خطبة الجمعة 27-1-2023 - الامام الهادي(ع) والعمل السري
الشيخ دعموش خلال خطبة الجمعة 27-1-2023: الخارج يضغط معيشيًا على اللبنانيين
أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش أن "حزب الله حريص على التواصل والتحاور مع الجميع بهدف تقريب وجهات النظر والتفاهم على إنجاز الاستحقاقات الداهمة، لا سيما استحقاق رئاسة الجمهورية بالسرعة المطلوبة"، معتبرًا أن اللقاءات التي يعقدها الحزب مع بعض القوى السياسية تكشف عن هذا الحرص من جانبنا على التواصل والتلاقي لخرق الجمود ومحاولة إيجاد مخارج وحلول للأزمات التي تعصف بالبلد، والتي نعتقد أنه لا يمكن معالجتها في ظل الانقسامات والخلافات والتوازنات القائمة إلا في سياق التوافق الذي يبقى الخيار الأسرع والأضمن لإنجاز الاستحقاقات المطلوبة".
وشدد الشيخ دعموش في خطبة الجمعة، على أن "التدهور المتسارع للأوضاع المعيشية والارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار وتحريك الشارع في أكثر من اتجاه ومحاولة إثارة الفوضى والعبث بالاستقرار، كل ذلك يأتي في سياق ممارسة المزيد من الضغوط الخارجية على لبنان، وذلك لفرض خيارات سياسية معينة على اللبنانيين وتخييرهم بين الفوضى او القبول بإملاءات الخارج وخياراته في الاستحقاقات المختلفة لا سيما في الاستحقاق الرئاسي".
ورأى أن "كل ذلك يستدعي من كل الحريصين على البلد تحمل مسؤولياتهم والتصدي لكل المحاولات، التي يراد من خلالها إخضاع اللبنانيين لخيارات لا تنسجم مع مصالحهم والسعي لايجاد المخارج والحلول المطلوبة بعيدًا عن الكيديات والحسابات الفئوية والشخصية وتغليبًا لمصلحة البلد ووحدته واستقراره وسلمه الأهلي".
من جهة أخرى، أشار سماحته إلى أن "ما جرى الأسبوع الماضي من حرق للقرآن في السويد وقبله من إساءة لشخصية الإمام السيد الخامنئي (دام ظله) في فرنسا، لن ينال من قدسية ومكانة وعظمة هذه المقدسات والرموز وعلاقة الأمة والشعوب المسلمة بها، ولا يخفف من فظاعة هذه الجرائم المشينة، ولا يعفي الدول والمؤسسات الدينية والدولية والمنظمات الحقوقية في العالم من مسؤولياتها تجاه ما يجري".
واعتبر أن "الإدانات لما جرى مطلوبة لكنها لم تعد تكفي، وبات المطلوب اجراءات عقابية بحق المقترفين المجرمين لردعهم وردع الدول التي تغطيهم وتسمح لهم بممارسة جرائم من هذا النوع تحت ذريعة حرية التعبير"، لافتا إلى أنها "ليست حرية تعبير وإنما جريمة صارخة بحق المقدسات والرموز الكبيرة لدى الشعوب، ويجب التمييز بين حرية التعبير والأعمال العدوانية والإجرامية، كما يجب أن تقف حرية التعبير عند حدود المس بالمقدسات، ويجب وضع تشريعات وقوانين دولية تجرم هذه الممارسات المشينة وتنزل أشد العقوبات بحق مرتكبيها أيًا كانوا وأينما كانوا".
وأضاف الشيخ دعموش أن "الانتهاكات التي يرتكبها الصهاينة بحق المسجد الاقصى والسكوت عنها لا سيما من قبل الدول العربية والإسلامية المطبعة مع الكيان الصهيوني، هو الذي يشجع المجرمين في العالم على انتهاك حرمة القرآن والاعتداء على المقدسات والرموز الدينية، وهو الذي يشجع الصهاينة على التمادي في قتل الشعب الفلسطيني في غزة والضفة كما حصل بالأمس في جنين".
وختم نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله مؤكدًا أن "هذه الاعتداءات الصهيونية المتواصلة على غزة والضفة ومخيم جنين لن تثني الشعب الفلسطيني عن مواصلة المقاومة ولا عرين الأسود وفصائل المقاومة عن التصدي لآلة الإرهاب الصهيوني، وإفشال مخططاته وأهدافه وإجباره على الاندحار من ساحات المواجهة كما حصل بالامس وصولا الى تحقيق الانتصار لفلسطين عاجلا أم اجلا لانه لا مستقبل للصهاينة على هذه الأرض المقدسة".
نص الخطبة
قبل ايام كانت ذكرى ولادة ثم شهادة الإمام علي الهادي(ع) حيث كانت ولادته في الثاني من رجب سنة 212 وشهادته في الثالث من رجب سنة 254 هجرية .
الامام علي بن محمد الهادي )عليه السلام( هو الامام العاشر من ائمة اهل البيت (الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا).
أبوه: الإمام محمد الجواد )عليه السلام(، وأمه: أم ولد تسمى سمّانة المغربيّة، وكنيته: ابو الحسن، ووأشهر ألقابه: الهادي، والنقيّ، والنجيب.
زوجته اسمها : سُليل، وأولاده هم: الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، والحسين، ومحمد، وجعفر، وعليّة.
عاصر من الخلفاء العباسيين المعتصم، والواثق، والمتوكل، والمنتصر، والمستعين، والمعتز.
تولى الامامة بعد وفاة ابيه الامام الجواد(ع) وكانت مدة إمامته: ثلاثا وعشرين سنة، استدعاه المتوكل العباسي من المدينة المنورة (حيث كان يقيم فيها) إلى سامراء في العراق ليبقى تحت رقابته، فمكث فيها عشرين سنة وتسعة أشهر، واستشهد في الثالث من رجب سنة 254هـ متاثراً بسم دبره المعتز العباسيّ، عن عمر يناهز 42 سنة ودفن بسامراء، وقبره ومقامه الى جانب قبر ولده الامام الحسن العسكري(ع) في سامراء معروف ومشهور يقصده المسلمون للزيارة من جميع انحاء العالم.
امتازت مرحلة امامة الامام علي الهادي (ع) بازدياد عدد شيعة اهل البيت(ع) وقوة حضورهم وانتشارهم في داخل المجتمع وداخل الدولة، وقد أحصى بعض من كتب تأريخ هذا الإمام العظيم اكثر (346) شخصية ممن كانوا يمثلون الصف الاول من اصحابه الذين ارتبطوا بالإمام ورووا عنه أحاديثه وعلومه وانتشر العديد منهم كوكلاء له في مختلف المناطق والاقاليم لرعاية وادارة شؤون الشيعة بتوجيه مباشر منه، هذا التوسع أرعب السلطة وأشعرها بخطورة الموقف، ودفع بالخليفة المتوكل الذي عرف بحقده على الإمام (عليه السلام) وملاحقته لأصحابه وقواعده؛ الى اتخاذ اجرائين اساسيين:
الاول: شنّ حملة مطاردة وملاحقة شديدة لأصحابه واتباعه واضطهادهم بل والقيام بالتصفية الجسدية لبعضهم لإرهابهم وإذلالهم، بحيث كان النظام القمعي العباسي مثله مثل بعض الانظمة العربية الدكتاتورية التي تحكم الآن في بعض دول الخليج، وتضع بعض مواطني هذه الدول تحت الرقابة المشددة والملاحقة والمتابعة واحيانا الاعتقال والحبس والاعدام كما يحصل للعديد من العلماء والشخصيات والمواطنين من الشيعة والسنة في السعودية والامارات وغيرهما.
لقد تمادى المتوكل العباسي في ظلمه واضطهاده لاتباع اهل البيت ولكل معارض للسلطة، وفرض عليهم الضرائب والعقوبات، وكان يسيء الظن بهم ويتّهمهم بالانقلاب عليه، وكان وزيره عبد اللّه بن يحيى بن خاقان يسعى بهم لديه ويشجعه على الاساءة إليهم، وكان يكن لعلي وآله حقداً وعداء كبيرين، وإذا عرف أنّ هناك من يحب الإمام عليّاً(ع) فانّه كان يصادر أمواله وممتلكاته ويقضي عليه، حتى انه منع من زيارة قبر الامام الحسين(ع) الذي كان يستمد منه الاحرار الروح الثورية للانتفاضة بوجه الظالمين والطغاة، وقتل العديد من الزوار، وأمر بهدم القبر الشريف ونبشه، وحرث أرض الحرم الشريف وزرعها لتضيع معالم قبرالحسين(ع) وليمنع من زيارته.
الاجراء الثاني: عزل الامام (ع)عن بيئته وجمهوره وانصاره وشيعته ، تمهيداً لشرذمة الشيعة وابعادهم عن الامام(ع) وقيادته وامامته، وتيئيسهم من تحقيق اي انجاز او انتصار. وهذا هو السبب في استدعاء المتوكل للامام ونقله من مكان اقامته في المدينة المنورة الى مدينة سامراء، فهو استدعاه لكي يضعه تحت رقابة امنية مشددة، ويمنعه من التواصل مع شيعته، ويرصد كل تحركاته بعيداً عن انصاره وقواعده الشعبيّة.
كل المعطيات التاريخية تؤكد ان المرحلة التي عاشها الإمام الهادي(ع) لا سيما في عهد المتوكل العباسي كانت من أشد المراحل تضييقًا وظلما وارهابا ، مما فرض على الإمام إتباع اسلوب السرية في العمل والتحرك والتواصل مع اتباعه وشيعته من اجل تجنيبهم الأخطار، وتقليل نسبة الاخطأ المحتملة في تحركاتهم الميدانية وحماية التحرك والعمل الرسالي بشكل عام.
ولكن رغم كل هذه القسوة والاجراءات الظالمة كان الامام علي الهادي (ع) يمارس دوره ونشاطه بشكل سري مع انصاره واصحابه، ويوسع القاعدة الاجتماعية المؤمنة به ويحصنها عبر أساليب الاتصال السري ،كان يراعي السرية التامة في التواصل مع الوكلاء وفي متابعة وإدارة شؤون انصاره وشيعته.
وفي هذا المجال ينقل المؤرخون عن محمد بن شرف وهو احد اصحاب الامام يقول: كنت أمشي مع الإمام الهادي بالمدينة، فقال: ألست ابن شرف؟ قلت: بلى، فأردت أن أسأله عن مسألة فابتدأني من غير أن أسأله، فقال: «نحن على قارعة الطريق وليس هذا موضع مسألة».
تبيّن هذه الواقعة شدة الرقابة وأجواء الخوف السائدة في تلك المرحلة وحرص الامام على سرية التواصل.
وقد كان الإمام يتبع نفس هذه الطريقة في الاتصال بالشيعة المنتشرين في المدن والمناطق الاخرى، ويستلم الحقوق الشرعية والأموال المرسلة من قبلهم بسرية تامة.
فقد روى محمد بن داود القمي ومحمد الطلحي: حملنا مالاً من خمس ونذر وهدايا وجواهر اجتمعت في قم وبلادها، و خرجنا نريد بها سيدنا أبا الحسن الهادي، فجاءنا رسوله في الطريق أن ارجعوا فليس هذا وقت الوصول، فرجعنا إلى قم وأحرزنا ما كان عندنا، فجاءنا أمره بعد أيام أن قد أنفذنا إليكم إبلاً فاحملوا عليها ما عندكم وخلّوا سبيلها، فحملناها وأودعناها اللّه، فلمّا كان من قابل قدمنا عليه فقال(عليه السلام): «انظروا إلى ما حمّلتم إلينا» فنظرنا فإذا ما ارسلناه اليه لا يزال كما هو.
ومع أنّه لا يُعلم أين حدث ذلك هل في فترة إقامة الإمام في المدينة أو في سامراء حيث كان الامام يخضع لرقابة شديدة ؟ لكن هذه القضية تمثل على أية حال حالة بارزة للاتصالات السرية البعيدة عن أعين جواسيس النظام.
لقد استطاع هذا الإمام العظيم بمثل هذه الاساليب وفي تلك الظروف الصعبة، التي كانت تحيط به وباتباعه، وهو تحت رقابة المتوكل وعيونه؛ التي كانت ترصد كل تحركاته ليلاً ونهاراً، ان يمارس دوره ونشاطه في اكثر من مجال:
اولا: في توعية الأمة من خلال نشره للعلوم والمعارف الاسلامية ومن خلال مواقفه العلميّة، التي كان يتصدى من خلالها لردّ الشبهات، ودفع الإتهامات، والإجابة على التساؤلات التي كان الخليفة يوجهها إليه متحدياً إياه، وسعياً لإحراجه بها أمام الناس. وايضا في تربية جيل كبير من العلماء والوكلاء والرواة الذين رووا احاديثه ونقلوا تعاليمه وحفظوا التشيع ، والعدد الذي ذكرناه لاصحابه ورواة احاديثه وهو 346 هو عدد كبير بالقياس الى تلك المرحلة العصيبة، وهو يدل دلالة كبيرة وواضحة على سعة نشاط الإمام الهادي (عليه السلام) في تلك الظروف الصعبة، وعظمة هذا الإمام الذي استوعب بنشاطه السريّ والمنظّم كل العقبات واستطاع من خلاله تجاوز كل محاولات التضييق التي كانت تقوم به السلطة، وقد روى هؤلاء الاصحاب أحاديثه ودونوها وكان لهم الفضل الكبير على العالم الإسلامي بما دوّنوه من تراث الأئمة المعصومين(ع)، ولولاهم لضاعت ثروة كبيرة تشتمل على الإبداع والأصالة وتواكب تطور الفكر البشري بل وتتقدم عليه.
وثانيا: استطاع الامام ان يمارس دوره في العمل على حماية اتباعه، والإشراف عليهم، ومساعدتهم على قضاء حوائجهم، والعمل على تربيتهم و تثقيفهم، وتعميق علاقتهم بامامته وقيادته، والحفاظ على خط المعارضة بشكل تام.
وقد كان الإمام الهادي (عليه السلام) يدير كل هذه الحركة مباشرة وعبر منظومة الوكلاء الذين عمل على نشرهم في مختلف المناطف بطريق منظمة ودقيقة لادارة الشؤون المختلفة والحفاظ على مصالح المؤمنين العامة ، بعيداً عن عيون السلطة .
ونختم الحديث عن الامام الهادي (ع) بنظرة الامام الى القرآن وعظمته ومكانته وقداسته، حيث يروي يعقوب ابن السكّيت النّحوي، فيقول: سألت أبا الحسن عليّ بن محمد بن الرّضا(ع) يعني الامام الهادي(ع): "ما بال القرآن لا يزداد على النشر والدرس إلا غضاضة؟"، فالناس يقرأون القرآن ويدرسونه منذ أن بعث الله تعالى النبيّ (صلى الله عليه وآله) به، فلا يزداد إلّا تجدّداً وحيوية وانتشارا، والعادة في الكُتُب التي يمرّ عليها الزمن أنّها تسقط أمام القِدَم، فقال: "إنَّ الله تعالى لم يجعله لزمانٍ دون زمان، ولا لناسٍ دون ناس، فهو في كلّ زمان جديد، وعند كلّ قومٍ غضّ إلى يوم القيامة.
فالقران لا يمكن ان يندثر ولا يستطيع احد في هذا العالم ان يطفىء نوره وتعاليمه وقيمه لا بالحرق ولا بالخرق ولا باي شكل من اشكال التدنيس والاهانة .
ما جرى في الاسبوع الماضي من حرق للقران في السويد وقبله من اساءة لشخصية الامام السيد الخامنئي دام ظله في فرنسا لن ينال من قدسية ومكانة وعظمة هذه المقدسات والرموز وعلاقة الأمة والشعوب المسلمة بها ولكن ذلك لا يخفف من فظاعة هذه الجرائم المشينة ولا يعفي الدول والمؤسسات الدينية والدولية والمنظمات الحقوقية في العالم من مسؤولياتها تجاه ما يجري.
الإدانات لما جرى مطلوبة لكنها لم تعد تكفي وبات المطلوب اجراءات عقابية بحق المقترفين المجرمين لردعهم وردع الدول التي تغطيهم وتسمح لهم بممارسة جرائم من هذا النوع تحت ذريعة حرية التعبير.
هذه ليست حرية تعبير وانما جريمة صارخة على المقدسات والرموز الكبيرة لدى الشعوب ويجب التمييز بين حرية التعبير والاعمال العدوانية والإجرامية، كما يجب ان تقف حرية التعبير عند حدود المس بالمقدسات ، ولذلك يجب وضع تشريعات وقوانين دولية تجرم هذه الممارسات المشينة وتنزل أشد العقوبات بحق مرتكبيها ايا كانوا واينما كانوا.
ونحن نعتقد بان الانتهاكات التي يرتكبها الصهاينة بحق المسجد الاقصى والسكوت عنها لا سيما من قبل الدول العربية والإسلامية المطبعة مع الكيان الصهيوني هو الذي يشجع المجرمين في العالم على انتهاك حرمة القران والاعتداء على المقدسات والرموز الدينية وهو الذي يشجع الصهاينة على التمادي في قتل الشعب الفلسطيني في غزة والضفة كما حصل بالامس في جنين
هذه الاعتداءات الصهيونية المتواصلة على غزة والضفة ومخيم جنين لن تثني الشعب الفلسطيني عن مواصلة المقاومة ولا عرين الاسود وفصائل المقاومة عن التصدي لآلة الإرهاب الصهيوني، وإفشال مخططاته وأهدافه وإجباره على الاندحار من ساحات المواجهة كما حصل بالامس. وصولا لتحقيق الانتصار لفلسطين عاجلا ام اجلا لانه لا مستقبل للصهاينة على هذه الارض المقدسة.
اما في لبنان فحزب الله حريص على التواصل والتحاور مع الجميع بهدف تقريب وجهات النظر والتفاهم على انجاز الاستحقاقات الداهمة لا سيما استحقاق رئاسة الجمهورية بالسرعة المطلوبة
واللقاءات التي يعقدها حزب الله مع بعض القوى السياسية تكشف عن هذا الحرص من جانبنا على التواصل والتلاقي من اجل خرق الجمود ومحاولة ايجاد مخارج وحلول للازمات التي تعصف بالبلد، والتي نعتقد انه لا يمكن معالجتها في ظل الانقسامات والخلافات والتوازنات القائمة الا في إطار التوافق الذي يبقى الخيار الاسرع والأضمن لانجاز الاستحقاقات المطلوبة.
ان التدهور المتسارع للاوضاع المعيشية والارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار وتحريك الشارع في اكثر من اتجاه ومحاولة إثارة الفوضى والعبث بالاستقرار هو في سياق ممارسة المزيد من الضغوط الخارجية على لبنان لفرض خيارات سياسية معينة على اللبنانيين لتخييرهم بين الفوضى او القبول بإملاءات الخارج وخياراته في الاستحقاقات المختلفة لا سيما في الاستحقاق الرئاسي.
ان كل ذلك يستدعي من كل الحريصين على البلد تحمل مسؤولياتهم والتصدي لكل المحاولات التي يراد من خلالها اخضاع اللبنانيين لخيارات لا تنسجم مع مصالحهم والسعي لايجاد المخارج والحلول المطلوبة بعيدًا عن الكيديات والحسابات الفئوية والشخصية وتغليبًا لمصلحة البلد ووحدته واستقراره وسلمه الأهلي.