الحديث الرمضاني(7) كيف تؤدّي حقّ أخيك المؤمن؟
2ـ يسترُ عورتَه: أخطاءه وعيوبه و خصوصياته والعورة هي كل ينبغي ستره ولا يحب الانسان انكشافه سواء من بدنه أو من أسرار حياته الخاصة أو علاقته بزوجه او من ماله وما يملك. فإنّه من واجب الأخ إذا رأى بادرة سيّئة من أخيه أن يسترها.
3ـ يُقيلُ عثرتَه: إنّ من أخلاق المؤمن أن يمتلك قلبًا كبيرًا وروحًا سامية، يستوعب بهما عثرات إخوانه، ولا يعطي الأمور أكثر ممّا هي عليه، بل يتسامح ويقبل عذر الآخر، والأفضل أن يتغاضى دون الحاجة إلى الاعتذار "شرُّ إخوانِكَ من أحوجَك إلى مداراةٍ وألجأَك إلى اعتذارٍ "
4ـ يردُّ غيبتَه: يظهر من الأخبار المستفيضة وجوب رد الغيبة: فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من اغتيب عنده أخوه المؤمن وهو يستطيع نصره فنصره، نصره الله تعالى في الدنيا والآخرة، وإن خذله وهو يستطيع نصره، خذله الله في الدنيا والآخرة".
5ـ يقبلُ معذِرتَه: من المهم أن يتحوّل الاعتذار إلى ثقافة مجتمعية، وأن يتحوّل قبول العذر إلى ثقافة أيضاً، فليس من الصواب ألاّ يعترف إليك أخوك بخطئه إذا كان، ولكن الأسوء أن لا تقبل معذرته حينما يأتيك نادمًا. يقول الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام: "واقبلْ عذرَ أخيكَ فإن لم يكن له عذرٌ فالتمس له عذرًا".
6ـ يُديمُ نصيحتَه: المراد بنصيحة المؤمن للمؤمن إرشاده إلى مصالح دينه ودنياه وتعليمه إذا كان جاهلاً وتنبيهه إذا كان غافلاً وعدم غشّه ودفع الضرر عنه وجلب النفع إليه، ولو لم يقبل نصيحته سلك طريق الرفق حتى يقبلها، ولو كانت متعلّقة بأمر الدين سلك به طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الوجه المشروع.
7ـ يحفظُ خلّتَه: أي يحفظ أخوَّته وصداقته ومودته فلا يضيع هذه الصداقة لاسباب تافهة.او المقصود يحفظ ما تقتضيه اخوته من ستر عيوبه وحفظ اسراره.
8ـ يعودُ مرضَتَه: ورد عن الإمام موسى بن جعفر عن آبائه عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "يُعَيِّرُ اللهُ عزّ وجلّ عَبداً مِن عِبادِهِ يَومَ القِيامَةِ فَيقَولُ: عَبدي ما مَنَعَكَ إذ مَرِضتُ أن تَعودَني؟ فَيقَولُ: سُبحانَكَ! أنتَ رَبُّ العِبادِ لا تَألَمُ ولا تَمرَضُ. فَيَقولُ: مَرِضَ أخوكَ المُؤمِنُ فَلَم تَعُدهُ، وَعِزَّتي وجَلالي لَو عُدتَهُ لَوَجَدتَني عِندَهُ، ثُمَّ لَتَكَلَّفتُ بِحَوائِجِكَ فَقَضَيتُها لَكَ، وذلِكَ مِن كَرامَةِ عَبدِيَ المُؤمِنِ، وأنَا الرَّحمنُ الرَّحيمُ".
9ـ ويشهدُ ميتتَه: إنّ من حقّ الأخ على إخوانه أن يحضروا جنازته ويشيّعوه إذا مات. عن الإمام علي عليهم السلام قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا دعيتم إلى العرسات فأبطأوا، فإنّه يُذكّر الدنيا، وإذا دعيتم إلى الجنائز فأسرعوا فإنّها تذكرة الآخرة".
10- يجيبُ دعوتَه: يستحبّ للمؤمن أن يجيب دعوة أخيه المؤمن إذا دعاه إلى منزله، وأن يأكل عنده، وإنّ استحباب إجابة دعوة المؤمن مشهور بين الفريقين والظاهر عدم الخلاف بيننا في ذلك.
11ـ يقبلُ هديّتَه: للهدية عظيم الأثر في استجلاب المحبة وإثبات المودّة وإذهاب الضغائن وتأليف القلوب. وقد حثّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام على التهادي وعلى قبول الهدايا ولذا إذا قدَّم لك أخوك هديّة فمن حقِّه عليك أن تقبلها منه. ويستحبّ قبول الهديّة لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "لَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُه"، كما يستحبّ فعلها لقوله صلى الله عليه وآله وسلم"تهادوا تحابّوا تهادوا فإنّها تُذهب بالضغائن"أي الهدية تذهب العداوة والحقد.
وروي عن الإمام زين العابدين عليه السلام في رسالة الحقوق: "وحقُّ أخيكَ، أن تعلمَ أنَّه يدكَ الّتي تبسطُها، وظهرُك الّذي تلتجىءُ إليهِ، وعزُّك الّذي تعتمدُ عليهِ، وقوَّتك الّتي تصولُ بها، فلا تتّخذْهُ سلاحًا على معصيةِ اللهِ، ولا عُدَّةً للظلمِ لخلقِ اللهِ، ولا تدعْ نصرتَه على نفسِه ومعونَتَه على عدوِّهِ، والحؤولَ بينَه وبينَ شياطينِه، وتأديةَ النصيحةِ إليهِ، والإقبالَ عليهِ في اللهِ، فإنِ انقادَ لربِّهِ وأحسنَ الإجابةَ لهَ، وإلَّا فليكُن اللهُ آثرَ عندَكَ وأكرمَ عليكَ منهُ".
ومن أجمعها ما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث يقول: "للمسلم على أخيه ثلاثونَ حقًّا، لا براءةَ لهُ إلَّا الأداءُ أو العفوُ: يغفرُ زلّتَه، ويرحمُ عبرتَه، ويسترُ عورتَه، ويُقيلُ عثرتَه، ويقبلُ معذِرتَه، ويردُّ غيبتَه، ويُديمُ نصيحتَه، ويحفظُ خلّتَه، ويرعى ذِمّتَه، ويعودُ مرضَتَه، ويشهدُ ميتتَه، ويجيبُ دعوتَه، ويقبلُ هديّتَه، ويكافىءُ صِلتَه، ويشكرُ نعمتَه، ويُحسنُ نصرتَه، ويحفظُ خليلتَه، ويقضي حاجتَه، ويشفعُ مسألتَه، ويُسمِتُ عطستَه، ويُرشِدُ ضالَّتَه، ويردُّ سلامَه، ويطيبُ كلامَه، ويبرُّ أنعامَه، ويصدِّقُ أقسامَه، ويوالي وليَّه ويعادي عدوَّه، وينصرُه ظالمًا أو مظلومًا ــ فأمّا نصرتُه ظالمًا فيردُّه عن ظلمِه، وأمّا نصرتُه مظلومًا فيُعينُه على أخذِ حقِّه ــ ولا يسلمُه، ولا يخذلُه، ويحبُّ له من الخيرِ ما يحبُّ لنفسِه... ويكرهُ له من الشرِّ ما يكرهُ لنفسِه، ولا يبرأُ المسلمُ يومَ القيامةِ من هذهِ الحقوقِ إلَّا إذا أدّاها أو نالَ من صاحبِه العفوَ".