2024

خطبة الجمعة 2-8-2024 - الامام السجاد(ع)وقوة الموقف

خطبة الجمعة 2-8-2024 - الامام السجاد(ع)وقوة الموقف

الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-8-2024: على العدو أن ينتظر العقاب الآتي.

رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش أن "إسرائيل" إلى زوال مهما امتلكت من قدرات وإمكانات، ومهما تمادت في عدوانها، وهي تكتب بجرائمها نهايتها الحتمية.

وخلال خطبة الجمعة في مجمع السيدة زينب (ع) في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، قال الشيخ دعموش: "لا يتوهم العدو أنه باغتياله لقادتنا وقتله لنسائنا وأطفالنا يمكنه أن ينال من قوة المقاومة أو من إرادة وعزيمة وخيارات أهلنا وشعبنا في لبنان وفلسطين، فنحن نزداد يقينًا وثباتًا وتصميمًا على مواصلة درب المقاومة بالشهداء، ونحيا بالشهداء، وتزداد مسيرتنا قوة وتألقًا وتتقدم إلى الأمام".

وأضاف الشيخ دعموش: "لا يظن العدو أنه باستهدافه في الضاحية وطهران لقادة كبار في المقاومة كالحاج فؤاد شكر والقائد اسماعيل هنية يمكنه أن يضغط على المقاومة لتتراجع، أو يمكنه أن يفرض معادلات جديدة، أو ينعش الروح المعنوية للصهاينة، ففي قاموس المقاومة لا مكان للتراجع أو الاستسلام، ولن يتمكن العدو من فرض معادلات جديدة، أو استعادة هيبته المكسورة أمام المقاومة، أو ثني المقاومة في لبنان عن مواصلة معركة الاسناد لغزة".

وشدد الشيخ دعموش على أن الاعتداء على الضاحية كان من خارج المعادلات والضوابط المعتمدة، والرد عليه الذي جزم سماحة الأمين العام بالأمس بأنه آت، سيكون من خارج المعادلات والضوابط المعتمدة في المعركة، وعلى العدو أن ينتظر العقاب الآتي.

نص الخطبة

نعزيكم ونعزي صاحب العصر والزمان بشهادة جده الامام علي بن الحسين زين العابدين وسيد الساجدين الذي اغتيل بقرار من السلطة الاموية وبأمر من الوليد بن عبد الملك الذي أوعز إلى أخيه هشام بدس السم إليه، في الخامس والعشرين من محرم الحرام سنة 95 للهجرة عن عمرٍ ناهز السابعة والخمسين سنة.

الامام هو عنوان للعبادة والطاعة والخضوع لله وهو عنوان للجهاد والمقاومة وايضا للصبر والثبات والتحمل في مواجهة المصائب والمصاعب والمخاطر والمأساة، فقد شهد وقعة كربلاء ورأى كل ما ارتكب فيها من فظائع وجرائم، وواكب رحلة السبي من كربلاء الى الكوفة  والشام بكل ما حملته من آلام وعذاب ومعاناة، وبالرغم من كل ذلك ومن المرض الذي اضعف جسده الشريف بقي شامخا وصابرا وثابتا، لم تنكسر ارادته، ولم تضعف عزيمته، ولم ينهزم امام الاعداء الذين حاولوا التنكيل به وقتله.

 لقد وقف الامام (ع) امام القاتل عبيد الله بن زياد في الكوفة بكل شجاعة وصلابة، وهو أسيرٌ ومكبّلٌ بالسلاسل، يحيط به جلاوزة عبيدالله، وعبيدالله ينظر إليه وينكث بالقضيب ثنايا الحسين تشفّياً وانتقاماً، ودار حوارٌ بينهما انتهى بأنْ أمَرَ اللعينُ عبيدالله بقتل الإمام(عليه السلام)، فوقف الإمام السجّاد ولم يأبهْ بقوله وتهديده ولم يخشَهُ في مجلسه بل وجّه إليه كلاماً عرّفه بنفسه الشريفة التي لا تخشى الموت بل تستهين به، فقال له بكلّ ثباتٍ وجرأة ويقين: (أبالقتل تهدّدني!! أما علمتَ بأنّ القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة).

إنّ البطولة التي أبداها الإمام السجّاد(عليه السلام) بعد واقعة كربلاء، وهو مریضٌ وفي الأسر الأعداء لا تقلّ أهميّةً عن بطولة الميدان، لان الموقف احيانا قد يكون له قوة وتأثير على العدو كالميدان واحيانا اكثر.

ولم يكن هذا الموقف الوحيد في الكوفة الذي تصدّى من خلاله الامام السجاد(ع) للسلطة المجرمة ، فقد له موقفٌ اخر في الكوفة من خلال خطبته العظيمة التي شرح فيها الجريمة التي ارتكبها الأمويّون بحق الحسين(ع)، وأنب فيها اهل الكوفة على غدرهم وتخاذلهم وتخليهم عن عهودهم بنصرة الحسين(ع)، فهذا الخطاب أجّج مشاعر السخط والغضب لدى الناس على السلطة ويزيد، وشعروا بالذنب، بحيث ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُ النَّاسِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ، وَصَارَ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: هَلَكْتُمْ وَمَا تَعْلَمُونَ!.

وكما في الكوفة في الشام ايضا، فعندما وصل موكب السبايا الى الشام خطب الامام(ع) بكل ثبات وصلابة في عقر دار الفاسق المجرم يزيد بن معاوية في الشام، وبيّن للناس الذين ضللهم يزيد مكانة هؤلاء الذين ساقهم سبايا واسارى وانهم من اهل بيت النبوة، كشف عن حجم الجريمة التي ارتكبها يزيد بقتله الحسين(ع) واهل بيته واصحابه، حيث قال في تلك الخطبة المشهورة: "أَيُّهَا النَّاسُ، أُعْطِينَا سِتّاً وَ فُضِّلْنَا بِسَبْعٍ، أُعْطِينَا الْعِلْمَ وَ الْحِلْمَ وَ السَّمَاحَةَ وَ الْفَصَاحَةَ وَ الشَّجَاعَةَ وَ الْمَحَبَّةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ، وَ فُضِّلْنَا بِأَنَّ مِنَّا النَّبِيَّ الْمُخْتَارَ مُحَمَّداً، وَ مِنَّا الصِّدِّيقُ، وَ مِنَّا الطَّيَّارُ، وَ مِنَّا أَسَدُ اللَّهِ وَ أَسَدُ رَسُولِهِ، وَ مِنَّا سِبْطَا هَذِهِ الْأُمَّةِ، مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنِي وَ مَنْ لَمْ يَعْرِفْنِي أَنْبَأْتُهُ بِحَسَبِي وَ نَسَبِي.

أَيُّهَا النَّاسُ، أَنَا ابْنُ مَكَّةَ وَ مِنَى، أَنَا ابْنُ زَمْزَمَ وَ الصَّفَا، أَنَا ابْنُ مَنْ حَمَلَ الرُّكْنَ بِأَطْرَافِ الرِّدَا، أَنَا ابْنُ خَيْرِ مَنِ ائْتَزَرَ وَ ارْتَدَى، أَنَا ابْنُ خَيْرِ مَنِ انْتَعَلَ وَ احْتَفَى، أَنَا ابْنُ خَيْرِ مَنْ طَافَ وَ سَعَى، أَنَا ابْنُ خَيْرِ مَنْ حَجَّ وَ لَبَّى، أَنَا ابْنُ مَنْ حُمِلَ عَلَى الْبُرَاقِ فِي الْهَوَاءِ، أَنَا ابْنُ مَنْ أُسْرِيَ بِهِ مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى..

فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ أَنَا أَنَا حَتَّى ضَجَّ النَّاسُ بِالْبُكَاءِ وَالنَّحِيبِ، وَخَشِيَ يَزِيدُ لَعَنَهُ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ فِتْنَةٌ وان ينقلب الناس عليه، فَأَمَرَ الْمُؤَذِّنَ فَقَطَعَ عَلَيْهِ الْكَلَامَ، ولكن الامام(ع) لم يسكت عندما قال الْمُؤَذِّنُ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، حيث الْتَفَتَ مِنْ فَوْقِ الْمِنْبَرِ إِلَى يَزِيدَ، فَقَالَ: "مُحَمَّدٌ هَذَا جَدِّي أَمْ جَدُّكَ يَا يَزِيدُ؟ فَإِنْ زَعَمْتَ أَنَّهُ جَدُّكَ فَقَدْ كَذَبْتَ وَ كَفَرْتَ، وَ إِنْ زَعَمْتَ أَنَّهُ جَدِّي فَلِمَ قَتَلْتَ عِتْرَتَهُ"؟!

وطبعا الإمام عليه السلام لا يريد من هذا الكلام حول هويته الشخصية اثبات الذات او مدح الذات وانما استثمار هذه الفرصة:

اولا: لتعريف اهل الشام بان هؤلاء الذين ساقوهم اسارى مكبلين هم ابناء الاسلام وابناء النبي(ص)، وليسوا خوارج، ------وان نسبهم يتصل بالاسلام وبرسول الله محمد(ص) وليسوا من الخوارج، كما روج الامويون لتضليل الناس واخفاء جريمتهم .

ثانيا: انه(ع) استعرض كل كل ما يتصل بالاسلام من مواقع ومواقف وذكريات واحداث وتاريخ ليربط نفسه بكل تلك المواقع والمواقف ، وأنه يحمل هموم كل ذلك التاريخ وكل هذا العبىء، بكل ما فيه من قدسية وتضحيات وانجازات وانتصارات، واراد ان يقول لاهل الشام انه مع كل تلك المكانة  فهو يقف (أسيرا) في هذا المجلس امام الناس.

وقد فهم الناس مغزى هذا الكلام العميق، فلذلك ضجوا بالبكاء! وبهذا الاسلوب استطاع الامام ان يبدل نشوة الانتصار التي كان يشعر بها الامويون الى غصة وحرقة، وان يحول فرحهم الى نكبة وحزن وألم  كاد ان يهلكهم .

هذه المواقف عبر فيها الامام(ع) عن شجاعة فائقة وعن روح ثائرة لا تعرف الخوف ولا تأبه بالتهديد ولا تميل نحو إلى الراحة والمهادنة او التطبيع مع العدو أو الركون إلى الظالمين، وإنما تقول كلمة الحق امام السلطان الجائر والطاغي بلا خوف ولا وجل، وتفضح المجرم وتكشف فظاعة جريمته في عقر داره بلا مواربة او مهادنة، فعلي بن الحسين(ع) الاسير والمريض وان لم يحمل سيفا يقاتل به الاعداء، الا انه كان يحمل منطقا حازما ومؤثرا يفضح فيه زيف القاتل المعتدي ويخترق من خلاله كل محاولات التعتيم الإعلامي المضلل.

وبذلك استطاع الامام(ع) الى جانب عمته زينب(ع) بطلة كربلاء، وبمهارة فائقة واسلوب سياسي بارع ان يكملا ثورة الحسين(ع)، وأن ينشرا أهداف هذه الثورة الخالدة وقيمها ومعانيها السامية.

ونحن نتعلم من الامام زين العابدين(ع) ومن زينب(ع) كيف ان الصبر يتغلب على الماساة والالام مهما كانت صعبة وقاسية، فلا ننهار ولا نجزع ولا نتراجع قيد انملة عن حقنا وقضايانا.

نتعلم كيف نواصل الطريق.. طريق الحق، ونثبت عليه من دون ان نضعف او نستكين او نستسلم للضغوط والتحديات والمخاطر.

نتعلم ان القتلة والطغاة مهما امتلكوا من قوة هم ضعفاء والى زوال، ولا يمكن ان يكسروا ارادة الاحرارمهما فعلوا، والتاريخ القديم والجديد خير شاهد على ذلك وهو ينطق بهذه الحقيقة.

اسرائيل هذه الى زوال مهما امتلكت من قدرات وامكانات ومهما تمادت في عدوانها وهي تكتب بجرائمها نهايتها الحتمية .

لا يتوهم العدو انه باغتياله لقادتنا وقتله لنسائنا واطفالنا يمكنه ان ينال من المقاومة او من ارادة وعزيمة وخيارات اهلنا وشعبنا في لبنان وفي فلسطين 

 نحن نزداد يقينا وثباتا وتصميما على مواصلة درب المقاومة بالشهداء، ونحيا بالشهداء، وتزداد مسيرتنا قوة وتألقا بدماء الشهداء وتتقدم الى الامام .

لا يظن العدو انه باستهدافه في الضاحية وطهران لقادة كبار في المقاومة كالحاج فؤاد شكر والقائد اسماعيل هنية يمكنه ان يضغط على المقاومة لتتراجع، او يمكنه ان يفرض معادلات جديدة، او ينعش الروح المعنوية للصهاينة، ففي قاموس المقاومة لا مكان للتراجع او الاستسلام، ولن يتمكن العدو من فرض معادلات جديدة، او استعادة هيبته المكسورة امام المقاومة، او ثني المقاومة في لبنان عن مواصلة معركة الاسناد لغزة .     

الاعتداء على الضاحية كان من خارج المعادلات والضوابط المعتمدة والرد عليها الذي جزم سماحة الامين بانه آت سيكون من خارج المعادلات والضوابط المعتمدة في المعركة وعلى العدو ان ينتظر العقاب الآتي، والمسألة ليست اكثر من مسألة وقت..

الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 6-9-2024: مشروع نتنياهو وحلفائه في الحكومة هو تحويل كامل فلسطين الى دولة يهودية وطرد اهلها، ولذلك سيواصل حربه على غزة والضفة لتنفيذ هذا المشروع ولا يبدو انه يريد التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار،

مواقيت الصلاة

الفجر

5:08

الشروق

6:21

الضهر

12:33

العصر

16:03

المغرب

19:00

العشاء

19:52

المواقيت بحسب توقيت مدينة بيروت