كلمة رئيس المجلس التنفيذي سماحة الشيخ علي دعموش في تشييع القائد الجهادي هيثم الطبطبائي وثلة من الشهداء 24-11-2025
بسم الله الرحمن الرحيم
نقف هنا لنزف وبكل فخر واعتزاز الشهيد القائد الجهادي الكبير السيد هيثم علي الطباطبائي والشهداء الأبرار الشهيد مصطفى اسعد برو(الحاج حسن)، والشهيد قاسم حسين برجاوي(علاء) والشهيد رفعت احمد حسين(ابو علي) والشهيد ابراهيم علي حسين(امير) الذين ارتقوا شهداء فداءً للبنان وشعبه اثر عدوان صهيوني غادر على منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية .
هؤلاء الشهداء السعداء من عائلات شريفة عامرة بالايمان والجهاد والعطاء والتضحية.
السيد ابو علي قائد شجاع عاشق للجهاد والمقاومة رجل الميادين تنقل من ميدان الى ميدان ما غادر ساحات القتال على مدى اكثر من خمسة وثلاثين عاماً. وهو من ابطال العمليات النوعية ومن رجال الميدان في حرب تموز 93 وفي حرب نيسان 96 أار العديد من المحاور القتالية في مواجهة الاحتلال وهو من صناع التحرير في العام الفين ومن ابطال عملية الغجر في 2006 ومن صناع الانتصار الالهي في تموز 2006 . ونعلن اليوم ونحن نزفه شهيدا انه كان من ابرز القادة الجهاديين الذين اداروا معركة اولي البأس في 2024 بكل شجاعة واقتدار وكسروا الهجوم البري للعدو والذي اراد احتلال الجنوب وافشلوا اهدافه . وبعد وقف اطلاق النار والى شهادته كان في قيادة المقاومة وفي موقع الإدارة والتخطيط والبناء ورسم استراتيجيات المواجهة.
في أي مكان كان يطلب من السيد ابو علي ان يكون كان يكون ولم يكن لديه تحفظ على الاطلاق لانه نذر حياته للمقاومة فكانت حياته مقاومة بل كانت المقاومة حياته. ونال كل الاوسمة مجاهد قائد شجاع مقدام مضحى ويقتحم الموت بالموت ونال وسام الشجاعة والبطولة اكثر من مرة على يدي سماحة سيد شهداء الأئمة السيد حسن نصر الله(رض) ونوه بقيادته وأداءه وجهاده سماحة الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم حفظه الله.
لم يكل السيد ابو علي ولم يمل في ميادين الجهاد والمقاومة ولم يتعب من حمل السلاح في مواجهة العدوان والاحتلال وعلى مدى كل الأعوام الماضية كان على ضفاف الشهادة .
ايها العزيز لطالما عبرت امامنا عن شوقك للشهداء من رفاق دربك وفي لقاءنا الاخير قبل أيام قليلة من شهادتك كنت كمن يستعجل اللحاق بهم ولطالما قلت انك مشتاق للقائهم ولطالما تحسرت على تأخر اللقاء فاليوم ايها السيد العزيز تلتقي بالاحبة تلتقي بعزيز الروح سيد شهداء الأمئة(رض) وبحبيب القلب السيد هاشم (رض) وبالحاج عماد وبكل القادة الذين احببتهم وشاركتهم الجهاد والمقاومة واالنجازات واالنتصارات.
اليوم تلتقي بركب الشهداء الابرار فهنيئاً لك الشهادة ايها المجاهد والقائد الكبير.
اليوم الهدف من اغتيال هذا القائد الجهادي الكبير هو النيل من ارادة المقاومة وعزمها وقرارها وتصميمها وإخافتها وضعضعتها لتتراجع ولتتوقف ولتضعف ولتستسلم ولتخضع لكن هذا الهدف لن يتحقق لأننا جماعة مؤمنة بالله وباليوم الآخر مؤمنة بقضيتها ورسالتها وخطها ومستعدة للتضحية بأغلى ما لديها وتنتمي الى عقيدة ايمانية وهوية وطنية والى ثقافة وتريخ عريق في النضال والجهاد يزودها بطاقة روحية ومعنوية هائلة وقدرة كبيرة على تحمل المصاعب والتضحيات والآلآم وهذا ما يفسر لنا هذا الصمود الاسطوري لاهلنا في الجنوب والضاحية والبقاع وكل لبنان وهذا ما يفسر لنا هذه القدرة على التحمل والثبات والصبر لدى عوائل شهدائنا.
لقد آلمنا كصيرا استشهاد السيد ابو علي والشهداء الأبرار معه ولكن هذا لن يمُسَ في إرادتنا ولا في عزمنا ولا في تصميمنا ولا في قرارنا ولا في مواصلتنا للطريق بل سيزيدنا دائما كما كنا نقول مع القادة الشهداء سابقا سيزيدنا عزماً وتصميما وارادة ومضياً وسيجعلنا نتمسك اكثر بصوابية الخيار والقرار الذي اتخذناه ولن يبدل شيئاً على الاطلاق لاننا اتباع ذلك الإمام الذي طالما كنا نردد مع اصحابه ونقول: لو انا نقتل ثم نحرق ثم نُذرى في الهواء ثم نحيا ثم نقتل يُفعل بنا ذلك سبعين مرة ما تركتك يا حسين. لطالما ظن العدو انه باغتيال القادة ينال من عزم وارادة وقوة المقاومة بينما غاب عنه اننا في حزب الله نقوى ونكبر بالشهداء وانتم ايها الصهاينة تنهزمون بقتلاكم.
استشهاد السيد ابو علي لن يعيد المقاومة الى اوراء ولن يثني المقاومة عن استكمال ما بدأه هذا الشهيد الكبير. ولن يدفعها نحو الاستسلام وهام هم الصهاينة اليوم قلقون من رد حزب الله المحتمل ويجب ان يبقوا قلقين لانهم يعرفون حجم الجرائم التي ارتكبوها بحق المقاومة ولبنان هم يظنون ان هذا الاغتيال يؤدي الى خلل في بنية المقاومة وفي قيادة المقاومة وغاب عنهم ان لدينا من القياديات الشجعان ما يملأ أي فراغ قيادي بل لدينا جيل من القادة الجهاديين من رفاق الشهيد السيد ابو علي ومن تلامذته الذين يستطيعون ان يتولوا المسؤوليات أيا تكن التضحيات التي تقدم.
اليوم جوهر المشكلة في لبنان هو العدوان الصهيوني المستمر وليس الجيش او المقاومة ومن واجب الدولة مواجهة العدوان بكل الوسائل وحماية مواطنيها وسيادتها واستقلالها. وعلى الحكومة وضع خطط واضحة لذلك ورفض الضغوط التي يراد منها دفع لبنان للاستجابة للاملاءات الامريكية والشروط الاسرائيلية لانها تعني الاستسلام وليس الحل والتسوية.
كل التنازلات التي قدمتها الحكومة حتى الآن من حصرية السلاح الى القبول بالورقة الامريكية وانتشار الجيش وصولا الى الإستعداد للتفاوض لم تثمر ولم تؤدي الى اي نتيجة.
اليوم العدو يستبيح كل لبنان ويضغط في كل الاتجاهات من اجل ان نستسلم لكننا لن نستسلم هذا ليس واردا على الاطلاق مهما بلغ حجم التهديد والتهويل لاننا اتباع ذلك الامام الذي كنا ولا زلنا نردد معه : ألا ان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات من الذلة. كل التهديدات والحصار والضغوط التي تمارس الآن لن تنفع.
اذا كان يوجد في لبنان والعالم من يهتم بسيادة هذا البلد واستقلاهل واستقراره وان لا تذهب الامور الى ما هو أسوأ وما هو أكبر عليهم أن يضغطوا ويلزموا العدو الاسرائيلي بوقف عدوانه واستباحته للبنان ولا يوجد كلام آخر.
لو قتلتم من قتلتم ودمرتم ما دمرتم لن نكون معنيين بأي طرح او مبادرة قبل وقف الاعتداءات والتزام العدو الاسرائيلي بموجبات اتفاق وقف اطلاق النار.
عهدنا للسيد ابو علي باننا سنكمل ما بدأته وسنبقى في الميدان نحمي سيادة بلدنا في مواجهة المشاريع الاسرائيلية وراعيته اميركا.
ونتوجه الى عائلة الشهيد السيد ابو علي وعائلات الشهداء الذين ارتقوا معه نتوجه الى الجميع بالتعزية والتبريك نعزي بفقد هؤلاء الاحبة ونبارك لهم بهذه الخاتمة المشرفة والعاقبة الحسنة.
ونواجه هذه الفقد وهذا الالم والحزن بالصبر الجميل وبالتسليم بمشيئة الله والرضا بقضائه وبالتوكل عليه وبالتصميم على المضي في دربهم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته