الشيخ دعموش في الحديث الرمضاني اليومي10/7/2014: اليهود استخدموا في مواجهة الاسلام أسلوب طرح الأسئلة التعجيزية على النبي (ص) واسلوب الضغطَ الإقتصادي والتجاري.
الاسلوب الثاني : طرحُ الأسئلةِ التعجيزية على النبي (ص) بهدف اظهار عجزه وإفشالِه أمام الناس وإفشال دعوته، فكان أحبارُ اليهود يوجهون أسئلةً تعجيزيةً حتى إذا ما عجز النبيُ عن الإجابة يُوحُون للناس بعدم صدقه في ادعائه للنبوة.
من ذلك أنهم طلبوا منه أن يأتيَهُمُ (ص) بقربان تأكُلُهُ النار كما يستفاد من قوله تعالى في القران الكريم: {الذين قالوا إن اللهَ عَهِدَ إلينا ألا نُؤمنَ لرسولٍ حتى يأتِيَنَا بقربانٍ تأكُلُهُ النار} آل عمران/183.على اعتبار ان ذلك كان من معاجز الأنبياء السابقين فلا بد للنبي حتى يثبت صدقه من ان يأتي بقربان - وهو كل ما يتقرب به الى الله من صدقات وهبات وعطايا – فيسلط الله عليه نارا من السماء تأكله، وجهلوا ان نبينا لا يكرر معاجز الانبياء السابقين وانما ياتي بعاجز خاصة به وتتناسب مع مرحلته.
ثم طلبوا منه (ص) أن يأتيهم بكتاب من السماء خاصٍّ بهم يخاطبهم وحدهم ويعلمهم وحدهم ، وقد تحدث القران الكريم عن ذلك بقوله تعالى {يسألك أهلُ الكتاب أن تُنَزِّلَ عليهمْ كتاباً من السماء فقد سألوا موسى أكبرَ من ذلك فقالوا أرنا اللهَ جهرةً} 153/النساء.
وقالوا للنبي (ص) أيضاً: يا محمد إن كنت رسولاً من الله كما تقول، فقل لله فليُكَلِمْنَا حتى نسمعَ كلامَه، فأنزل اللهُ في ذلك قولَه تعالى: {وقال الذين لا يعلمون لولا يُكَلِمُنَا اللهُ أو تأتِيََنَا آيةٌ كذلك قال الذين من قبلهم مثلَ قولهم تشابهتْ قلوبُهُمْ قد بيَّنَّا الآياتِ لقوم يوقنون} البقرة/118 .
الاسلوب الثاني : الضغطَ على المسلمين إقتصادياً وتجارياً، فقد قام اليهود بمؤامرة تهدف إلى إبعاد المسلمين عن دينهم وذلك بمقاطعتهم اقتصادياً وامتناعِهِم عن دفع ما يجب عليهم دفعُهُ من ديونٍ وأماناتٍ لمن اعتنق الإسلام، مدعين أن ما كان لهم من حق إنما كان لهم قبل الإسلام، وأن دخولهم في هذا الدين قد أبطل حقهم فيه , وإلى ذلك يشير القرآن الكريم بقوله تعالى: {ومن أهل الكتاب من إن تأْمَنْهُ بقِنطار يُؤَدِّهِ إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يُؤَدِّهِ إليك إلا ما دمتَ عليه قائماً، ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذبَ وهم يعلمون} آل عمران/75.
ويذكر المفسرون: أن رجالاً من أهل الجاهلية باعوا يهوداً بضاعةً ثم أسلموا، ولما طلبوا من هؤلاء اليهود دفعَ الثمن، قالوا: ليس علينا أمانةٌ ولا قضاءَ عندنا لأنكم تركتم دينكم الذي كنتم عليه، وادعَوْا أنهم وجدوا ذلك في كتابهم في التوراة {ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون}.كما في الآية المتقدمة.
كذلك يذكرُ المفسرون حادثةً أخرى في إطار الحصار الاقتصادي حيث رفضَ اليهودُ أن يُقرضوا المسلمين مالاً في بداية إقامتهم في المدينة حيث كان المسلمون في ضائقةٍ ماديةٍ شديدة، وقد أجاب اليهودُ رسولَ الله حينما طلب منهم القرض، أجابوه بقولهم: أَحتَاجَ ربُكُم أن نُمِدَّه؟ فنزَلَ قولُهُ تعالى: {لقد سمع الله قولَ الذين قالوا إن اللهَ فقيرٌ ونحن أغنياء سنكتبُ ما قالوا} آل عمران/181.
والحمد لله رب العالمين