو أنك على الأقل تطلب الاثنين معا، ومع ذلك لا تخمد نار الاشتياق عندك، ولسان حال فطرتك يقول: كيف السبيل إليهما معا؟ ولكن الواقع هو أنك تطلب كل جميل تراه أجمل، بل قد تزداد اشتياقا بالتخيل، فقد تتخيل أن هناك جميلاً أجمل من كل ما تراه بعينك، في مكان ما، فيحلق قلبك طائراً إلى بلد الحبيب، ولسان حالك يقول: أنا بين الجمع وقلبي في مكان آخر. وقد تعشق ما تتمنى. فأنت إن سمعت بأوصاف الجنة وما فيها من الوجوه الساحرة ـ حتى وإن لم تكن تؤمن بالجنة لا سمح الله ـ قالت فطرتك: ليت هذه الجنة موجودة وليتهن كُنَّ من نصيبي!.

وهكذا الذين يرون الكمال في السلطان والنفوذ واتساع الملك، يتّجه حبهم واشتياقهم إلى ذلك. فهم إذا بسطوا سلطانهم على دولة واحدة، توجّهت أنظارهم إلى دولة أخرى، فإذا دخلت تلك الدولة أيضاً تحت سيطرتهم، تطلعت أعينهم إلى أكثر من ذلك. فهم كلما استولوا على قطر، اتجه حبهم إلى الاستيلاء على أقطار أخرى، بل تزداد نار تطلعاتهم لهيباً، وإذا بسطوا سلطانهم على الأرض كلها، وتخيلوا إمكان بسط سلطتهم على الكواكب الأخرى، تمنّت قلوبهم لو كان بالإمكان أن يطيروا إلى تلك العوالم كي يخضعوها لسيطرتهم.

وقس على ذلك أصحاب الصناعات ورجال العلم، وغيرهم، وكل أفراد الجنس البشري، مهما تكن مهنتهم وحِرَفهم، فهم كلما تقدموا فيها مرحلة متقدمة، ورغبوا في بلوغ مرحلة أكمل من سابقتها، ولهذا يشتدّ شوقهم وتطلّعهم.

إذاً، فنور الفطرة قد هدانا إلى أن نعرف أن قلوب جميع أ بناء البشر، من أهالي أقصى المعمورة وسكان البوادي والغابات إلى شعوب الدول المتحضرة في العالم، ابتداءً بالطبيعيين والماديين وانتهاء بأهل الملل والنِحل، تتوجه قلوبهم بالفطرة إلى الكمال الذي لا نقص فيه، فيعشقون الكمال الذي لا عيب فيه ولا كمال بعده، والعلم الذي لا جهل فيه، والقدرة التي لا تعجز عن شيء، والحياة التي لا موت فيها، أي أن «الكمال المطلق» هو معشوق الجميع. إن جميع الكائنات والعائلة البشرية، يقولون بلسان فصيح واحد وبقلب واحد: إننا نعشق الكمال المطلق، إننا نحب الجمال والجلال المطلق، إننا نطلب القدرة المطلقة، والعلم المطلق. فهل هناك في جميع سلسلة الكائنات، أو في عالم التصور والخيال، وفي كل التجويزات العقلية والاعتبارية، كائن مطلق الكمال ومطلق الجمال، سوى الله تقدست أسماؤه، مبدأ العالم جلّت عظمته؟ وهل الجميل على الإطلاق الذي لا نقص فيه إلاّ ذلك المحبوب المطلق؟.

فيا أيها الهائمون في وادي الحسرات والضائعون في صحاري الضلالات. بل أيتها الفراشات الهائمة حول شمعة جمال الجميل المطلق، ويا عشّاق الحبيب الخالي من العيوب والدائم الأزلي، عودوا قليلاً إلى كتاب الفطرة وتصفحوا كتاب ذاتكم لتروا أن قلم قدرة الفطرة الإلهية قد كتب فيه: ﴿إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ﴾ (الأنعام/79). فهل أن «فطر الله التي فطر الناس عليها» هي فطرة التوجه نحو المحبوب المطلق؟ وهل أن الفطرة التي لا تتبدل «لا تبديلَ لِخلقِِ الله» هي فطرة المعرفة؟ فإلى متى توجه هذه الفطرة التي وهبك الله إياها نحو الخيالات الباطلة، نحو هذا وذاك من المخلوقات لله؟ إذا كان محبوبك هو هذا الجمال الناقص والكمالات المحدودة، فلماذا عندما تصل إليها يبقى اشتياقك ملتهباً لا يخمد، بل يزداد ويشتد؟.

تيقّظ من نوم الغفلة واستبشر فرحاً بأن لك محبوباً لا يزول، ومعشوقاً لا نقص فيه، ومطلوباً من دون عيب، وأن لك مقصوداً يكون نور طلعته هو النور ﴿الله نُورُ السمواتِ والأرض﴾، وأن محبوبك ذو إحاطة واسعة «لو دُلّيتُمْ بِحَبْلٍ إِلى الأرضين السُّفلى لَهِبَطْتُمْ على الله» (راجع كتاب معجم الأحاديث النبوية. مادة (د ل و)). إذن يستوجب عشقك الحقيقي معشوقاً حقيقياً، ولا يمكن أن يكون شيئاً متوهماً متخيلاً، إذ أن كل موهوم ناقص، والفطرة إنّما تتوجه إلى الكمال. فالعاشق الحقيقي والعشق الحقيقي لا يكون من دون معشوق، ولا يكون غير الله الكامل، معشوقاً تتجه إليه الفطرة. فلازم تعشق الكمال المطلق وجود الكمال المطلق. وقد سبق أن عرفنا أن أحكام الفطرة ولوازمها أوضح من جميع البديهيات ﴿أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ إبراهيم/ 10.

المقام الثاني: في بيان أن توحيد الحق المتعالي وصفاته الأخرى فطرية
في بيان أن توحيد الحق ـ تعالى شأنه ـ واستجماع ذاته لكل الكمالات من الأمور الفطرية، وبالانتباه إلى ما جاء في المقام الأول يتضح ذلك أيضاً إلاّ أننا سنبرهن على ذلك ببيان آخر هنا أيضاً.

اعلم أن من الأمور الفطرية التي «فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا» هو النفور من النقص، ولذلك فإن الإنسان ينفر من كل ناقص، قد وجد فيه نقصاً وعيباً. إذاً، فالفطرة تنفر من النقص والعيب كما أنها تنجذب إلى الكمال. فالفطرة لا بد وأن تتوجه إلى الواحد الأحد، لأن كل كثير ومركب ناقص، ولا تكون الكثرة دون محدودية مع أن المحدودية نقص. وكل ناقص مرغوب عنه من جانب الفطرة وليس بمرغوب فيه. إذاً، أمكن من هاتين الفطرتين: «فطرة حب الكمال» و«فطرة النفور من النقص» إثبات التوحيد). كتاب الاربعون حديثا

الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 6-9-2024: مشروع نتنياهو وحلفائه في الحكومة هو تحويل كامل فلسطين الى دولة يهودية وطرد اهلها، ولذلك سيواصل حربه على غزة والضفة لتنفيذ هذا المشروع ولا يبدو انه يريد التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار،

مواقيت الصلاة

الفجر

5:02

الشروق

6:16

الضهر

12:35

العصر

16:09

المغرب

19:12

العشاء

20:04

المواقيت بحسب توقيت مدينة بيروت