الحفاظ على العمل اشد من العمل
خلاصة الخطبة
لفت سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: الى وجوب أن نبقى على حذر من الشيطان الأكبر الأمريكي الذي يخادع الشعوب بشعارات براقة مثل الديمقراطية والحرية وغيرها من العناوين, وأن لا نطمئن له لأنه يخادع ويراوغ وينافق وهذا ما يؤكد عليه الإمام القائد حفظه الله باستمرار, حتى بعد الإتفاق النووي.
وقال: الإتفاق حول الملف النووي لا يعني أن المشكل مع الأمريكي قد انتهى, أمريكا لا تزال أم الإرهاب في العالم, ولا تزال تستخدم حربها الناعمة ضدنا وضد شعوب هذه المنطقة, وتعمل على تغذية الصراعات والفتن في هذه المنطقة, وتدعم الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين وللمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
واعتبر: أن الغرب وأمريكا ذهبوا للاتفاق مع ايران بعدما فشلوا في العقوبات وعجزوا عن القيام بحرب, ولم يعد لديهم سوى خيار التفاوض معها ..
ورأى: ان الاتفاق شكل انتصاراً كبيراً لايران وفشلاً مدوياً لاسرائيل تمثل في عدم تمكن إسرائيل من ردع ايران عن مواصلة برنامجها النووي, بالرغم من كل محاولات العرقلة التي قامت بها ضد البرنامج النووي, ولم تجرؤ على المبادرة إلى تنفيذ هجوم جوي ضد المنشآت النووية الايرانية .. خلافا لاستراتجيتها المعتمدة منذ قيام هذا الكيان عام 1948.
وعزا عدم جرئة اسرائيل على القيام بهجوم ضد المنشآت النووية الايرانية الى قوة الردع التي جسدتها الجمهورية الاسلامية من خلال مواقفها المعلنة بالرد القاسي والحاسم والمدمر لأية حماقة اسرائيلية ضدها .. والقلق من رد حزب الله.
وأشار: الى أن المشهد الذي قدمته ايران في الموضوع النووي, وفي التمسك بحقوقها المشروعة, وفي مفاوضة العالم من موقع الند للند, يُظهر مدى القدرة والمكانة التي تحتلها ايران في المنطقة والعالم, مما جعلها تظهر بمظهر الدولة الكبرى وليس مجرد دولة اقليمية يحسب لها حساب. وهو ما عبر عنه رئيس البيت اليهودي في اسرائيل عندما قال: إيران باتت دولة عظمى نووية.
وأكد: أن ايران قدمت بمواجهتها وصمودها وصبرها وثباتها وحسن إدارتها وتمكنها من تحقيق أهدافها نموذجاً يحتذى به في كل هذه المنطقة, فهو نموذج للذين يسعون لاسترجاع حقوقهم..ونموذج للعرب الذين استغرقوا في صراعاتهم الداخلية.. وبدلوا أولوياتهم من أجل أن يعودوا إلى المنطق والعقلانية والحوار، ويقلعوا عن منطق العصبيات والكيدية والتهديد واستعراض القوة, لأن الحوار وحده هو الذي يمكن أن يعالج أزمات المنطقة.
نص الخطبة
يقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ(محمد :33.
ويقول سبحانه في آية أخرى:(وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) هود: 16.
ويقول في آية ثالثة: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً) الفرقان: 23.
من المسائل الأساسية التي أكدت عليها آيات القرآن المختلفة، هي تحذير المؤمنين من أن تحبط أعمالهم كالكفار، فعندما يقوم الانسان ببعض الأعمال الصالحة, العبادية أو الخيرية أو غيرها, فإن عليه ان يحافظ عليها, لأن القيام بالعمل شيء والحفاظ عليه شيء آخر وهو أهم من العمل نفسه, والعمل الصالح هو العمل الذي يكون منذ البداية سالماً من الخلل والعيوب, ويحافظ عليه الانسان من الخلل والعيب حتى نهاية العمر.
الانسان المؤمن يبذل جهداً كبيراً ويسعى دائماً لنيل بعض المكاسب والحسنات من خلال أعماله وعباداته وطاعاته، ولكنه سرعان ما يفرط بها ويقوم بما يحبطها ويبطلها ويذهب بقيمتها وأجرها وثوابها.
كثير من المؤمنين ُيتعبون انفسهم في الأعمال العبادية وغير العبادية لنيل الأجر والثواب ، لا يتركون مستحباً إلا ويقومون به ولا واجباً إلا ويؤدونه ولا عملاً من أعمال البر إلا ويبادرون اليه, يصومون ويصلون ويواظبون على صلاة الليل وقراءة القرآن ويساهمون في كثير من أعمال الخير ، ولكنهم لا يحسنون الحفاظ على هذه الأعمال وحسناتها وثوابها, وسرعان ما يقومون باعمال تبطل عباداتهم وطاعاتهم وتبخرها وتذهب بثوابها وفضلها وقيمتها..وتجعلها عرضة للتلاشي والضياع والزوال, ويقومون بممارسات تحبط اعمالهم العبادية والروحية والخيرية وتجعلها هباءاً منثوراً.
شهر رمضان كان فرصة بالنسبة إلى الكثير من المؤمنين للقيام بالأعمال الصالحة ولنيل الكثير من المكاسب الروحية , وقد قام الكثيرون فيه بأعمال عبادية من صلاة وصوم وقراءة قرآن وأدعية وإحياء ليالي القدر, واحيوا أيامه ولياليه بالعبادة والطاعة والصدقة وحسن الجوار والبر بالوالدين ومساعدة الفقراء وقضاء حوائج الناس وغير ذلك من الأعمال الحسنة, لكن من المؤسف أن هذه الأعمال التي قام بها الإنسان في شهر رمضان يعرضها للزوال بمجرد انتهاء شهر رمضان ويعمل على ابطالها من خلال تصرفاته بعد الشهر الكريم. وهذا هو معنى حبط العمل الذي تحدث القرآن عنه في العديد من آياته وحذر بشدة منه.
قال تعالى: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً).
والتعبير بـ (هباءا منثورا) يدل على أن أعمال هؤلاء لا قيمة لها ولا اثر لها إلى حدّ كأنّهم لم يعملوا شيئاً، وإن كانوا قد سعوا واجتهدوا لسنوات طويلة في العبادة والطاعة.
ومثل ذلك قوله تعالى: (مثل الذين كفروا بربّهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف).
والحفاظ على العمل وعدم حبطه وإبطاله هو أصعب من العمل نفسه. ولذلك ورد عن الإمام الباقر(ع): الابقاء على العمل أشد من العمل.
وقد حذرت الآيات التي تلوتها في بداية الحديث المؤمنين من ابطال الأعمال الطيبة والحسنة التي يقومون بها, وأشارت الى ان عليهم الحفاظ عليها وتفعيلها وتكثيرها ومراكمتها والحفاظ على نتاجها وقيمتها وتأثيرها في سعادة الانسان في الدنيا وفي الآخرة.
والعوامل التي تؤدي إلى إحباط أعمال الإنسان وإفسادها ومحوها، أو تهددها بذلك, كثيرة..وقد أشار اليها القران الكريم في العديد من الآيات منها:الكفروالارتداد, وقتل النبيين بغير حق، وقتل الذين يأمرون بالقسط من الناس, ورفع الصوت فوق صوت النبي والجهر له بالقول كجهر بعضهم لبعض.
قال الله تعالى عن الارتداد والكفر بعد الإيمان: ( وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) وقال تعالى : (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ
ويقول تعالى عن الشرك: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ(
وقال تعالى عن إنكار القيامة: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} .
وقال تعالى عن الجهر بالقول: {وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ} .
وقد أشار القرآن الكريم كذلك، إلى أن المشاقة مع الرسول من موجبات حبط الحسنات، أي مخاصمته ومنازعته وتكذيبه وعدم اطاعته, فقد قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ{الى غير ذلك من الآيات الكثيرة الواردة في موضوع حبط الأعمال.
لكن إضافة الى هذه العوامل هناك عوامل وأسباب ومعاصي وسيئات أخرى تبطل الأعمال وتحبطها وتجعلها بلا قيمة ولا تأثير وهي:
1 - المن والأذى الذي يرافق بعض الطاعات, فالمؤمن قد يسدي خدمة لشخص أو يقضي حاجته أو يحسن اليه أو يتصدق عليه, وهذه كلها امور راجحة وأعمال صالحة لها قيمة دينية وأخلاقية وإنسانية ولا شك في ذلك, ولكنه يُرفق هذه الأعمال بالمن والأذى, عندما يتصدق يعطي بطريقة تجرح وتؤذي مشاعر وأحاسيس المتصدق عليه, وعندما يسدي خدمة للآخرين او يقضي حاجاتهم أو يخدمهم يفعل ذلك بأسلوب ينال من كراماتهم, المنة والحاق الأذى بالآخرين تبطل الأعمال الطيبة والمفيدة وتصبح بلا قيمة, يقول القرآن الكريم: (يا أيّها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر) .
2 - العجب عامل آخر في إحباط آثار العمل، العجب الذي يجعل الإنسان يعتد بعمله ويعتد بنفسه ويحقر اعمال الآخرين ويستهزىء بها مهما كانت عظيمة, وقد ورد في الحديث: "العجب يأكل الحسنات كما تأكل النّار الحطب" .
3 - الحسد - أيضاً - أحد هذه الأسباب، الحسد الذي هو أن يتمنى الإنسان من خلاله زوال النعمة عن الآخرين , يتمنى زوال أموالهم أو ملكهم أو مواقعهم أو ثقة الناس بهم أو مصداقيتهم بين الناس أو إحترام الناس لهم وهكذا.. وقد ورد في الحسد تعبير شبيه بما ورد في العجب، فقد روي عن النبي (ص) أنّه قال: "إيّاكم والحسد، فإنّ الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النّار الحطب" .
وكما تمحو الحسنات السيئات (إنّ الحسنات يذهبن السيئات) ، فإنّ السيئات تمحو كلّ الحسنات أحياناً, وذلك كمن يعمل لسنوات طويلة على صفقة ما وينفق اموالاً كثيرة ولكنه يخسر كل شيء بخطأ بسيط.
عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من قال: سبحان الله غرس الله له بها شجرة في الجنة، ومن قال: الحمد لله غرس الله له بها شجرة في الجنة، ومن قال: لا إله إلا الله غرس الله له بها شجرة في الجنة، ومن قال: الله أكبر غرس الله له بها شجرة في الجنة.
فقال رجل من قريش: يا رسول الله إن شجرنا في الجنة لكثير.
قال: نعم ولكن إياكم أن ترسلوا عليها نارا فتحرقوها، وذلك أن الله عز وجل يقول: ﴿يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم﴾.
4 - المحافظة على الإيمان إلى آخر لحظات العمر، وهذا أهم شرط لبقاء العمل، أن يحفظ الانسان أيمانه والتزامه الديني, أن لا يستسلم للشهوات والمغريات, أن يصمد في مواجهة وساوس الشيطان الذي يزين للإنسان المعصية, أن لا ينساق مع البيئة السيئة التي قد يعيش فيها أو مع الرفقاء السيئين الذين يصاحبهم , أن لا يتفاعل مع الدعوة الى الحرام وممارسة المحرمات التي تأتيه عبر أصدقائه أو من خلال الوتس اب او الفيس بوك أو غير ذلك .
على الإنسان أن يحذر من أساليب الشياطين شياطين الجن والإنس التي تحاول اللعب بعقول شبابنا واستقطابهم الى خط الإنحراف الإنحراف الثقافي والأخلاقي والسلوكي.
يجب أن نبقى على حذر من الشيطان الأكبر الأمريكي الذي يخادع الشعوب بشعارات براقة مثل الديمقراطية والحرية وغيرها من العناوين.. وهذا ما يؤكد عليه الإمام القائد حفظه الله باستمرار, أن لا نطمئن للأمريكي لأنه يخادع ويراوغ وينافق حتى بعد الإتفاق النووي.
الإتفاق حول الملف النووي لا يعني أن المشكل مع الأمريكي قد انتهى, أمريكا لا تزال أم الإرهاب في العالم, لا تزال تستخدم حربها الناعمة ضدنا وضد شعوب هذه المنطقة وتعمل على تغذية الصراعات والفتن في هذه المنطقة, أمريكا لا تزال تدعم الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين وللمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس,.
لذلك لا ينبغي ان نطمئن لأمريكا لا قبل التفاق النووي ولا بعد الإتفاق.
وهم ذهبوا للاتفاق مع ايران حول الملف النووي بعدما فشلوا في الخيارات الأخرى, بعدما فشلوا في العقوبات التي فرضوها على إيران, وعجزوا عن القيام بحرب ضد ايران, ولم يعد لديهم سوى خيار التفاوض معها ..
هم فشلوا.. وفشل الاسرائيلي أيضاً فشلاً مدوياً..
اسرائيل اعتبرت الاتفاق مع ايران (مأساة) كما عبر موشيه يعلون وخطأ تاريخي كما عبر نتنياهو ويوم أسود كما عبر ليبرمان.
وقد اجمعت التعليقات الاسرائيلية على ان الاتفاق شكل انتصاراً كبيراً لايران وفشلاً مدوياً لاسرائيل.
والفشل الاسرائيلي تمثل في ان اسرائيل لم تستطع ردع ايران عن مواصلة برنامجها النووي, بالرغم من كل محاولات العرقلة التي قامت بها اسرائيل ضد البرنامج النووي ..فهم قاموا باغتيال العديد من العلماء النوويين الايرانيين, ونفذوا العديد من عمليات التخريب للبرنامج النووي الايراني, وفرضوا عقوبات دولية على ايران, واعتمدوا سياسة التهويل والتهديد والتلويح بالحرب وضرب المنشآت الايرانية النووية, لكن كل ذلك لم ينفع مع ايران, وواصلت ايران بثبات واقتدار تقدمها إلى ان اصبحت دولة حافة نووية باعتراف العالم..
لقد فشلت اسرائيل بردع إيران عن مواصلة برنامجها النووي ولم تجرؤ على المبادرة إلى تنفيذ هجوم جوي ضد المنشآت النووية الايرانية .. خلافا لطريقتها وديدنها واستراتجيتها المعتمدة منذ قيام هذا الكيان عام 1948.
فقد كانت اسرائيل منذ قيام الكيان عندما كانت تفشل في ردع وثني طرف ما عن خيار ليس في مصلحتها ، كانت تلجأ إلى استراتيجية المنع بالقوة..
هذه هي استراتيجية اسرائيل تجاه الخيارات التي تعتبرها تهديداً لها ولوجودها ولمصالحها..وعلى هذه الخلفية نفذت العديد من العمليات المشهورة في التاريخ الاسرائيلي الاجرامي .. نفذت عمليات اغتيال علماء آلمان في مصر في الخمسينات، ودمرت المفاعل النووي العراقي في حزيران 1981 , ونفذت غارة جوية ضد منشأة دير الزور في سورياعام 2007, وقامت بسلسلة اغتيالات لعلماء ايرانيين.
كل ذلك فعلته اسرائيل لكنها لم تجرؤ على القيام بهجوم ضد المنشآت النووية الايرانية, وذلك لأن قوة الردع التي جسدتها الجمهورية الاسلامية من خلال مواقفها المعلنة بالرد القاسي والحاسم والمدمر لأية حماقة اسرائيلية ضدها .. والقلق من رد حزب الله, هو الذي منع اسرائيل وردعها عن القيام بذلك..
لقد فشلت اسرائيل في الردع.. وفشلت ايضاً في اقناع واستدراج الولايات المتحدة لتبني خيار الحرب على ايران..
إن المشهد الذي قدمته ايران في الموضوع النووي, وفي التمسك والإصرار على حقوقها المشروعة, وفي مفاوضة العالم من موقع الند للند, يُظهر مدى القدرة والمكانة التي تحتلها ايران في المنطقة والعالم, مما جعلها تظهر بمظهر الدولة الكبرى وليس مجرد دولة اقليمية يحسب لها حساب. وهذا ما عبر عنه رئيس البيت اليهودي في اسرائيل عندما قال: إيران باتت دولة عظمى نووية.
لقد قدمت ايران بمواجهتها وصمودها وصبرها وثباتها وحسن إدارتها وتمكنها من تحقيق أهدافها من دون أن تضطر إلى دفع أثمان سياسية من سيادتها وحريتها وكرامتها واستقلالها نموذجاً يحتذى به في كل هذه المنطقة.
هذا النموذج تقدمه إيران للذين يسعون لاسترجاع حقوقهم..
هذه التجربة تقدمها إيران أمام الذين لا يفهمون إلا بمنطق االقوي الواثق من نفسه لأن هذا العالم لا يحترم إلا الأقوياء.
هذا النموذج تقدمه إيران للعرب الذين استغرقوا في صراعاتهم الداخلية.. وبدلوا أولوياتهم من أجل أن يعودوا إلى المنطق والعقلانية والحوار، ويقلعوا عن منطق العصبيات والكيدية والتهديد واستعراض القوة, لأن الحوار وحده هو الذي يمكن أن يعالج أزمات المنطقة.
والحمد لله رب العالمين.