الشيخ دعموش في الحديث الرمضاني اليومي 29-6-2015:أنفاس الإنسان الصائم تسبح الله وتنزهه عن كل ما لا يليق به من عيب أو نقص.
المقاطع السابقة من خطبة النبي (ص) في استقبال شهر رمضان كانت تتحدث عن العطاءات الإلهية في هذا الشهر الشريف, فهو شهر البركة والرحمة والمغفرة.
وقد امتاز بأنه شهر ضيافة الله وقد شرحنا معنى ضيافة الله في هذا الشهر.
في هذه الفقرة أو في هذا المقطع من الخطبة يكمل النبي (ص) في تعداد خصائص هذا الشهر على بقية الشهور، فذكر (ص) أنه يمتاز بالتالي:
1 ـ أن أنفاسكم فيه تسبيح.
2 ـ نومكم فيه عبادة.
3 ـ عملكم فيه مقبول.
4 ـ دعاؤكم فيه مستجاب.
أنفاسكم فيه تسبيح:
يعني أن أنفاس الإنسان الصائم تسبح الله وتنزهه عن كل ما لا يليق به، تنزهه عن كل نقص أو عيب أو حاجة أو مثيل أو شريك أو صاحبة أو ولد.
والأنفاس هنا تسبح الله سبحانه وتعالى وتقدسه تسبيحاً حقيقياً, لأن الكائنات بكل أجزائها تسبح الله وتحمده وتثني عليه عن شعور وإدراك، فلكل موجود من الموجودات نوع من الشعور والإدراك كل بحسبه وبمقدار ما يملك من الوجود.
وانطلاقاً من هذا الشعور والإدراك تسبح الموجودات كلها ربها وتنزهه عن كل عيب ونقص.
فأنفاس الإنسان لها شعور وإدراك معين ولذلك هي تسبح الله تسبيحاً حقيقياً, أما من خلال القول أو النطق، أو من خلال الفعل, أو من خلال أوضاعها وأحوالها, أو بغير ذلك.
يقول تعالى: [وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم].
والموجودات تنطق وتتكلم لأن الله سبحانه أنطق كل شيء.. فعندما يحدثنا القرآن عن شهادة الجلود ونطقها بما صدر من سيئات وجرائم وخطايا للإنسان فإنه يدل على أن الموجودات تنطق وتتكلم.
يقول تعالى حكاية عن الناس الذين احتجوا على جلودهم بعدما شهد جلودهم عليهم [لم شهدتم علينا] فتجيب الجلود [أنطقنا الله الذين أنطق كل شيء].
إذن الأنفاس تسبح الله حقيقة، وثواب هذا التسبيح يعود للإنسان الذي يتنفس فهو الذي يثاب بالتسبيح.
والحمد لله رب العالمين