خطبة الجمعة 6-9-2019 - الحياء
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 6-9-2019: المشهد الذي عكسته المقاومة في ردها هو مشهد العزة والكرامة الوطنية.
أشار نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: الى أن كل التجارب مع العدو الاسرائيلي في لبنان أثبتت اننا عندما نحضر في الساحة ونقاوم ونثبت ونصبر نستطيع ان نهزم العدو وان نفرض المعادلات وان نحمي بلدنا وان نقيد حركة العدو، وقد استطاعت المقاومة من خلال عملية افيفيم بالقوة التي لا يفهم الاسرائيلي الا لغتها، أن تعزز من معادلة الردع وان تحسن من شروطها ، بعدما حاول العدو تعديلها او تجاوزها من خلال عدوانه الأخير على حزب الله في سوريا وفي الضاحية.
وقال: المشهد الذي عكسته المقاومة في ردها المحكم على العدو والالتفاف الرسمي والشعبي الواسع حولها، هو مشهد العزة والكرامة الوطنية، فلبنان لم يعد كما كان في السابق مسرحا لاسرائيل تدخله متى تشاء وتعتدي عليه متى تشاء من دون ان تلقى الرد المناسب، بل اصبح بمقاومته وجيشه وشعبه دولة قوية ومقتدرة، تردع العدو، وترعب العدو، وتفرض على جيشه ومستوطنيه عندما يعتدي علينا ان يختبىء خلف الحدود وفي الملاجىء، خوفا من رد المقاومة.
وأضاف: لو أن لبنان لا يملك مثل هذه القوة والارادة والعزم على مستوى المقاومة وعلى المستوى الرسمي والشعبي، لكان لبنان ساحة مستباحة من قبل العدو ولغرق في الضعف والذل والهوان.
ورأى الشيخ دعموش: أن المعادلة الذهبية وقوة الردع التي كرستها المقاومة هي التي تحمي البلد وتجعله آمنا ومستقرا وقويا وعزيزا ومُهابا، وهي التي توفر المناخ الملائم للعمل على معالجة الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية.
وشدد: على ان القوى السياسية والحكومة مطالبة بالعمل بشكل جدي من أجل إنقاذ الوضع الإقتصادي والإجتماعي، ووضع سياسات وإجراءات وحلول واقعية للازمة المالية تعالج مكامن الخلل الحقيقي المتمثل بالهدر والفساد وناهبي أموال الدولة، وتحمل المنتفعين الضرائب، وليس الفئات الشعبية ولا ذوي الدخل المحدود ، لأن عامة الناس لا يتحملون مسؤولية ما وصل إليه الوضع الإقتصاد والمالي في البلد، ومن يتحمل المسؤولية هم حيتان المال ومن أهدر أموال الدولة فهؤلاء من يجب ان يتحمل المسؤولية وليس الفقراء.
نص الخطبة
كربلاء زاخرة بالمعاني والقيم، ومن الصفات والقيم التي تحلى بها اصحاب كربلاء، رجالا ونساءا، هي صفة الحياء.
والحياء هو صفة في شخصية الانسان تمنعه من فعل القبيح او من ان يقوم بما ينافي الآداب والاخلاق والتقاليد والاعراف السليمة وبما ينافي حالة الاتزان التي ينبغي انيتصف بها الانسان المؤمن، فعن عليّ عليه السلام: "الحياء يصدّ عن فعل القبيح .
والانسان الذي لديه حياء عندما يريد ان يقدم على أمر قبيح او معيب يتغير وجهه ويشعر بالانكسار خوفا من الاقتراب من العيب فيبتعد بموجب الحياء عن ذلك الفعل ولذلك قيل ان الحياء محله الوجه يعني يظهر على الوجه وملامح الانسان .
وهذه الصفة يجب ان يعمل الانسان دائما على تعزيزها وتقويتها في شخصيته كي لا تضعف ولكي تكون لديه مناعة تجاه الامور السيئة والقبيحة.
وهناك ارتباط شديد بين الإيمان والحياء، بحيث ان الإيمان من دون الحياء لا يتحقق او هو بلا قيمة، فعن الإمام الصادق عليه السلام: "لا إيمان لمن لا حياء له". يعني الذي لا يستحي ولا يخجل ولا يتورع عن ارتكاب العيوب والمنكرات لا ايمان حقيقي له لان الايمان ينبغي ان ينعكس على سلوك الانسان بحيث يستحي ويخجل من ارتكاب الامور السيئة والمخلة بالآداب والاخلاق فاذا ارتكبها ولم يخجل فلا ايمان حقيقي له.
والحياء يجب ان يكون اولا من الله لان الله يطلع على كل تصرفاتك وافعالك وخفاياك فاذا اردت ان تعصي الله فحتى لو كنت متسترا لم يرك احد من الناس لانك في الخفاء فاخجل من الله واعرف بان الله يراك ولا بد ان تستحي منه.
قيل للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: أوصني، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "استحي من الله كما تستحيي من الرجل الصالح من قومك.
ثانيا ان يخجل من النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّة عليهم السلام لان النبي والائمة يطلعون على اعمال الانسان:
فعن الباقر عليه السلام: "إنّ أعمال العباد تعرض على نبيّكم كلّ عشية خميس، فليستحي أحدكم أن يُعرَض على نبيّه العمل القبيح".
ثالثا: الحياء من الملكين اللذين على كتفي الانسان واللذين يحصيان عليه اعماله وتصرفاته:عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ليستحِ أحدكم من ملكيه اللذين معه كما يستحي من رجلين صالحين من جيرانه وهما معه بالليل والنهار
ورابعا: الحياء من الناس:عن عليّ عليه السلام: "من لم يستحِ من الناس لم يستحِ من الله سبحانه".
وخامسا: الحياء من النفس:عن علي عليه السلام: "أحسن الحياء استحياؤك من نفسك .
ومعظم الروايات تشير إلى أنّ على الإنسان أن يخجل من ارتكاب المعاصي، وأن يستحي من ترك الواجبات والتخلي عن المسؤوليات، وان يستحي مما يتنافي مع الخلق الحسن والصفات الجميلة.
ومن مصاديق ومفردات الحياء التي ينبغي الالتفات اليها والتقيد بها:
أ-الحياء في الستر بمعنى ان الانسان اذا اراد ان يقضي حاجته او ان يلبس ثيابه او ان يغتسل او ان يختلي بزوجته او ان يقبل زوجتها او يعبطها او حتى ان يفعل المعصية، ان لا يفعل ذلك أمام الناس من دون خجل ولا حياء كما يفعل البعض بل ان يستتر ويخجل من فعل ذلك على مرىء من الآخرين: كما ورد في الحديث اذا بليتم بالمعاصي فاستتروا.
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "أيّها الناس إنّ الله يحبّ من عباده الحياء والستر فأيّكم اغتسل فليتوارَ من الناس فإنّ الحياء زينة الإسلام"
ب- الحياء في النظر، بمعنى ان يتورع الانسان عن النظر الى عورات الناس واعراض الناس كما يقول تعالى: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾. فالذي يتلصص ويتجسس على اعراض الناس عليه ان يخجل من نفسه.
ج- الحياء في القول، بمعنى ان يخجل الانسان من اطلاق الكلمات البزيئة والفاحشة حتى داخل بيته ومع اسرته وحتى لو كان منفعلا وغاضبا، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ الله حرّم الجنّة على كلّ فاحش بذيء قليل الحياء لا يبالي ما قال وما قيل فيه". فبذاء اللسان والسب والشتم وكيل الاهانات خلاف الحياء حتى في حال الغضب والانفعال.
والحياء مطلوب من الإنسان بشكل عامّ، ولكنّه مطلوب من النساء بشكل أكيد، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ الله قسّم الحياء عشرة أجزاء فجعل في النساء تسعة وفي الرجال واحداً.
اليوم هناك استهداف للمرأة من خلال الحرب الناعمة لضرب الحياء لديها والعفة والحشمة وصولا الى جعلها انسانة مائعة ومتهتكة وفاجرة تحت عنوان حرية المرأة .
من الامور التي تتنافى مع الحياء والعفّة لدى المرأة:
1ـ التشبّه بالرجال: هناك أموراً تناسب الرجل وأخرى تناسب المرأة، وقد أكّد الإسلام على ضرورة أن يلتزم كلّ منهما بما يناسبه، فلا يقتحم الرجل ما يناسب المرأة ولا تقترف المرأة ما يناسب الرجل ولا يتناسب مع حيائها وعفّتها، لأنّ ما يصلح لأحدهما قد يكون مفسداً للآخر، وقد شدد النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم على ذلك حتى لعن المرأة التي تتخلّى عما يناسبها لتتشبّه بالرجال فقد ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم: "لعن الله المتشبّهات بالرجال من النساء ولعن الله المتشبّهين من الرجال بالنساء.
والتشبّه له الكثير من النماذج، وهو يشمل كلّ ما خالف طبيعة المرأة ووافق طبيعة الرجل، ومن أوضح هذه النماذج التشبّه باللباس بحيث تلبس المرأة لباس الرجل أو يلبس الرجل لباس المرأة!. او التهتك بالحجاب وعدم التقيد بالحجاب الشرعي الذي فرضه الله على المرأة. وهو الحجاب الفضفاض الذي يستر جسد المرأة وشعرها ولا يفصل البدن او يجعل المراة كالرجل في الزي والثياب.
اليوم هناك لباس لا حياء فيه وهناك حجاب يتنافى مع الحياء والحشمة، مثل البنطلون والقميص اللذان يفصلان الجسد ويظهران المفاتن او مثل الحجاب الذي فيه زينة او تبرج، وهذه الموديلات والموضة هي وافدة من اجل ان يتم القضاء على الحجاب بالتدريج .
2- مما يتنافى مع الحياء ايضا الاختلاط وسلوك بعض الفتيات وبعض الفتيان اللذين لم تعد هناك حواجز ولا حدود في العلاقة بينهما، حيث يتحدث اليوم الشاب مع الفتاة ويخرجان معا فيذهب الشاب والشابة الى الرحلات واللقاءات في المقاهي والمنتديات وعلى البحر، ويسهران ويتسامران ويتواصلان عبر وسائل التواصل ويتكلمان بما يتكلم به الزوج مع زوجته وهما غير متزوجان وكانه لا حدود للعلاقة بينهما هذا يحصل في مجتمعنا
في السابق عندما كانت التربية صحيحة وكانت البنت والاهل حريصين على الحشمة والعرض والشرف والسمعة كانت تخجل البنت ان تتحدث مع شاب وكان الحياء والخجل هو السمة العامة لفتياتنا كانت البنت لا تجرأ على الحديث مع شاب الا اذا كان طالبا للزواج كانت حتى اذا تريد ان تسألعن حكم شرعي نسائي لا تسأل الشيخ حياءا بل كانت توس اباها او اخاها او تبحث عن اخت متفقهة لتسأل عن الحكم اليوم باتت الجرأة ان لم نقل الميوعة والفجوروالتهتك هي السمة العامة بدل الخجل والحياء، اليوم الاحاديث التي تجري بين بعض الفتيات والشباب بلا ضوابط وبلا مراعاة للحدود التي وضعها الله للعلاقة بين الرجل عب والمرة حمخجلة المكالمات الهاتفية او وسائل التواصل الاجتماعي مخجلة لا حياء فيها.
بل اليوم لم يعد هناك حياء حتى لدى المحصنة التي تسمح لنفسها ان تتحدث مع انسان غريب او شاب غريب متجاوزة كل التقاليد والاعراف وقواعد العفة والحشمة والحياء مما يؤدي في كثير من الاحيان الى الطلاق وتدمير البيوت والعائلة.
اليوم إذا أردنا الخير لأنفسنا ولاولادنا، لابد لنا من أن نربي انفسنا وأولادنا على الحياء والعفة، حتى لا تنتشر في المجتمع السلوكيات السيئة، حتى يمتنع اللسان عن نطق الكلام البذيء، وتمتنع أعيننا عن متابعة عورات الناس، وتمتنع قلوبنا عن فعل الرذيلة، ويمتنع اولادنا عن الاختلاط الحرام، هذ التربية تجعل المجتمع محصنا في مواجهة الحرب الناعمة ووالتهديدات الاخلاقية والاجتماعية التي يفرضها العدو علينا. والمجتمع المحصن اخلاقيا واجتماعيا والمتماسك يستطيع ان يواجه التحديات بشكل اقوى.
اليوم كل التجارب مع العدو الاسرائيلي في لبنان أثبتت اننا عندما نحضر في الساحة ونقاوم ونثبت ونصبر نستطيع ان نهزم العدو وان نفرض المعادلات وان نحمي بلدنا وان نقيد حركة العدو، وقد استطاعت المقاومة من خلال عملية افيفيم بالقوة التي لا يفهم الاسرائيلي الا لغتها، أن تعزز من معادلة الردع وان تحسن من شروطها ، بعدما حاول العدو تعديلها او تجاوزها من خلال عدوانه الأخير على حزب الله في سوريا وفي الضاحية.
المشهد الذي عكسته المقاومة في ردها المحكم على العدو والالتفاف الرسمي والشعبي الواسع حولها، هو مشهد العزة والكرامة الوطنية، فلبنان لم يعد كما كان في السابق مسرحا لاسرائيل تدخله متى تشاء وتعتدي عليه متى تشاء من دون ان تلقى الرد المناسب، بل اصبح بمقاومته وجيشه وشعبه دولة قوية ومقتدرة، تردع العدو، وترعب العدو، وتفرض على جيشه ومستوطنيه عندما يعتدي علينا ان يختبىء خلف الحدود وفي الملاجىء، خوفا من رد المقاومة.
لو أن لبنان لا يملك مثل هذه القوة والارادة والعزم على مستوى المقاومة وعلى المستوى الرسمي والشعبي، لكان لبنان ساحة مستباحة من قبل العدو ولغرق في الضعف والذل والهوان.
المعادلة الذهبية وقوة الردع التي كرستها المقاومة هي التي تحمي البلد وتجعله آمنا ومستقرا وقويا وعزيزا ومُهابا، وهي التي توفر المناخ الملائم للعمل على معالجة الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية.
اليوم القوى السياسية والحكومة مطالبة بالعمل بشكل جدي من أجل إنقاذ الوضع الإقتصادي والإجتماعي، ووضع سياسات وإجراءات وحلول واقعية للازمة المالية تعالج مكامن الخلل الحقيقي المتمثل بالهدر والفساد وناهبي أموال الدولة، وتحمل المنتفعين الضرائب، وليس الفئات الشعبية ولا ذوي الدخل المحدود ، لأن عامة الناس لا يتحملون مسؤولية ما وصل إليه الوضع الإقتصاد والمالي في البلد، ومن يتحمل المسؤولية هم حيتان المال ومن أهدر أموال الدولة فهؤلاء من يجب ان يتحمل المسؤولية وليس الفقراء.