مظاهر الإحسان للزوجة
خلاصة الخطبة
أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة : أن المشروع الأمريكي الإسرائيلي السعودي في سوريا يتهاوى أمام صمود وثبات وانجازات محور المقاومة، فما يحصل في الجنوب السوري هو إنجاز كبير للجيش السوري وحلفائه وهزيمة مدوية لأميركا واسرائيل وحلفائهما.
وشدد على أن إسرائيل أول المهزومين في جنوب سوريا وهي أقرت بعجزها عن حماية الارهابيين في هذه المنطقة والابقاء على دورهم وخدماتهم أمام قرار الجيش السوري وحلفائه باستعادة الجنوب إلى أحضان الدولة السورية.
وقال: لقد حاولت إسرائيل طيلة الفترة الماضية ومعها المسلحون الارهابيون وحلفاؤها الاقليميون والدوليون نسف اتفاق الهدنة الموقع عام 1974 وتغيير واقع المنطقة وتمكين المسلحين من السيطرة على الحدود وعلى المناطق الحدودية حيث انتشر الارهابيون في المناطق الحدودية بدعم ومساندة من الجيش الاسرائيلي، ولكنها فشلت في الاستمرار بهذا الواقع بعد فشل الحرب التي خاضتها وحلفاؤها ضد الدولة السورية، فجاءت مطالبة نتنياهو قبل أيام بالعودة إلى التزام هدنة 74 وتطبيق بنود فض الاشتباك بين الجيشين السوري والاسرائيلي، وهذا إقرار ضمني بالهزيمة والخسارة والاستسلام والعجز أمام إرادة الدولة السورية على بسط سيادتها على الجنوب السوري.
نص الخطبة
لقد جعل الله تعالى الرجل مديرا ومسؤولا في الحياة الزوجية، فقال تعالى:في سورة النساء، آية34. ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾فالرجل هو الذي يتحمل مسؤولية العائلة، هو المتكفل بالإنفاق عليها وحمايتها والدفاع عنها وإدارة شؤونها، لان الرجل في موقعية تتيح له التزام هذه المسؤولية وتحملها، من حيث قوته الجسدية، وطبيعته النفسية المؤهلة أكثر لتحمل المشاق والصعاب والأعباء، وتوفير نفقات الحياة.
وهنا يجب ان نلتفت الى امرين:
اولا: ان قوامة الرجل على المرأة في الحياة الزوجية هي مسؤولية قبل أن تكون مقاما معنويا ، وهي ليست دليلاً على الكمال والتقرب إلى الله، مثلما ان في جميع الشركات والوزارات والمراكز هناك أشخاص قوامون على آخرين، كالمدير والمسؤول والرئيس وأمثالهم، ولكن هذه الإدارة قبل ان تكون مقاما معنوياً، هي عمل تنفيذي، فالشخص الذي يصبح رئيساً أو مسؤولاً وقيماً وقوّاماً لا يكون أقرب إلى الله وأفضل من غيره عند الله، بل إن ذلك مسؤولية ووظيفة، ومن الممكن ان الشخص الذي لا يتولى مسؤولية في تلك المؤسسة يعمل بإخلاص أكثر من القيم ويحصل يوم القيامة على أجر أفضل، ويكون عند الله أقرب، فالقوامية تتعلق بأعمال الإدارة والأعمال التنفيذية ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِم﴾.
فقوامة الرجل على المرأة في الحياة الزوجية هي مسؤوليته عن شؤون الحياة الزوجيةوادارتها وتأمين نفقاتها.
وثانيا: أن هذه القوامة وهذه المسؤولية، والصلاحيات الممنوحة للرجل من خلال موقع القوامة في الحياة الزوجية كصلاحية الطلاق وصلاحية اعطاء الإذن بالخروج من المنزل مثلا، لا يصح أبداً أن تتحول إلى تسلط وهيمنة وقهر والى استضعاف للمرأة وإساءة لكرامتها. فالقرآن لا يقول للمرأة إنك تحت أمر الرجل، بل يقول للرجل تولّ مسؤولية المرأة وادارة شؤون المنزل، وكن مديرا كفؤا تقوم بواجباتك وتراعي حقوق الزوجة.
ولذلك جاء التأكيد في آيات عديدة، وأحاديث كثيرة، على أهمية مراعاة حقوق الزوجة، المادية والمعنوية، والتعامل معها باحترام وإحسان ومعروف.
فالقرآن الكريم يؤكد على وجوب أن يتعامل الزوج مع زوجته بالمعروف والإحسان، يقول تعالى في سورة النساء، آية 19: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ .
فالتعامل بالمعروف والإحسان مع الزوجة مطلوب كما هو مطلوب بالنسبة للوالدين، والقران وإن لم يذكر ولم يحدد المعروف، وإنما اطلق الكلمة ليشمل كل ما تعارف عليه الناس، وليشمل جميع ما يتعلق بحسن المعاشرة والخلق الحسن، وما يكون منسجما مع تعاليم الاسلام وأعراف المجتمع، الا ان للمعروف والإحسان للزوجة مظاهر وعناوين عديدة :
منها: الانفاق عليها بحسب امكاناته، وضمن مستوى المتعارف والمتداول لامثالها في المجتمع، وليس ضمن الحد الأدنى.
فعن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله الصادق) (ع)ما حق المرأة على زوجها الذي إذا فعله كان محسناً؟»قال : «يشبعها ويكسوها وإن جهلت غفر لها.
ومنها: القول الحسن، بأن يكلمها بالكلمات الطيبة، فلا يسبها ولا يشتمها او يشتم اهلها، ولا يطلق عليها الالقاب والاوصاف السيئة.
ومنها: الصحبة الجميلة والمعاملة الحسنة، فعن رسول الله(ص) : أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخيارهم خيارهم لنسائهم.
ومنها: ان يهديها هدية تحبها، فان تبادل الهدايا بين الأزواج لا سيما هدايا الزوج للزوجة إحدى أسباب غرس أسباب المحبة بينهما، فعن رسول الله (ص): تهادوا تحابوا.
ومنها: كف الأذى عنها، فلا يجوز إيذاء الزوجة بالعنف والضرب، او بجرح مشاعرها أو إهانتها وإذلالها بغير حق، كما لا يجوز للزوجة خدش احترام زوجها وكرامته.
ورد في الحديث عن رسول الله (ص) أنه قال: من كان له امرأة تؤذيه لم يقبل الله صلاتها ولا حسنة من عملها حتى تعينه وترضيه، وإن صامت الدهر، وقامت وأعتقت الرقاب، وأنفقت الأموال في سبيل الله، وكانت أول من ترد النار، ثم قال: وعلى الرجل مثل ذلك الوزر والعذاب إذا كان لها مؤذياً ظالماً.
والإحسان للزوجة ومعاشرتها بالمعروف ليس المقصود به عدم إيذائها فقط بل أن يتحمّل أذاها ايضا وان يصبر عليها، فان كثرة مشاكل الحياة وهمومها توجد احيانا خلافات معينة بين الزوج وزوجته فلا بد ان يتحمل الزوج ويصبر ويتسامح ويغفر باعتباره الأقدر على استيعاب الأمور.
فعن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله (الصادق (ع): ما حق المرأة على زوجها الذي إذا فعله كان محسناً؟قال (ع): يشبعها ويكسوها وإن جهلت غفر لها.
وقال (ع): كانت امرأة عند أبي (ع) تؤذيه فيغفر لها.
كل انسان قد يقع في الخطأ.. والكمال لله سبحانه، لذلك من العدل اذا أخطئت المرأة أن يغضّ الزوج طرفه عن أخطائها الصغيرة وهفواتها العابرة وأن لا يقف عند ذلك .
ومنها: ستر عيوبها وعدم كشف اسرارها، فالرجل ينبغي ان يكون سترا لزوجته وهي ستر له، بأن يستر كل منهما عيوب الآخر ويحمي أحدهما الآخر، يحمي اسراره وخصوصياته، وقد عبر القرآن عن ذلك باللباس حيث قال الله تعالى عن هذه العلاقة: هنّ لباس لكم وأنتم لباس لهنّ.
فاللباس يستر العورة والعيوب ويغطيها، والزوجان لباس لبعضهما، يغطي كل واحد منهما الآخر، ويستر عيوبه ، لان الزوجين هما أعرف الناس ببعضهما البعض؛ فقد تنكشف لكل منهما أمور عن الآخر لا يَطَّلِعُ عليها سواهما، وهذا الحرص من كلاهما على الستر يزيد الألفة والمحبة بينهما، فالحياة الزوجية يجب ان تكون مبنية على الستر، لا على الكشف والنشر والفضيحة.
ففي الحديث: إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا.
فعلى الزوجين أن يتعامل بالستر فيما بينهما ، ليس في شؤونهما الخاصة، ولكن في شؤون حياتهما كلها، حتى الخلافات الزوجية الأصل فيها الستر، وعدم النشر، وإلا صار حلها معقداً.
اليوم المشروع الأمريكي الإسرائيلي السعودي في سوريا يتهاوى أمام صمود وثبات وانجازات محور المقاومة، فما يحصل في الجنوب السوري هو إنجاز كبير للجيش السوري وحلفائه وهزيمة مدوية لأميركا واسرائيل وحلفائهما، فقد تمكن الجيش السوري وحلفاؤه من استعادة السيطرة على أجزاء واسعة من هذه المنطقة الحساسة التي كانت تحاول إسرائيل من خلال دعمها للجماعات الارهابية تحويلها إلى شريط أمني يحمي حدود كيانها.
لقد حاولت إسرائيل طيلة الفترة الماضية ومعها المسلحون الارهابيون وحلفاؤها الاقليميون والدوليون نسف اتفاق الهدنة الموقع عام 1974 وتغيير واقع المنطقة وتمكين المسلحين من السيطرة على الحدود وعلى المناطق الحدودية حيث انتشر الارهابيون في المناطق الحدودية بدعم ومساندة من الجيش الاسرائيلي، ولكنها فشلت في الاستمرار بهذا الواقع بعد فشل الحرب التي خاضتها وحلفاؤها ضد الدولة السورية، فجاءت مطالبة نتنياهو قبل أيام للدولة السورية بالعودة إلى التزام هدنة 74 وتطبيق بنود فض الاشتباك بين الجيشين السوري والاسرائيلي، وهذا إقرار ضمني بالهزيمة والخسارة والاستسلام والعجز أمام إرادة الدولة السورية على بسط سيادتها على الجنوب السوري.
إسرائيل أول المهزومين في جنوب سوريا وهي أقرت بعجزها عن حماية الارهابيين في هذه المنطقة والابقاء على دورهم وخدماتهم أمام قرار الجيش السوري وحلفائه باستعادة الجنوب إلى أحضان الدولة السورية.
وقد أقرت بعض وسائل الاعلام الاسرائيلية وهي القناة 12 الإسرائيلية بهذه الهزيمة عندما قالت في إشارة إلى انتصارات الجيش السوري في الجنوب السوري (بتواضع نقول إنه انتصار أيضاً على إسرائيل فنحن الخاسرون في الحرب السورية وها هو الأسد يصل إلى الحدود وفي أعقابه سيصل عناصر إيران وحزب الله متى أرادوا ذلك وبأي وتيرة يحددونها هم).
والحمد لله رب العالمين