الإنتماء للإمام الصادق(ع) التزام ومسؤولية
خلاصة الخطبة
رأى سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: أن الفكر التسامحي العقلاني المستند إلى الحقائق الواضحة وتعاليم أهل البيت(ع) يجب أن يقدم للعالم في قبال ذلك الفكر التكفيري الظلامي الإرهابي الذي يرسم مشهداً مظلماً لدول وشعوب المنطقة من خلال مشاهد القتل والدمار والتفجيرات المتنقلة التي يقوم بها في أكثر من بلد.
وقال: الرسالة التي يريد أن يؤكدها الإرهاب التكفيري من خلال الضرب في مصر والسعودية وأفغانستان وباكستان والعراق وسوريا وحتى في أوروبا هي أن معركته مفتوحة وهي مع الجميع من دون استثناء.
وأضاف: إذا كانت بعض ساحات الإشتباك جعلت من الإرهاب التكفيري يركز بشكل خاص على أولوية استهداف الشيعة ومن يتحالف معهم إلا أنه بحسب عقليّته وثقافته وفكره هو لا يحيد أحداً حتى السنَّة, ويكفي دليلاً على ذلك ما يجري في مصر وليبيا والسعودية.. وهي دول سنية وأهلها سنة ومن يقتلون فيها هم من أهل السنة.
وأشار: الى أن السعودية باتت هدفاً لداعش وللجماعات الإرهابية التي هي نفسها كانت قد دعمتها ومولتها واحتضنتها لضرب النظام السوري, ولكنها انقلبت عليها وباتت في دائرة استهدافاتها.
وأكد: أنه إذا كان هناك إرادة جدية لمحاربة الإرهاب التكفيري في المنطقة, وإذا كانت محاربة الإرهاب هي أولوية قصوى كما يقولون, فإن هذه الأولوية تقتضي من الجميع وخاصة من أصحاب الرؤوس الحامية في المنطقة كالسعودية وغيرها أن تهدأ قليلاً وأن تعيد النظر في أحقادها وسياساتها ضد إيران , فايران ليست عدوا لدول الخليج وهي الدولة التي طالما مدت يد التعاون ولا تزال الى دول الجوار المحيطة بها.
وختم بالقول: على دول المنطقة والسعودية تحديداً أن تتعاون وتعمل على إنجاح مسار التسويات فيما يخص الملفات المشتعلة في المنطقة خصوصاً في اليمن وسوريا, لأن التعاون بين دول المنطقة هو الكفيل بمعالجة الأزمات ومواجهة الأخطار التي يسببها الإرهاب التكفيري.
نص الخطبة
في الخامس والعشرين من شهر شوال نلتقي بذكرى شهادة الإمام السادس من إئمة أهل البيت(ع) وهو الإمام جعفرالصادق (ع).
ومن المعروف أن التشيُّع - كمذهب إسلامي- تبلور بصيغته النهائية في عهد الإمام الصادق (ع) حيث سنحت الفرصة لهذا الإمام العظيم أن ينشر علوم أهل البيت (ع) في مختلف مجالات المعرفة, وأن يحدد المعالم الفكرية والفقهية والأخلاقية والسلوكية لهذا المذهب الإسلامي الأصيل, ولذلك نُسب الشيعة إلى جعفر الصادق(ع) فأطلق عليهم جعفريون..
التشيع هو شرف والتزام, نحن نفخر بأننا ننتمي الى الإمام جعفر الصادق (ع) كما قال الإمام الخميني (رضوان الله عليه) في وصيته الخالدة.
وهذا الانتماء يفرض علينا مسؤوليتين: مسؤولية سلوكية عملية, ومسؤولية معرفية تبليغية.
أما المسؤولية السلوكية: فلأن الانتماء الحقيقي لأهل البيت(ع) والتشيُّع, ليس مجرد اعتقاد أو محبة قلبية أو مجرد عاطفة ومشاعر وأحاسيس اتجاههم, وإنما هو إضافة إلى ذلك التزام عملي وسلوكي, والعمل والسلوك هو جزء من مفهوم التشيع حسب مدرسة أهل البيت (ع).
فالمطلوب ممن ينتمي الى أهل البيت (ع) الاقتداء بهم والأخذ بتعاليمهم والالتزام بما التزموا به على المستوى الفردي والمواصفات الشخصية, وعلى المستوى الإجتماعي والعلاقة مع الآخرين حتى مع من قد نختلف معهم في العقيدة أو المذهب أو الإنتماء السياسي.
يقول الإمام الصادق (ع) ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه.
وفي الحديث الصحيح عَنْ أَبِي أُسَامَةَ زَيْدٍ الشَّحَّامِ، قَالَ:قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام: «اقْرَأْ عَلى مَنْ تَرى أَنَّهُ يُطِيعُنِي مِنْهُمْ وَيَأْخُذُ بِقَوْلِيَ السَّلَامَ.
وَأُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالْوَرَعِ فِي دِينِكُمْ، وَالِاجْتِهَادِ لِلَّهِ، وَصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، وَطُولِ السُّجُودِ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ؛ فَبِهَذَا جَاءَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وآله، أَدُّوا الْأَمَانَةَ إِلى مَنِ ائْتَمَنَكُمْ عَلَيْهَا، بَرّاً أَوْ فَاجِراً، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله كَانَ يَأْمُرُ بِأَدَاءِ الْخَيْطِ، وَالْمِخْيَطِ؛ صِلُوا عَشَائِرَكُمْ، وَاشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ، وَعُودُوا مَرْضَاهُمْ، وَأَدُّوا حُقُوقَهُمْ؛ فَإِنَ الرَّجُلَ مِنْكُمْ إِذَا وَرِعَ فِي دِينِهِ، وَصَدَقَ الْحَدِيثَ، وَأَدَّى الْأَمَانَةَ، وَحَسُنَ خُلُقُهُ مَعَ النَّاسِ، قِيلَ: هذَا جَعْفَرِيٌّ، فَيَسُرُّنِي ذلِكَ، وَيَدْخُلُ عَلَيَّ مِنْهُ السُّرُورُ، وَقِيلَ: هذَا أَدَبُ جَعْفَرٍ؛
وَإِذَاكَانَ عَلى غَيْرِ ذلِكَ، دَخَلَ عَلَيَّ بَلَاؤُهُ وَعَارُهُ، وَقِيلَ: هذَا أَدَبُ جَعْفَرٍ؛
فَوَ اللَّهِ، لَحَدَّثَنِي أَبِي عليه السلام أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ يَكُونُ فِي الْقَبِيلَةِ مِنْ شِيعَةِ عَلِيٍّ عليه السلام، فَيَكُونُ زَيْنَهَا: آدَاهُمْ لِلْأَمَانَةِ، وَأَقْضَاهُمْ لِلْحُقُوقِ، وَأَصْدَقَهُمْ لِلْحَدِيثِ، إِلَيْهِ وَصَايَاهُمْ وَوَدَائِعُهُمْ، تُسْأَلُ الْعَشِيرَةُ عَنْهُ، فَتَقُولُ: مَنْ مِثْلُ فُلَانٍ؟ إِنَّهُ لَآدَانَالِلْأَمَانَةِ، وَأَصْدَقُنَا لِلْحَدِيثِ».
فالجعفري هو الذي يربي هذه الصفات في شخصيته ويكون ملتزما هذا السلوك في علاقته بالآخرين.
ويقول (ع) أيضاً: إنما أنا إمام من أطاعني.
الذي يطيعني أنا إمامه أما الذي لا يطعني فلست بإمام له، وإن امتلأ قلبه حباً ومودة وعاطفة، لست بإمام له وإن كان ينتمي في دوائر النفوس للتشيع ويقول بأنه جعفري.
بل في بعض الروايات أن الإنسان الذي ينتمي الى أهل البيت(ع) يجب أن يكون العنوان والنموذج الأسمى والأعلى كما كانوا هم، وأن يكون الأورع والأتقى والأفضل والأكثر التزاماً بقيم دينه والأكثر عملاً بطاعة الله.
يقول الإمام الصادق (ع): ليس من شيعتنا من يكون في مصر وفيه الآلاف ويكون في المصر أورع منه.
فالشيعي الحقيقي هو الذي إذا كان يعيش في مجتمع فيه الآلاف من الناس فإنه يجب أن يكون أورعهم وأتقاهم , فإذا كان من بين تلك الآلاف من هو أورع منه فليس بشيعي.
الإنسان المرتبط بأهل البيت(ع) عليه أن يعرف أن انتسابه لأهل البيت (ع) يحمله مسؤولية عملية وسلوكية أكبر وأعظم، القبيح منه أقبح, والتصرف السيء إذا صدر منه يكون أسوأ. وفي المقابل الحسن منه يكون أحسن, والمعروف ةوعمل الخير منه يكون أفضل وأعظم.
ولذلك يقول الإمام الصادق (ع) لأحد أصحابه وهو المفضل بن عمرو: يا مفضل القبيح من كل أحد قبيح ومنك أقبح لمكانك منا، والحسن من كل أحد حسن ومنك أحسن لمكانك منا. أي لانتسابك إلينا.
وكل هذا يحمل الإنسان المؤمن مسؤولية أعظم في سلوكه وفي حياته.
المسؤولية الثانية: هي مسؤولية معرفية وتبليغية, فإن الإنتماء لأهل البيت (ع) وللإمام جعفر الصادق(ع) لا يحملنا مسؤولية سلوكية فقط, وإنما يحملنا مسؤولية معرفية وتبليغية أيضاً, بأن نتعرف على فكرهم وقيمهم وتعاليمهم, ثم أن ننشر هذا الفكر وهذه القيم وهذه التعاليم, بأن نعرف الناس عليها، وأن نُعْلِم الناس بها، أن نحمل رسالتهم إلى الآخرين, فأهل البيت (ع) ليسوا حكراً على الشيعة، فرسالتهم هي رسالة إلى كل المسلمين, وهم ليسوا حكراً على المسلمين، بل هم لكل الناس.. للمسلمين وغير المسلمين، ورسالتهم وفكرهم وقيمهم وتعاليمهم وأقوالهم وكلماتهم يجب أن تصل إلى عقول وقلوب كل الناس, المسلمون بكل مذاهبهم يجب أن يعرفوا فكر أهل البيت (ع) وتعاليمهم, وغير المسلمين يجب ان يصل إليهم فكر أهل البيت(ع) ومبادئهم الإنسانية والحضارية.
ولذلك يقول الإمام علي بن موسى الرضا (ع): أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا، قلت: يا ابن رسول الله وكيف يحيا أمركم؟ قال: أن يتعلم علومنا ويعلمها الناس، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا.
فإذن وظيفتنا نحن أتباع أهل البيت (ع) أن نتعلم علومهم ومعارفهم وأن نتعرف على سيرتهم، وأن نبين ونوضح ونشرح ذلك للناس، فإذا اتضحت سيرة أهل البيت(ع) للناس, وإذا انتشر فكرهم بين الناس, وإذا فهم الناس مبادئهم وقيمهم وأخلاقهم وسلوكهم فإنه يكون لهذا أثر كبير في استقطاب الناس إلى خط أهل البيت (ع) ولن يكون أمام الناس الذين يطلعون على كلماتهم ومواقفهم وتعاليمهم سوى أتباعهم والانتماء إليهم وإلى مدرستهم ومنهجهم.
من المؤسف أن الكثير من المسلمين لم يصلهم شيء من مدرسة أهل البيت (ع) فهم لم يطلعوا على كلماتهم ولا على رواياتهم ولا على سيرتهم وحياتهم ولا على كتبهم.. في الوقت الذي ينبغي أن تكون سيرة وحياة أهل البيت(ع) واضحة لكل مسلم ومسلمة.
من المؤسف أننا نحن اتباع أهل البيت قصرنا في تعريف حتى غير المسلمين بفكر أهل البيت(ع) وقيمهم ومبادئهم الإنسانية والأخلاقية التي تنسجم مع فطرة الإنسان وتطلعاته وآماله، فلم يتعرف العالم على الإسلام من خلال فكرهم الأمر الذي حرم غير المسلمين التعرف على الإسلام الصحيح, إسلام محمد بن عبد الله(ص).
اليوم وأمام النموذج المشوه والمسيء الذي تقدمه التيارات التكفيرية عن الإسلام نحن أمام فرصة تاريخية لتقديم النموذج الإسلامي الأصيل المستند إلى فكر وتعاليم أهل البيت(ع) للعالم.
الإسلام الداعشي هو الإسلام المخيف الذي يصنع فوبيا الإسلام في الغرب ولدى الشعوب غير المسلمة, أم الإسلام الصحيح أم النموذج الصحيح المستند إلى فكر محمد بن عبدالله(ص) وأهل البيت(ع) فهو نموذج يبعث على الإطمئنان والراحة, ويشيع الإطمئنان بين الشعوب, لأنه نموذج مبني على المحبة والتسامح والرحمة وقبول الآخر والتعايش بين البشر.
اليوم العالم يتحدث عن مبادئ وحقوق الإنسان.. وفي فكر وسيرة أهل البيت(ع) وكتبهم حقائق هامة عن حقوق الإنسان اهتدوا إليها وأوصوا بها قبل أن تهتدي إليها الأمم المتحدة وشرعة حقوق الإنسان ومؤسسات حقوق الإنسان في العالم، ولو أن الناس اطلعوا على كلمات أهل البيت (ع) فيما يتعلق بحقوق الإنسان لعرفوا قيمة وعظمة أهل البيت (ع).
العالم يتحدث عن الحرية وعن الديمقراطية وعن التسامح والتعايش وحوار الحضارات وعن الحفاظ على البيئة والرفق بالحيوان، ومن يقرأ في فكر أهل البيت (ع) سيجد أروع المفاهيم والمواقف المتعلقة بكل هذه العناوين وغيرها من العناوين التي تهم البشرية في العصر الحديث.
من ينقل هذا الفكر؟ من الذي ينشر هذه التعاليم؟ من يعلن للعالم عن هذه الأفكار والمبادئ والقيم؟ من الذي يوصل هذا التراث الهائل وهذا المخزون العظيم من المبادئ الإنسانية إلى الناس وإلى العالم؟ من يتحمل هذه المسؤولية؟
بالتأكيد بالدرجة الأولى هذه المسؤولية هي مسؤوليتنا نحن أتباع أهل البيت (ع), نحن من يجب أن يوصل وأن ينقل تعاليم هذه المدرسة العظيمة إلى العالم..
ويجب أن ننقلها بكل الوسائل والأساليب واللغات.. ليس بالخطابات والمحاضرات والكتب فقط, وإنما أيضاً بالسلوك وبالإعلام والفن وبالإنتاج التلفزيوني والسينمائي والعمل المسرحي والرسم واللوحات الفنية, بالصوت والصورة وغير ذلك.
وإيصال فكر أهل البيت(ع) إلى الناس ونشره يجب أن يكون بالأسلوب المناسب والطريقة المناسبة والخطاب المناسب, بالاسلوب المحبب والمرغب والجاذب, بالأسلوب الذي يجعل الآخرين يُقبلون ولا ينفرون..
ولذلك يقول أحد المقربين من الإمام الصادق (ع) قال لي الإمام الصادق (ع): اقرئ أصحابنا السلام ورحمة الله وبركاته وقل لهم: رحم الله امرأً اجترًّ مودة الناس إلينا فحدثهم بما يعرفون وترك ما ينكرون.
جروا مودة الناس لأهل البيت(ع) واستقطبوا محبة الناس إليهم، وخاطبوا الناس على قدر عقولهم، تحدثوا إليهم بما يفهمون ويقبلون, ليس من الصحيح أن نُحدث الناس عن مفاهيم أو عن قضايا أو عن حقائق أو عن أسرار تتعلق بأهل البيت(ع) لا يفهمها الناس أو هي فوق عقولهم.
لا تحدث الناس بما ينكرون, حدثهم بما يعرفون وبما يستوعبون وبما يقبلون, فإذا كانت هناك حقيقة من الحقائق ثابتة في حق أهل البيت (ع) والبعض من الناس يجهلها أو لا يعتبرها معقولة أو منطقية أولا يستوعبها, إرفع الجهل عنه أولاً ثم تحدث إليه بمثل هذه القضايا..
لذلك الكلام مع الآخرين يجب أن يكون معقولاً ومقبولاً ومستوعباً من الآخرين, وإلا فأنت تسيء إلى أهل البيت (ع) إذا تحدثت بشيء لا يمكن استيعابه وقبوله من الناس.
اليوم يجب أن نقدم هذا الفكر المشرق وهذا النموذج الإسلامي الأصيل للعالم كله بالأسلوب المناسب، وأن نواجه الدعايات المسيئة لمذهبنا ولأئمتنا بالحكمة والمنطق والعقل.
اليوم المواجهة الفكرية لداعش ولداعميهم الوهابيين هي جزء من عملية المواجهة الشاملة، لا يجوز أن نتركهم يبثون سمومهم وأحقادهم ويشيعون الأكاذيب عن مذهب أهل البيت (ع) وأتباعه, بل يجب علينا أن نواجه كل الأكاذيب والافتراءات بالحقائق الواضحة وبالفكر النير المشرق, والعالم اليوم مفتوح, والوسائل متعددة, وعلينا العمل وتحمل المسؤولية في العالم كله، ولا شك أن الناس الذين لا يعيشون العصبية والمذهبية وليسوا ضيقي الأفق إذا اتضحت لديهم حقيقة مواقف وتعاليم أهل البيت(ع) سيتأثرون بهذا الفكر المشرق.
اليوم هذا الفكر التسامحي العقلاني المستند إلى الحقائق الواضحة وتعاليم أهل البيت(ع) يجب أن يقدم للعالم في قبال ذلك الفكر التكفيري الظلامي الإرهابي الذي يرسم مشهداً مظلماً لدول وشعوب المنطقة من خلال مشاهد القتل والدمار والتفجيرات المتنقلة التي يقوم بها في أكثر من بلد.
والرسالة التي يريد أن يؤكدها الإرهاب التكفيري من خلال الضرب في مصر والسعودية وأفغانستان وباكستان والعراق وسوريا وحتى في أوروبا هي أن معركته مفتوحة وهي مع الجميع من دون استثناء.
إذا كانت بعض ساحات الإشتباك جعلت من الإرهاب التكفيري يركز بشكل خاص على أولوية استهداف الشيعة ومن يتحالف معهم إلا أنه بحسب عقليّته وثقافته وفكره هو لا يحيد أحداً حتى السنَّة, ويكفي دليلاً على ذلك ما يجري في مصر وليبيا والسعودية.. وهي دول سنية وأهلها سنة ومن يقتلون فيها هم من أهل السنة.
هذه الدول وخاصة السعودية باتت هدفاً لداعش وللجماعات الإرهابية التي هي نفسها كانت قد دعمتها ومولتها واحتضنتها لضرب النظام السوري, ولكنها انقلبت عليها وباتت في دائرة استهدافاتها.
ولذلك إذا كانت هناك إرادة جدية لمحاربة الإرهاب التكفيري في المنطقة, وإذا كانت محاربة الإرهاب هي أولوية قصوى كما يقولون, فإن هذه الأولوية تقتضي من الجميع وخاصة من أصحاب الرؤوس الحامية في المنطقة كالسعودية وغيرها أن تهدأ قليلاً وأن تعيد النظر في أحقادها وسياساتها ضد إيران , فايران ليست عدوا لدول الخليج وهي الدولة التي طالما مدت يد التعاون ولا تزال الى دول الجوار المحيطة بها.
على دول المنطقة والسعودية تحديداً أن تتعاون وتعمل على إنجاح مسار التسويات فيما يخص الملفات المشتعلة في المنطقة خصوصاً في اليمن وسوريا, لأن التعاون بين دول المنطقة هو الكفيل بمعالجة الأزمات ومواجهة الأخطار التي يسببها الإرهاب التكفيري.
والحمد لله رب العالمين