الامام زين العابدين(ع) ألقاب سامية وصفات أخلاقية رفيعة
خلاصة الخطبة
رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: أن العالم اليوم بحاجة الى تعاليم الامام علي بن الحسين زين العابدين والى القيم الأخلاقية والإنسانية التي جسدها في سلوكه، ليعم الايمان ولتعم الاخلاق والقيم الانسانية في المجتمعات،وليعم الامن والسلام في العالم، لأنه من دون الأخلاق ومن دون التمسك بالقيم الالهية والانسانية لا أمن ولا سلام ولا رخاء ولا اطمئنان ولا استقرار في هذا العالم .
وقال: انظروا الى الجرائم التي ترتكب من قبل اميركا واسرائيل وحلفائهما في اليمن وفلسطين وسوريا وليبيا وغيرها فمردها الى انعدام الايمان والاخلاق لدى هؤلاء المستكبرين والمتعجرفين والأغبياء الذين لا يحترمون حتى حلفائهم وينهشون بعضهم البعض.
واعتبر: أن ترامب يمارس أبشع صور الابتزاز لحليفته السعودية ويتحدث عنها بلغة وقحة ومهينة امام كل العالم لابتزازها وسلب أموالها، وفي المقابل صمت مطبق من قبل السعودية على هذه التصريحات المخزية، صمت العاجز والضعيف والواهن الذي يرضى بالذل والمهانة في مقابل حماية وهمية لنظام متهالك وبائد.
وأضاف الشيخ دعموش: آن الآوان للمملكة العربية السعودية ان تدرك ان اميركا تغرقها بالوهم وتصتنع لها اعداءا وهميين من اجل ابتزازها وافلاسها وإبقائها تحت الهيمنة الامريكية المذلة، وآن الآوان للنظام السعودي ان يعي بأن معالجة قضايا المنطقة لا تكون الا بالحوار مع ايران وسوريا ودول المنطقة، والاقلاع عن دعم الجماعات الارهابية والرهان عليهم، وان قوة المنطقة انما تكون بالوحدة والتعاون والتفاهم بين دول المنطقة وليس بالاعتماد على اميركا واسرائيل والرهان على حمايتهما .
وعلى صعيد التهديدات الاسرائيلية للبنان لفت الشيخ دعموش: الى أن احد اهداف العدو الاسرائيلي من تهديداته وكلامه عن وجود صواريخ للمقاومة في محيط مطار بيروت والتصريحات والرسائل التي ينشرها عبر وسائل التواصل، هو تحريض اللبنانيين على حزب الله واخافة اللبنانيين من حزب الله، وتحريض الدول والعالم لمطالبة الدولة اللبنانية والسياسيين اللبنانيين بالضغط على حزب الله ، مؤكدا: أن كل هذه المحاولات فشلت، فلا لبنان خضع للتهويل الاسرائيلي، ولا اللبنانيين ارتعبوا من تهديداته، ولا العالم صدق أكاذيب نتنياهو.
وختم بالقول: على العدو ان يفهم ان لبنان ليس ضعيفا ليخاف، وان اللبنانيين اعتادوا على تهديداته ولن يخافوا، وان كل محاولات التحريض لن تنفعكم، وان لبنان قوي بجيشه وشعبه ومقاومته وقوي بصلابته وصلابة رئيس الجمهورية ومواقفه الوطنية والشجاعة، وقوي بحركته الدبلوماسية التي أفشلت الاهداف الاسرائيلية وكسرت كل المحاولات الاسرائيلية لاخافة اللبنانيين وتحريضم على المقاومة.
نص الخطبة
نعزيكم ونعزي كل المسلمين بشهادة الامام زين العابدين وسيد الساجدين الامام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(ع).
الإمام علي بن الحسين (ع) الشهير بالامام السجاد وبزين العابدين، هو رابع أئمة أهل البيت(ع)، ولد في الخامس من شعبان سنة 38 للهجرة، وأجمعت المصادر الاسلامية على أن الرسول الأعظممحمد بن عبد الله(ص) هو الذي سمى حفيده بـ "علي" ولقبه بـ"زين العابدين"، وذلك قبل أن يولد بعشرات السنين، وقد تعددت الروايات التي نقلت ذلك منها:
ما رواه جابر بن عبد الله الأنصاري قال كنت جالساً عند رسول الله(ص والحسين في حجره، وهو يداعبه، فقال(ص): يا جابر يولد له مولود اسمه "علي" إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم سيد العابدين، فيقوم ولده، ثم يولد له ولد اسمه محمد، فإن أدركته يا جابر فأقرأه مني السلام.
لقد لُقب الإمام علي بن الحسين(ع) بمجموعة من الألقاب، ومنها:
1- زين العابدين: لقبه النبي الأكرم(ص) بهذا اللقب كما قلنا، وإنما لُقب به لكثرة عبادته، وقد اشتهر بهذا اللقب.
وقيل: إنَّ سبب تلقّبه بـ "زين العابدين" إنَّ الشيطان تمثّل بصورة أفعى، فلدغ إصبع رجله حين كان منشغلا بالصلاة، فلم يلتفت إليه، ولم يقطع صلاته. فسمع مناد ينادي: أنت زين العابدين حقا.
2- سيد العابدين: لُقب به لأنه كان شديد الالتزام والانقياد والطاعة لله والعبادة، فلم يُعرف عن أحد انه كان كثير العبادة مثل ما عرف عن الامام السجاد عدا جده الإمام أمير المؤمنين(ع).
3-ذو الثفنات: لُقب بذلك لما ظهر على أعضاء سجوده من شبه ثفنات البعير، وذلك لكثرة سجوده، وقد روي عن الامام محمد بن علي الباقر(ع) قال: كان لأبي(ع) في موضع سجوده آثار ناتية، وكان يقطعها في السنة مرتين في كل مرة خمس ثفنات، فسمي ذا الثفنات لذلك.
4- السجّاد: قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر(ع) إن أبي علي بن الحسين(ع) ما ذكر نعمة الله عليه إلا سجد، ولا قرأ آية من كتاب الله فيها سجود إلا سجد، ولا دفع الله تعالى عنه سوءا يخشاه أو كيد كايد إلا سجد، ولا فرغ من صلاة مفروضة إلا سجد، ولا وفق لإصلاح بين اثنين إلا سجد، وكان أثر السجود في جميع مواضع جسده فسمي السجاد لذلك.
5-ولقب بالزكي لأن الله زكاه وطهّرهوطهر قلبه ونفسه.
6- ولقب بالأمين:لانه كان أمينا يحفظ ودائع الناس واماناتهم أيا كانت ومن أي كانت، فقد روي عنه أنه قال(ع): لو أن قاتل أبي أمنني على السيف الذي قتل به أبي لأديته إليه.
واتصف الامام(ع) بمجموعة من الصفات والملكات الايمانية والاخلاقية والانسانية التي نقلها المؤرخون مما جعل إمامته محل قبول أغلب المسلمين .
ومما امتاز به الإمام على المستوى الأخلاقي:
1- الحلم، وهو قيمة أخلاقية تدعو الإنسان إلى ضبط نفسه أمام ما يثير غضبه وانفعاله، وويرى علماء الأخلاق أنّ الحلم ينتج عن كظم الغيظ،.وهو يكشف عن وعي صاحبه وتحليه بالعلم والمعرفة والعقل والنبل والاتزان، لان الحلم يرتبط بالعلم والعقل.
وللامام(ع) مواقف كثيرة تدل على حلمه، منها: انه كانت له جارية تسكب على يديه الماء، فسقط الإبريق من يدها على وجهه الشريف فشجّه، فبادرت الجارية قائلة: إنّ الله يقول:﴿والكاظمين الغيظ﴾ وأسرع الإمام قائلاً: «كظمت غيظي»، وطمعت الجارية في حلم الإمام ونبله، فراحت تطلب منه المزيد قائلة:﴿والعافين عن الناس﴾ فقال الإمام(ع): عفا الله عنك، ثمّ قالت:﴿والله يحبّ المحسنين﴾ فقال(ع) لها: «إذهبي فأنت حرّة.
2-الشجاعة: فقد روي انه لما أدخل الإمام(ع) أسيراً على عبيد اللهبن زياد وقد جابهه بكلمات التشفي فأجابه الإمام بكلمات أمر ابن زياد على إثرها بقتله، فأجابه الإمام(ع): أبالقتل تهددني يا ابن زياد، أما علمت ان القتل لنا عادة وكرامتنا الشهادة ووقف بكل شحاية في مجلس يزيد في الشام وأنبه على جريمته بحق ابيه في العاشر من محرم في كربلاء.
التجرد عن الأنانية وعدم اظهار شخصيته ومكانته: فقد روى الصدوق في عيون أخبار الرضا(ع):أن الإمام علي بن الحسين(ع) كان إذا أراد السفر سافر مع قوم لا يعرفونه ليقوم بنفسه برعايتهم وخدماتهم ولا يخدمه أحد منهم، وسافر مرة مع جماعة لا يعرفونه، فنظر إليه رجل فعرفه فصاح بالقوم: ويلكم أتعرفون من هذا ؟ فقالوا: لا ندري، فقال: هذا علي بن الحسين، وأسرع الناس نحو الإمام، وجعلوا يقبّلون يديه ورجليه قائلين: أتريد أن تصلينا نار جهنم؟ ما الذي حملك على هذا ؟.. فقال: "كنت قد سافرت مع قوم يعرفونني فأعطوني برسول الله(ص) ما لا أستحق وإني أخاف أن تعطوني مثل ذلك، فصار كتمان أمري أحب إلي.
الإحسان إلى الناس: وقضاء حوائجهم فقد كان الامام(ع) يبادر لقضاء حوائج الناس خوفاً من أن يقوم بقضائها غيره فيحرم الثواب، وقد قال: إن عدوي يأتيني بحاجة فأبادر إلى قضائها خوفاً من أن يسبقني أحد إليها أو أن يستغني عنها فتفوتني فضيلتها.
السخاء: لقد نقلت التواريخ أخبار كثيرة من جوده وكرمه، ومنها: أنه كان يُطعم الناس إطعاما عاما في كل يوم في يثرب، وذلك في وقت الظهر في داره.
حنوه على الفقراء ورأفته بهم واشفاقه عليهم: فقد روى العلامة المجلسي: ان الإمام السجاد(ع) كان يحمل إلى الفقراء الطعام والحطب على ظهره حتى يأتي بابا من أبوابهم فيناولهم إياه.
وكان يحنّ على العبيد فلم يضرب عبداً أو أمة قط، بل كان يتملك العديد منهم ويعتقهم جميعاً في عيد الفطر، ويشتري مجموعة أخرى ليعتقها هي الأخرى أيضا.وهكذا كان يفعل حتى آخر حياته الشريفة.
فقد استشهد الامام(ع) وهو على هذه السيرة وعلى هذا السلوك الانساني الاخلاقي الرفيع، لقد خاف الأمويون من وجود شخصية كالإمام السجاد(ع) خافوا من نشاطه وحركته السياسية وتصديه لظلم الحكام واستبدادهم وطغيانهم، وكان أشدهم خوفا منه الوليد بن عبد الملك، فقد روى محمد بن مسلم الزهري أن الوليد قال: "لا راحة لي، وعلي بن الحسين موجود في دار الدنيا.
ولذلك أجمع رأي الوليد بن عبد الملك على اغتيال الإمام حينما جلس على كرسي الحكم، فبعث سماً قاتلاً إلى عامله على المدينة، وأمره أن يدسه للإمام،وهكذا استشهد الإمام(ع) مسموماً بأمر الوليد، ودُفن في البقيع مع عمه الإمام الحسن، بقرب قبر العباس بن عبد المطلب.
وكانت شهادته في مثل هذا اليوم في الخامس والعشرين من المحرم في سنة خمس وتسعين للهجرة.
نتعلم من اخلاق الامام وسلوكه الانساني الاخلاقوالصفات النبيلة لتكون جزءا من شخصيتنا وحياتنا، ونتعلم ايضا من كلماته حيث يقول(ع) في بعض أحاديثه:
(ألا إنّ أحبّكم إلى الله أحسنكم عملا وإنّ أعظمكم عند الله حظّا أعظمكم فيما عند اللّه رغبة، وإنّ أنجى الناس من عذاب الله أشدّهم لله خشية، وإنّ أقربكم من الله أوسعكم خلقا، وإنّ أرضاكم عند الله أسبغكم على عياله، وإنّ أكرمكم عند اللّه أتقاكم..).
اليوم العالم بحاجة الى هذه التعاليم والى هذه القيم ليعم الايمان ولتعم الاخلاق والقيم الانسانية في المجتمعات، وليعم الامن والسلام في العالم، لأنه من دون الأخلاق ومن دون التمسك بالقيم الالهية والانسانية لا أمن ولا سلام ولا رخاء ولا اطمئنان ولا استقرار في هذا العالم
انظروا اليوم الى الجرائم التي ترتكب من قبل اميركا واسرائيل وحلفائهما في اليمن وفلسطين وسوريا وليبيا وغيرها فمردها الى انعدام الايمان والاخلاق لدى هؤلاء المستكبرين والمتعجرفين والأغبياء الذين لا يحترمون حتى حلفائهم وينهشون بعضهم البعض.
اليوم ترامب حليف السعودية يمارس ابشع صور الابتزاز لحليفته السعودية، ويتحدث عنها بلغة وقحة ومهينة امام كل العالم لابتزازها، وفي المقابل صمت مطبق من قبل السعودية على هذه التصريحات المخزية، صمت العاجز والضعيف والواهن الذي يرضى بالذل والمهانة في مقابل حماية وهمية لنظام متهالك وبائد ورجعي.
آن الآوان للمملكة العربية السعودية ان تدرك ان اميركا تغرقها بالوهم وتصتنع لها اعداءا وهميين من اجل ابتزازها وافلاسها وإبقائها تحت الهيمنة الامريكية المذلة.
آن الآوان للنظام السعودي ان يعي بأن معالجة قضايا المنطقة لا تكون الا بالحوار مع ايران وسوريا ودول المنطقة، والاقلاع عن دعم الجماعات الارهابية والرهان عليهم، وان قوة المنطقة انما تكون بالوحدة والتعاون والتفاهم بين دول المنطقة وليس بالاعتماد على اميركا واسرائيل والرهان على حمايتهما .
لقد بات واضحا أن احد اهداف العدو الاسرائيلي من تهديداته وكلامه عن وجود صواريخ للمقاومة في محيط مطار بيروت والتصريحات والرسائل التي ينشرها عبر وسائل التواصل هو تحريض اللبنانيين على حزب الله، واخافة اللبنانيين من حزب الله، وتحريض الدول والعالم لمطالبة الدولة اللبنانية والسياسيين اللبنانيين بالضغط على حزب الله .
ولكن كل هذه المحاولات فشلت، فلا لبنان خضع للتهويل الاسرائيلي ولا اللبنانيين ارتعبوا، من تهديداته، ولا العالم صدق أكاذيب نتنياهو.
على العدو ان يفهم ان لبنان ليس ضعيفا ليخاف وان اللبنانيين اعتادوا على تهديداته ولن يخافوا، وان كل محاولات التحريض لن تنفعكم. وان لبنان قوي بجيشه وشعبه ومقاومته وقوي بصلابته وصلابة رئيس الجمهورية ومواقفه الوطنية والشجاعة وحركته الدبلوماسية التي أفشلت الاهداف الاسرائيلية وكسرت كل المحاولات الاسرائيلية لاخافة اللبنانيين وتحريضم على المقاومة. والحمد لله رب العالمين.