الشيخ دعموش في الحديث الرمضاني اليومي 6-7-2015: الله هو المطلع على حقائق الأمور وهو يعلم بما طلبه الداعي فإن طلب ما فيه خير يحققه له ويستجيب لدعائه وطلبه وإن كان فيه شر يمنع عن إجابته.
وقضية إجابة الدعاء هي من القضايا الأساسية والحساسة في مسألة الدعاء، لأنها ربما تؤدي إلى عدم إيمان البعض بالدعاء نتيجة عدم الإجابة من الله سبحانه، فيقول البعض مثلاً: ما لنا ندعو الله فلا يستجيب لنا؟ وإذن علاما ندعوا؟!
وهذا البعض يتجاهل أو يجهل بأن الإجابة منوطة بشروط، فإذا لم يحقق الإنسان الداعي شروط الدعاء فإن الله لا يستجيب له أو لأن ما يدعو به ليس في مصلحته أو مصلحة دينه (ولعل الذي أبطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور). ويقول تعالى: [وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون].
فالإنسان لا يعرف الحقائق والمصالح فربما كان ما يظنه خيراً هو شر له في الواقع. وربما كان ما يظنه شراً وهو خير له في الواقع.
فالله هو المطلع على حقائق الأمور وهو يعلم بما طلبه الداعي فإن طلب ما فيه خير يحققه له ويستجيب لدعائه وطلبه وإن كان فيه شر يمنع عن إجابته.
وفي كل الأحوال فإن هناك شروطاً للإجابة:
1 ـ منها: أن يكون الداعي متوجهاً إلى الله بل منقطعاً إلى الله سبحانه.
2 ـ ومنها: حضور القلب ورقته عند الدعاء بأن يدعو بخشوع وتضرع وتوسل وقلب رقيق.
فعن الإمام الصادق (ع): إذا رق قلب أحدكم فليدع.
3 ـ ومنها: طيب الرزق وحليته، بأن لا يكون طعام الإنسان من الحرام أو تكون لديه مصلحة أو عمل محرم يكتسب منه.
فعن رسول الله (ص) إنه قال: من أحب أن يستجاب دعاؤه فليطب مطعمه ومكسبه.. فإن الرجل يرفع اللقمة الحرام إلى فيه حراماً فما يستجاب له أربعين يوماً.
وهناك أيضاً موانع تمنع من الإجابة ومن تحقيق الإجابة منها: الذنب, والظلم.
ومعنى دعاؤكم فيه مستجاب، أن الدعاء في شهر رمضان نظراً لخصوصيته وقداسته مستجاب تفضلاً وتكرماً ورحمة من الله بعباده, فلا يعتبر في إجابة الدعاء تحقق شروط الاجابة, فيكون الدعاء مستجاباً حتى ولو لم تتحقق تلك الشروط.