الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والحرب الناعمة
خلاصة الخطبة
رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: أن مواقف الرئيس الامريكي الأخيرة تجاه السعودية كشفت ان ما يهمه من التحالف مع هذا النظام هو المال (ادفعوا) اما ماذا تفعلون في اطفال اليمن ومن تقتلون ومن تقمعون ومن تضعون في السجون فليس مهما بالنسبة الى ترامب، بل لسان حال ترامب يقول: ادفعوا وافعلوا ما شئتم!.
واعتبر: ان حكام آل سعود يدفعون ليس مقابل حمايتهم من عدو خارجي، لانه ليس هناك اساسا من يهدد السعودية من دول خارجية حتى اسرائيل والجماعات التكفيرية لا تهدد السعودية، بل على العكس من ذلك السعودية هي منشأ الجماعات التكفيرية والراعي والداعم الاساسي لهم، ومن جهة اسرائيل فهي تتود لاسرائيل وتطبع معها ونتنياهو بات يفاخر بان ثمة دول عربية ما كان يتوقع ان تتواصل مع اسرائيل باتت تطبع معها ويقصد السعودية، اما ايران فلم تعلن العداء للسعودية وإنما السعودية هي التي تعلن العداء لايران وتحرض على ايران وتتآمر ضد ايران وتدعم جماعات ارهابية داخل ايران للتفجير واثارة القلاقل والتلاعب بالعملة والتخريب في الداخل، وقد قال محمد بن سلمان بوضوح : انه يريد نقل المعركة الى داخل ايران، فالسعودية هي من يعلن العداء ويمارس العداء بالفعل ضد ايران في الوقت الذي تدعو فيه ايران الى الحوار وتمد يدها الى كل دول العالم الاسلامي.
واضاف: اذن ترامب لا يحمي السعودية من عدو خارجي ، وانما يحمي آل سعود من بعضهم، يحمي عرش محمد بن سلمان وفريقه من الجناح الآخر المنتمي الى نفس العائلة والذي لا يريد بن سلمان وليا للعهد ولاحقا ملكا على السعودية، هناك صراع محتدم داخل عائلة آل سعود بين جناح محمد بن سلمان وجناح تركي بن فيصل ومحمد بن نايف وآخرين، وهناك عدوات وصراع على السلطة بين هذين الجناحين في العائلة، وترامب في هذا الصراع يحمي جناح بن سلمان ويمكنه من ان يكون على راس السلطة مقابل ان يدفع المال، هنا تكمن الحماية الامريكية مقابل المال، وهذا هو موضوع الابتزاز الامريكي للنظام السعودي، وهذا الابتزاز سيستمر طالما لا توجد نخوة ولا شهامة ولا كرامة لدى حكام آل سعود، وطالما بقي السكوت المذل على سيل الإهانات الأمريكية هو سيد الموقف، بل ان الابتزاز سيزداد مع فضيحة اختفاء الخاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول، لان ترامب الذي لا يهمه سوى المال، بل ربما يجد في قضية الخاشقجي فرصة لصفقة ومقايضة مع النظام السعودي تنقذ النظام من هذه الفضيحة المدوية وتدر على ترامب المزيد من المال.
واشار: الى ان قضية اختفاء الخاشقجي تكشف الطبيعة الوحشية لنظام آل سعود الذي لا يتورع عن سفك الدماء وارتكاب الجرائم وقتل وقمع وسجن كل الاصوات المعارضة حتى لو كانت من داخل البيت، كما تكشف عن الوجه الحقيقي البشع لهذا النظام الذي طالما بذل الاموال لتجميل صورته وتقديم نفسه على انه مملكة الخير .
ودعا الشيخ دعموش: العالم كله امام قضية الخاشقجي وامام ما يرتكبه النظام السعودي في اليمن يوميا من جرائم ومجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ الى اتخاذ موقف حاسم من النظام السعودي وجرائمه، والتعاطي مع حرب الإبادة التي يشنها هذا النظام على اليمن على الأقل بنفس الزخم الاعلامي والسياسي والانساني الذي يتم التعاطي فيه مع قضية اختفاء الخاشقجي، وتقديم آل سعود للعدالة كمجرمي حرب ومعاقبتهم على كل ما اقترفوه من جرائم بحق الانسانية.
نص الخطبة
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وجه من وجوه مواجهة الفساد والافساد في المجتمع واسلوب من اساليب مواجهة الحرب الناعمة التي يريد العدو من خلالها تحقيق ما عجز عن تحقيقة بالحرب العسكرية وهو تدمير مجتمعنا من الداخل والقضاء على شبابنا واهلنا اخلاقيا واجتماعيا.
والمطلوب من خلال الحرب الناعمة تشويه مجتمعنا وافساد شبابنا وشاباتنا واسقاطهم وتحويل المجتمع والاجيال الى مجتمع واجيال بلا قيم ولا اخلاق ولا هوية.
ولذلك مواجهة حالات الفساد من خلال الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة وواجب، وهي مواجهة مفتوحة مع ادوات الحرب الناعمة لتحصين اجيالنا ومجتمعنا وتعزيز منعته وقوته في مواجهة الحرب الثقافية والاخلاقية والسلوكية.
والمعروف هو «كل فعل حسن أوجبه وجبهالاسلام او حث عليه، والمنكر كل فعل قبحه الاسلام ونهى عنه الشريعة».
ومن اهم مفردات المعروف التي ينبغي توجيه الناس اليها: اقامة الفرائض، أداء التكاليف، التواصل مع الارحام وعدم القطيعة، الاصلاح بين المتنازعين وحل المشكلات، الإحسان الى الاخرين وقضاء حوائجهم، الدعوةالى الخير والعفو والتسامح مع المخطئين الخ..
واهم مفردات المنكر التي ينبغي التوجه بالنهي عنها وعن ممارستها: الخلق السيء، الغيبة النميمة، تتبع ونشرالعيوب، واشاعة الفاحشة، الالفاظ النابية والكلمات البذيئة، وقول الفحش، تعاطي وترويج المخدرات والاتجار بها، اللباس غير الشرعي، والتبرج بالنسبة الى النساء، العلاقات غير الشرعية، الاختلاط والخلوة، التحرش، الابتزاز، الاستخدام السيء لوسائل التواصل الاجتماعي كاستخدامها في نشرعيوب الناس او في مجالات اباحية كارسال افلام او صور او تصوير مشاهد معينة اوارسال كلام اباحي من خلالها، شرب الخمر او شرائه وبيعه، النصب والاحتيال على الناس خصوصا بالمعاملات والصفقات والتجارات والبيع والشراء..الخ.
وكل هذه المنكرات وغيرها شائعة اليوم في مجتمعنا وبالحد الادنى في بعض أوساط مجتمعنا.
فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هدفها الاساسي: القضاء على هذه المنكرات والقضاء على الفساد والافساد بكل اشكاله ومفرداته، والمحافظة على القيم الدينية والاخلاقية والانسانية في المجتمع.
ولذلك نجد كل هذا التأكيد في القرآن الكريم وفي الأحاديث الشريفة على مكانة وأهمية هذه الفريضة ووجوب قيام الافراد والمجتمع بها وعدم التراخي فيها.
﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)
﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ التوبة: 71.
﴿ التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِوَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ التوبة: 112.
﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ طه: 132.
﴿ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ لقمان: 17.
أما الأحاديث الواردة عن النبي(ص) وأهل بيته(ع) فقد اعتبرت أداء هذه الفريضة من أفضل الأعمال في الاسلام بل أفضل أعمال الخلق.
فعن الامام الصادق عليه السلام إن رجلا من خثعم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله أخبرني ما أفضل الاسلام؟ قال:الايمان بالله، قال: ثم ماذا قال: صلة الرحم، قال: ثم ماذا؟ قال:الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وعن علي (ع): الأمر بالمعروف أفضل أعمال الخلق.
لقد بلغت هذه الفريضة من الأهمية حدا جعلها أمير المؤمنين عليه السلام تتقدم على الجهاد في سبيل الله وأعمال البر كلها ، فقال (ع) :" . . وما أعمال البر كلها والجهاد في سبيل الله عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا كنفثة في بحر لجيّ . . " ( نهج البلاغة / الحكم 374). والنفثة هي ما يصحب التنفس من ريق الإنسان.
ولعل السر في ذلك أن أعمال البر بل الفرائض ورد الظلم وتوفير الأمن وبناء الحياة على الأساس الذي يريده الله، لا يمكن ان يتحقق بدون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي يحمل الناس على الاستقامة والطاعة والالتزام بالمبادئ الشرعية والأخلاقية .
وفي حديث عن الإمام الباقر(ع): الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء، ومنهاج الصلحاء، فريضة عظيمة بها تقام الفرائض، وتأمن المذاهب، وتحل المكاسب، وترد المظالم وتعمر الأرض وينتصف من الأعداء، ويستقيم الأمر.
والقيام بهذه الفريضة ليست مسؤولية فردية أو مسؤولية أسرية فقط، بل هي مسؤولية الجميع.
يعني مسؤولية الافراد ومسؤولية الاهل بالنسبة الى اولادهم واسرهم، ومسؤولية المجتمع اي فعاليات المجتمع المسؤولين المعلمين والمعلمات والاداريين والهيئات الاهلية والجمعيات الثقافية والبلديات وحتى قوى الامن واجهزة مكافحة المخدرات والسرقات وغيرها.
البعض يراعي الاخرين في معاصيهم فلا يريد احراجهم بالنهي عن المنكر او بالامر بالمعروف.. البعض ايضا يستحي او يخجل من نصح الناس او ارشادهم او التوجه بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكلا هذين الامرين غير صحيح، فلا ينبغي ان يشعر المؤمن بالاحراج في القيام بهذا الواجب او مراعاة الاخرين الى الحد الي يمتنع عن نصحهم او الخجل من نصحهم، لانه لا ينبغي ان يستحي الانسان بايمانه وما يفرضه هذا الايمان من مسؤوليات والتزامات ومنها القيام بهداية الناس وتوجيه النصح لهم
ومن جهة اخرى لا يجوز التواكل ايضا في القيام بهذه الفريضة بان يرمي احدنا المسؤولية على الاخر، كما يفعل الزوج احيانا فيرمي مسؤولية تربية الاولاد واستقامتهم وارشادهم وتوجيههم على الزوجة او العكس او ان البعض يرمي بمسؤولية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على العلماء او على النخب الثقافية والفكرية ويتنصل هو من المسؤولية.
الكثيرون ابتليوا بالتلاوم والتواكل، فهذا يتكل على ذاك وذاك يتكل على هذا، فتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولم يؤد كل واحد منهم دوره في هذه الفريضة، حتى وصل الأمر ببعضهم أن يشاهد المنكرات في داخل بيته وبين افراد اسرته ولا يحرك ساكناً، يرى أولاده يتركون الصلاة ويتهاونون بالواجبات ولا يتورعون عن ارتكاب المحرمات ولا ينكر عليهم مع أنه قادر على توجيههم لانه رب الاسرة وله الولاية في بيته، ولديه القدرة والتأثيرعلى من في داخل بيته، وينسى هذا وأمثاله أنه مسؤول أمام الله عن رعيته وأهل بيته، فالنبي(ص) يقول: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
اذن هي مسؤولية الجميع التي لا ينبغي التواكل او التساهل او التسويف فيها.
والقيام بهذه الفريضة من قبل الجميع لا شك انه يساهم:
اولا: في تقليص حالات الفساد والحد من ممارسة المنكرات في المجتمع الى أدنى مستوى وهذا يجب ان يكون هدفا للمؤمنين الذين يقومون بهذا الدور في في وسط المجتمع.
ثانيا: تحصين بيئتنا من الانزلاق الى المفاسد والمنكرات التي ذكرناها ودفعها نحو الالتزام بالإيمان وبالقيم والأخلاق.
اليوم اذا كان هناك من ايمان وتدين واخلاق وقيم وحب لفعل الخير لدى ابناء مجتمعنا فهو بفعل قيام المؤمنين بمسؤولياتهم على صعيد الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح والوعظ وهداية الاخرين ودعوة الناس الى الصلاح والاستقامة والخير.
لو لم يقم المؤمنون في مجتمعنا افرادا وجماعات ومسؤولين ونخب واحزاب ومقاومة بمسؤولية هداية الناس الى الله والى التمسك بالقيم والاخلاق والواجبات المختلفة لما كان هناك التزام وتدين ولما كانت هناك قيم ولكانت الحرب الناعمة اجتاحت عقول شبابنا واجيالنا وأخذتهم الى الانحراف والضلال، ولكانت دمرت مجتمعنا ولكان الانحلال الأخلاقي والتفكك الاسري والضياع هو السائد في مجتمعنا
لو لم يدعو المؤمنون والمجاهدون والمخلصون الشباب اللبناني الى تحمل مسؤوليتهم الوطنية ومواجهة الاحتلال والعدوان والتزام خيار المقاومة لكان البلد في مكان آخر.
لو لم يكن هناك من يقف موقف الحق في وجه المحتل والمعتدي والظالم والقاتل والسلطان الجائر لهيمنت اسرائيل على كل المنطقة ولنجح المشروع الامريكي الاسرائيلي السعودي في المنطقة ولما تحدث احد عن جرائم النظام السعودي في اليمن وفي غيرها.
لقد كشفت مواقف الرئيس الامريكي الأخيرة تجاه السعودية ان ما يهمه من التحالف مع هذا النظام هو المال ادفعو اما ماذا تفعلون في اطفال اليمن ومن تقتلون ومن تضعون في السجون فليس مهما بالنسبة الى ترامب لسان حال ترامب يقول: ادفعوا وافعلوا ما شئتم!
وهم يدفعون ليس مقابل حمايتهم من عدو خارجي لانه ليس هناك اساسا من يهدد السعودية من دول خارجية حتى اسرائيل والجماعات التكفيرية لا تهدد السعودية، بل على العكس من ذلك السعودية هي منشأ الجماعات التكفيرية والراعي والداعم الاساسي لهم، ومن جهة اسرائيل فالسعودية تتود لاسرائيل وتطبع معها، ونتنياهو بات يفاخر بان ثمة دول عربية ما كان يتوقع ان تتواصل مع اسرائيل باتت تطبع معها، اما ايران فلم تعلن العداء للسعودية وإنما السعودية هي التي تعلن العداء لايران وتحرض على ايران وتتآمر ضد ايران وتدعم جماعات ارهابية داخل ايران للتفجير واثارة القلاقل والتلاعب بالعملة والتخريب في الداخل وقد قال محمد بن سلمان بوضوح انه يريد نقل المعركة الى داخل ايران.
اذن السعودية هي من يعلن العداء ويمارس العداء بالفعل ضد ايران في الوقت الذي تدعو فيه ايران الى الحوار وتمد يدها الى كل دول العالم الاسلامي.
اذن ترامب لا يحمي السعودية من عدو خارجي ترامب يحمي آل سعود من بعضهم، يحمي عرش محمد بن سلمان وفريقه من الجناح الآخر المنتمي الى نفس العائلة والذي لا يريد بن سلمان وليا للعهد ولاحقا لا يريده ملكا على السعودية، هناك صراع محتدم داخل عائلة آل سعود بين جناح محمد بن سلمان وجناح تركي بن فيصل ومحمد بن نايف وآخرين وهناك عدوات وصراع على السلطة بين هذين الجناحين في العائلة، وترامب في هذا الصراع يحمي جناح بن سلمان ويمكنه من ان يكون على راس السلطة مقابل ان يدفع المال، هنا الحماية الامريكية مقابل المال وهذا هو موضوع الابتزاز للنظام السعودي، وهذا الابتزاز سيستمر طالما لا توجد نخوة ولا شهامة ولا كرامة لدى حكام آل سعود وطالما بقي السكوت المذل على سيل الإهانات الأمريكية هو سيد الموقف، بل ان الابتزاز سيزداد مع فضيحة اختفاء الخاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول، لان ترامب الذي لا يهمه سوى المال ربما يجد في قضية الخاشقجي فرصة لصفقة ما ومقايضة ما مع النظام السعودي تنقذ النظام من هذه الفضيحة المدوية وتدر على ترامب المزيد والمزيد من المال.
وفي كل الاحول قضية اختفاء الخاشقجي تكشف الطبيعة الوحشية لنظام آل سعود الذي لا يتورع عن سفك الدماء وارتكاب الجرائم وقتل وقمع وسجن كل الاصوات المعارضة حتى لو كانت من داخل البيت، كما تكشف عن الوجه الحقيقي البشع لهذا النظام الذي طالما بذل الاموال لتجميل صورته وتقديم نفسه على انه مملكة الخير .
اليوم العالم كله مدعو امام هذه القضية وامام ما يرتكبه النظام السعودي في اليمن يوميا من جرائم ومجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ الى اتخاذ موقف حاسم من النظام السعودي وجرائمه، والتعاطي مع حرب الإبادة التي يشنها هذا النظام على اليمن على الأقل بنفس الزخم الاعلامي والسياسي والانساني الذي يتم التعاطي فيه مع قضية اختفاء الخاشقجي، وتقديم آل سعود للعدالة كمجرمي حرب ومعاقبتهم على كل ما اقترفوه من جرائم بحق الانسانية.
والحمد لله رب العالمين