2019

علي(ع) وأمه فاطمة بنت أسد

علي(ع) وأمه فاطمة بنت أسد

خلاصة الخطبة

أشار نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: الى أنزيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى لبنان تأتي بعدما أعلن من فلسطين المحتلة إنحيازه الكامل لإسرائيل واعتبر أن أولوية أمريكا في الشرق الأوسط هي حماية إسرائيل وأمنها ومصالحها، كما تأتي بعد إعلان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بالأمس ضرورة الإعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل وأن الجولان يجب أن يكون جزءاً من إسرائيل.

وتساءل: ماذا ينتظر اللبنانيون من أمريكا وزيارة وزير خارجيتها بعد هذيْن الإعلانين المنحازين بالكامل لإسرائيل غير التحريض على المقاومة، وتأليب اللبنانيين ضد بعضهم، والضغط على لبنان بموضوع ترسيم الحدود البحرية؟ وهل سنصدق أن أمريكا ستكون وسيطاً نزيهاً في مسألة ترسيم الحدود البحرية والمنطقة الإقتصادية المتنازع عليها؟.

ورأى أن أمريكا المنحازة لإسرائيل والتي تعتبر شريكة لها في كل الحروب والإعتداءات التي شنتها على لبنان وفي كل المجازر التي ارتكبتها بحق اللبنانيين لا يمكن أن تكون وسيطاً نزيهاً في هذه المسألة ولا في غيرها من المسائل التي لها علاقة باسرائيل، داعيا: اللبنانيين الى أن يتخذوا موقفاً موحداَ فيما يتعلق بترسيم الحدود وأن يعملوا لمصلحة لبنان، وأن لا يصغوا للمطالب الأمريكية التي هي عين المطالب الإسرائيلية والتي تريد سرقة الثروات النفطية للبنان.

واعتبر الشيخ دعموش: أن أمريكا وبعدما فشلت في المنطقة وفرضت عليها التحولات التراجع والإنسحاب تسعى إلى إثارة الفتن والإنقسامات الداخلية لمنع محور المقاومة من ملء الفراع الناجم عن تراجع نفوذها في المنطقة ومنعه من تحقيق إنتصارات وانجازات إضافية .

وأكد: ان من يحرص على المصالح الوطنية يجب أن يرفض الإنقسام والفتنة والتحريض والإملاءات الأمريكية، وأن لا  يصدق الوعود الأمريكية المزيفة، وأن لا يخاف من التهديدات والعقوبات وغيرها.. فالتهديدات والعقوبات الأمريكية لن تغير من مواقفنا في المقاومة، ولا ينبغي أن تغير من موقف لبنان الثابت في حقه بالمقاومة، لاستعادة ما تبقى من ارضه المحتلة، ولحماية لبنان من الأطماع والتهديدات الأسرائيلية.

من جهة أخرى أشاد الشيخ دعموش: بالعملية البطولية التي قام بها الشهيد الشاب عمر أبو ليلى داخل فلسطين الأسبوع الماضي ، وقال: إن الشهيد أبو ليلى بعمليته البطولية أظهر مدى شجاعة وجرأة وإرادة وتماسك واطمئنان وبطولة الشباب الفلسطينيين المقاومين الذين يبتكرون وسائل وأساليب جديدة للمقاومة بإمكانات محدودة ومتواضعة ويصنعون منها إنجازات وإنتصارات عظيمة لفلسطين وللشعب الفلسطيني.

وأضاف: هذا الجيل من الشباب المقاوم رسالته إلى العالم، وخاصة إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي تحمي الكيان الصهيوني وتغطي جرائمه وتتآمر على القضية الفلسطينية، واضحة وهي  أن الشعب الفلسطيني ورغم تباعد الزمن وتعاقب الأجيال لن يتخلى عن قضيته وعن حقّه في أرضه، وأن راية المقاومة في مواجهة الإحتلال تنتقل من يد الى يد ومن جيل إلى جيل لتستمر مسيرة المقاومة حتى زوال الإحتلال.

نص الخطبة

هذه الأيام تحتشد فيها المناسبات الجليلة، من مناسبة ولادة الإمام علي بن أبي طالب(ع) الى مناسبة عيد الأم، الى وفاة بطلة كربلاء السيدة زينب بنت علي(ع).

من المعروف ان عليا (ع) ولد في الكعبة ولم يولد قبله ولا بعده أحد فيها، فكان ذلك اجلالا وتكريما وتعظيما من الله لعلي ودلالة على مكانته ومنزلته واختياره واصطفاءه من الله سبحانه. 

لقد ولد علي(ع) من أم عظيمة هي فاطمة بنت أسد، بن هاشم بن عبد مناف، فقد أقبلت – لمّا كانت حاملاً بـعلي - نحو الكعبة، وقد أخذها الطلق، فقالت: «ربّ إني مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل ... فبحق الذي بنى هذا البيت، وبحق المولود الذي في بطني، إلا ما يسّرت عليّ ولادتي، فانشقّ لها جدار البيت، فدخلته، ثم التأمت الفتحة، فخرجت في اليوم الرابع الموافق للثالث عشر من رجب في عام ثلاثين من بعد عام الفيل، وهي تحمل وليدها.علي بن ابي طالب.

وكما كانت هذه الولادةتكريما لعلي فقد كانت ايضا تكريما لأمه فاطمة ، هذه الأمّ الجليلة ولدت قبل الهجرة بخمس وخمسين سنة تقريباً، وكانت قبل مبعث النبي(ص) كزوجها وآبائه مؤمنة على ملّة إبراهيم الخليل، تعبد الله، وتطيع الله، وترفض عبادة الاصنام والأوثان، وبعد مبعث النبي بالإسلام كانت فاطمة بنت أسد من السابقات الى الاسلام، فقد أسلمت وكانت الحادية عشرة من بين المسلمين الأوائ،.وهي أول امرأةٍ بايعت رسول الله  بـمكة بعد خديجة زوجة النبي(ص).

 وقد روي عن ابن عباس أنه قال: إن قوله تعالى﴿ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ عَلى‏ أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرينَهُ بَيْنَ أَيْديهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصينَكَ في‏ مَعْرُوفٍ فَبايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحيم﴾  نزل في شأن فاطمة بنت أسد لما بايعت الرسول (ص).

كانت السيدة فاطمة بنت أسد أيضا أول النساء المهاجرات مع ولدها علي بن أبي طالب (ع) من مكة إلى المدينة، وقد أشار الإمام الصادق (ع) إلى هذه الحقيقة بقوله: «إِنّ‏ فاطمة بنت أَسد أُمَّ أَمير المؤمنين (ع) كانت أَول امرأةٍ هاجرتْ إِلى رسول اللَّه (ص) من مكة إِلى المدينة على قدميها.

وهذه المرأة الجليلة كما كانت أماً لعلي بن أبي طالب كانت بمثابة أم لرسول الله(ص).

فقد تربى النبي(ص) في طفولته في بيتها وبيت أبي طالب ، حيث كانت فاطمة بنت أسد (رضي الله عنها) تشمل النبي (ص) بعطفها وحنانها في طفولته وشبابه، بل كانت تهتم به وترعاه أكثر مما كانت تهتم بأولادها، وظلت ترعاه وتخصه بالتقدير والاحترام إلى أن تزوج بخديجة بنت خويلد (رضي الله عنها).

وكان النبي (ص) يشعر بأن الله تعالى أراد أن يعوضه عن موت أمه بهذه المرأة العظيمة الرحيمة التي كانت تعامله وكأنها أمه التي ولدته.

وقد عرف بيت أبي طالب البركة منذ دخول محمد(ص) هذا البيت في طفولته ، فقد كانت زوجته تشعر بأن أولادها لا يشبعون من الطعام أبداً، فلما أقام النبي بينهم دخلت البركة إلى هذا البيت، فكان أولاد أبي طالب إذا أكلوا وأكل معهم رسول الله (ص) شبعوا، وكان أبو طالب لا يأكل وأولاده الطعام الا إذا حضر محمد، وكان يقول لأبنائه اذا ارادوا تناول الطعام: كما أنتم حتى يأتي إبني، فيأتي رسول الله (ص) فيأكل معهم، فيفضل من طعامهم.
وكانت فاطمة بنت أسد ترى كل هذه البركات التي دخلت بيتها للمرة الأولى، وهي تكاد لا تصدق نفسها، فكانت تزداد حباً للنبي (ص) وتعلقا به يوماً بعد يوم. 

وفي المقابل كان رسول الله (ص) يعاملها كما يعامل ابنٌ بار أمه حتى يوم وفاتها؛ لِما لاقاه من حنان وعطف وعناية من تلك المرأة الجليلة خلال إقامته في بيتها، ورعايتها وزوجها أبي طالب له ، حتى أنَّه  قال : لعلي (ع) يوم وفاتها: أما إِنها إِن كانت لك أُمّاً فقد كانت لي أُمّا.

وروي عن علي (ع) انه قال: لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم كفنها رسول الله (ص) في قميصه، وصلى عليها، وكبر عليها سبعين تكبيرة، ونزل في قبرها فجعل يومئ في نواحي القبر كأنه يوسعه، ويسوى عليها، وخرج من قبرها وعيناه تذرفان، وحثا في قبرها

فلما ذهب، قال له عمر بن الخطاب: يا رسول الله لقد فعلت على هذه المرأة شيئاً لم تفعله على أحد؟! فقال: يا عمر، إن هذه المرأة كانت أمي التي ولدتني، إن أبا طالب كان يصنع الصنيع، وتكون له المأدبة، وكان يجمعنا على طعامه، فكانت هذه المرأة تفضل منه كله نصيباً فأعود فيه، وإن جبريل (عليه السلام) أخبرني عن ربي عز وجل أنها من أهل الجنة، وأخبرني جبريل (عليه السلام) أن الله تعالى أمر سبعين ألفاً من الملائكة يصلون عليها.

لقد لازم علي رسول الله(ص) منذ ان كان النبي(ص) في بيت ابي طالب، ولما خرج من بيت ابي طالب خرج علي(ع) معه وتربى في حجر النبي(ص) منذ ان كان طفلا،فكان النبي(ص) يرعاه ويعلمه ويأمره بالتحلّي بالصفات الكريمة، ويغذيه بالتربية الإسلامية المشرقة، وبقي كذلك الى ان أصبح علي من ابرز صحابته، فكان يوصيه بوصايا بقيت خالدة، نتعلم منها وتتعلم منها كل الاجيال الى يوم القيامة.

فمن وصاياه(ص) لعلي(ع): "يا عليّ، ثلاث من مكارم الأخلاق: تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمَّن ظلمك".

إنّ هذه الخصال الكريمة تسمو بالإنسان وترفع مستواه إلى أرقى ما يصل إليه من كمال النفس وسمو الذات، فإذا قاطعك إنسان سواء كان قريبا أو رحما أو صديقا أو زميلا في العمل فلا تقاطعه بل عليك أن تصله وتسأل عنه وتسلم عليه إذا لقيته، كما ان عليك ان تعطي من حرمك فلا تعامله بالمثل، وان تعفو وتسامح من ظلمك حتى ولو كنت قادرا على الاقتصاص منه.

و قال رسول الله (ص)في وصية أخرى: يا عليّ، سيّد الأعمال ثلاث خصال: إنصافك النّاس من نفسك، ومساواة الأخ في الله عزَّ وجلَّ، وذكر الله تبارك وتعالى على كلّ حال".

إنّ هذه الصفات الرّفيعة هي أسس الفضائل التي ينبغي للإنسان المؤمن أن يتحلّى بها.

وقال رسول الله (ص) فيوصية ثالثة: "يا عليّ، أوصيك بوصيّة فاحفظها، فلا تزال بخير ما حفظت وصيّتي، يا عليّ، من كظم غيظاً وهو يقدر على إمضائه، أعقبه الله يوم القيامة أمناً وإيماناً يجد طعمه".

هذه التّعاليم التربويّة تجعل الإنسان في إطار من الفضيلة والسلامة من كثير من الأزمات والمصاعب، وترفع من مستوىأخلاقه خصوصا عندما يتعامل مع الآخرين وينخرط في المجتمع.

 وقال (ص): "يا عليّ، ثلاث من لقي الله عزّ وجلّ فهو من أفضل النّاس: من أتى الله بما افترض عليه فهو من أعبد النّاس، ومن ورع عن محارم الله فهو من أورع النّاس، ومن قنع بما رزقه الله فهو من أغنى النّاس".

إنّ من يطبّق هذه الخصال في حياته، فهو من أفضل الناس، ومن أكثرهم طاعة لله تعالى وقرباً منه.

لقد وصل علي الى مرحلة الكمال وجسد كل هذه التعاليم والوصايا في شخصيته وسيرته وتعامله مع الناس ونخن وان لم نقدر ان نصل الى كمال علي والى القمة التي وصل اليها علي بن ابي طالب، لأننا عاجزون عن ذلك، لكننا نستطيعان نأخذ من قيم علي وما جسده من أخلاق رسول الله ووصاياه ما نقدر عليه وما نستطيعه ، من أجل ان نقوم سلوكنا وان نحسن من أخلاقنا ، وان نتحمل مسؤولياتنا المختلفة.

ومن هذا الجو ندخل الى واقعنا، فالعملية البطولية التي قام بها الشهيد الشاب عمر أبو ليلى داخل فلسطين الأسبوع الماضي، أظهرت مدى شجاعة وجرأة وإرادة وتماسك واطمئنان وبطولة الشباب الفلسطينيين المقاومين الذين يبتكرون وسائل وأساليب جديدة للمقاومة بإمكانات محدودة ومتواضعة، ويصنعون منها إنجازات وإنتصارات عظيمة لفلسطين وللشعب الفلسطيني.

هذا الجيل من الشباب المقاوم رسالته إلى العالم، وخاصة إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي تحمي الكيان الصهيوني وتغطي جرائمه وتتآمر على القضية الفلسطينية، واضحة وهي أن الشعب الفلسطيني ورغم تباعد الزمن وتعاقب الأجيال لن يتخلى عن قضيته وعن حقّه في أرضه، وأن راية المقاومة في مواجهة الإحتلال تنتقل من يد الى يد ومن جيل إلى جيل لتستمر مسيرة المقاومة حتى زوال الإحتلال.

أما زيارة وزير الخارجية الأمريكي، فهو يأتي إلى لبنان من فلسطين المحتلة بعدما أعلن إنحيازه الكامل لإسرائيل واعتبر أن أولوية أمريكا في الشرق الأوسط هي حماية إسرائيل وأمنها ومصالحها، كما أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أعلن بالأمس ضرورة الإعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل، وأن الجولان يجب أن يكون جزءاً من إسرائيل.

فماذا ينتظر اللبنانيون من أمريكا وزيارة وزير خارجيتها بعد هذيْن الإعلانين المنحازين بالكامل لإسرائيل؟ هل نصدق أن أمريكا ستكون وسيطاً نزيهاً في مسألة ترسيم الحدود البحرية والمنطقة الإقتصادية المتنازع عليها؟.

أمريكا المنحازة لإسرائيل والتي تعتبر شريكة لها في كل الحروب والإعتداءات التي شنتها على لبنان وفي كل المجازر التي ارتكبتها بحق اللبنانيين، لا يمكن أن تكون وسيطاً نزيهاً في هذه المسألة ولا في غيرها من المسائل التي لها علاقة باسرائيل،وعلى اللبنانيين أن يتخذوا موقفاً موحداَ فيما يتعلق بترسيم الحدود وأن يعملوا لمصلحة لبنان، وأن لا يصغوا للمطالب الأمريكية التي هي عين المطالب الإسرائيلية والتي تريد سرقة الثروات النفطية للبنان .

اليوم أمريكا وبعدما فشلت في المنطقة وفرضت عليها التحولات التراجع والإنسحاب من سوريا تسعى إلى إثارة الفتن والإنقسامات الداخلية وإشعال الحرائق لمنع محور المقاومة من ملء الفراع الناجم عن تراجع نفوذها في المنطقة، ومنعه من تحقيق إنتصارات وانجازات إضافية.

ولذلك من يحرص على المصالح الوطنية يجب أن يرفض الإنقسام والفتنة والتحريض والإملاءات الأمريكية، وأن لا  يصدق الوعود الأمريكية المزيفة، وأن لا يخاف من التهديدات والعقوبات وغيرها.. فالتهديدات والعقوبات الأمريكية لن تغير من مواقفنا في المقاومة، ولا ينبغي أن تغير من موقف لبنان الثابت في حقه بالمقاومة، لاستعادة ما تبقى من ارضه المحتلة، ولحماية لبنان من الأطماع والتهديدات الأسرائيلية.

                                                                  والحمد لله رب العالمين

 

الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 6-9-2024: مشروع نتنياهو وحلفائه في الحكومة هو تحويل كامل فلسطين الى دولة يهودية وطرد اهلها، ولذلك سيواصل حربه على غزة والضفة لتنفيذ هذا المشروع ولا يبدو انه يريد التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار،

مواقيت الصلاة

الفجر

5:08

الشروق

6:21

الضهر

12:33

العصر

16:03

المغرب

19:00

العشاء

19:52

المواقيت بحسب توقيت مدينة بيروت