اخبار المستوى الاول

خطبة الجمعة 31-5-2024 الأسرة القدوة

خطبة الجمعة 31-5-2024 الأسرة القدوة



الشيخ دعموش: لو أراد الأمريكي إيقاف الحرب المتوحشة على غزة لفعل ذلك بلحظات.

رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش "أننا لا زلنا اليوم في وسط المعركة ولا يبدو أننا اقتربنا من نهايتها، فالعدو بالرغم من عجزه وفشله في تحقيق أهدافه، لا يزال يُكابر ويُواصل العدوان وارتكاب المجازر، ويبدو أنه مستمر في هذه المعركة إن لم تحصل مفاجآت تُطيح برئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، وهو يُكمل هذه المعركة بغطاء أميركي كامل".
وخلال خطبة الجمعة في مجمع السيدة زينب (ع) بالضاحية الجنوبية لبيروت، لفت سماحته إلى أنّ "التباينات الأميركية الإسرائيلية لم ترقَ الى مستوى التخلّي عن نتنياهو، فالدعم الأميركي مُستمر وهو شامل وكامل، والتبريرات الأميركية للمجازر التي يرتكبها العدو في رفح وغيرها بحق أهل غزة جاهزة وغبّ الطلب، ما يعني أن الأميركي يُنافق ويُخادع العالم عندما يُوحي بأنه يُعارض الهجوم على رفح، ونحن على قناعة بأنّ الأميركي لو أراد إيقاف هذه الحرب المتوحشة على غزة لفعل ذلك بلحظات، ولكنه لا يريد ذلك، لأنه لا يريد أن يرى هزيمة "إسرائيل" التي ستبقى مهزومة في غزة ولبنان ولن تتمكّن من تحقيق إنجازات إستراتيجية ولا من تغيير المعادلات التي كرستها المقاومة".

وشدّد الشيخ دعموش على أنّ "الإصرار على مواصلة الحرب لا يُوصل الى نتيجة، فالمقاومة في غزة لا تزال تملك زمام المبادرة وتسيطر على الميدان، وهي تُبدع في عملياتها وكمائنها وتُربك العدو وتُرهق جيشه وتُكبده خسائر كبيرة في كل غزة، وأما المقاومة في لبنان فقد أذهلت الإسرائيلي وأربكته وهشّمت صورته وأضعفت جيشه بعدما أدخلت أنواعًا جديدة من الصواريخ والمسيّرات إلى المعركة وأفشلت كل محاولات العدو للتصدي لها، وهذا إخفاق كبير يُعمّق المأزق الذي يتخبّط فيه العدو في جبهة لبنان، وعلى العدو ان ييأس من تحقيق انتصارات او تغيير معادلات في لبنان.

نص الخطبة

يقول الله تعالى: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا).

هذه الآية هي من الآيات الواردة في سورة الفرقان والتي يتحدث الله فيها عن صفات عباد الرحمان واخلاقهم وسلوكهم في الحياة، حيث يقول في مطلع هذه الايات: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ، وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا .. ) الى ان يقول تعالى : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا).

فمن صفات عباد الرحمان انهم يتوجهون الى الله بالدعاء بان يهب لهم ازواجا وذريات قرة اعين، وان يجعلهم قدوة للمتقين.

فما هي قرة العين؟ وكيف تكون الزوجة والذرية قرة أعين؟

قرة العين، هم الاشخاص الذين يكون وجودهم عاملا للاستقرارالنفسي والراحة والطمأنينة، وباعثا وموجبا للفرح والسرور والبهجة.

الزوجة الصالحة التقية العفيفة الشريفة التي تحفظ زوجها في غيابه، وتحافظ على خصوصيات بيته، وتقوم بمسؤولياتها وواجباتها اتجاه بيتها وابنائها، فتربيهم على الايمان والاخلاق، هي أحد أركان الأسرة قرة العين .

الذرية الصالحة، الاولاد الصالحون، سواء كانوا ذكورا او إناثا، المتدينون الصالحون الخلوقون الواعون والمتعلمون الذين يقومون بواجباتهم هم قرة أعين.

البيت الذي يبنى على اساس التقوى والصلاح، ويتمسك بالقيم والاخلاق، ويلتزم بالواجبات، ويبتعد عن البذخ والميوعة والفساد، هو بيت قرة العين.

عندما تكون الأسرة صالحة، الزوجة صالحة والذرية صالحة، فانها تورث الاستقرار والامن والطمأنينة والفرح والبهجة، لا قلق فيها، لا توتر، لا خوف ولا اضطراب، ولا مشاكل ولا خلافات او نزاعات، بينما الأسرة عندما تكون فاسدة لا تخاف الله، الزوجة فيها متفلتة، والاولاد متفلتون، فانها لا تعيش الاستقرار والفرح بل الاضطراب والقلق الدائم وتسيطر عليها المشكلات والخلافات. .

وهذا ما نراه في مجتمعنا، حيث نرى الأسرة المتدينة التي يراعي فيها الزوج والزوجة الزاجبات والحقوق والضوابط الشرعية والاخلاقية تكون مستقرة، وقل ما يوجد فيها خلافات ومشكلات ، بينما الأسرة غير المتدينة والمتفلتة من الضوابط مليئة بالمشاكل ولا استقرار او اطمئنان او فرح فيها.

القرآن تحدث عن بيتين: عن بيت قرة العين، وعن بيت العنكبوت (وان اوهن البيوت لبيت العنكبوت ) .

يجب ان يحذر الانسان من ان يبني بيته على الوهن والضعف اي على التدين الضعيف المتزلزل الذي يسقط امام الشهوات والمغريات والمصالح والطموحات، يجب ان يحذر الانسان من ان يبني بيته على ضعف القيم والاخلاق او على التحلل الاخلاقي والاجتماعي وعلى الفساد والميوعة .

المطلوب ان يبني الانسان بيت قرة العين، البيت الذي يعيش الاستقرار والذي تغمره الفرحة والبهجة، وهو البيت الذي يبنى على التقوى، وليس على الترف والبزخ ووالتحلل والميوعة والتفلت من الضوابط .
ايضا الأسرة هي صورة الانسان ومظهر الانسان ، الزوجة والذرية هما مظهره وثوبه ولباسه وصورته امام الناس (هن لباس لكم وانتم لباس لهن).

فاذا كانت الزوجة والذرية صالحة، فانها تعكس عنك صورة جميلة ومظهرا جميلا امام الناس ، وهذه قرة عين، لانها مبعث على الفرح والسرور والهدوء والاستقرار والامن داخل الاسرة .

جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: " إن لي زوجة إذا دخلت تلقتني، وإذا خرجت شيعتني، وإذا رأتني مهموما قالت: ما يهمك؟! إن كنت تهتم لرزقك فقد تكفل لك به غيرك، وإن كنت تهتم بأمر آخرتك فزادك الله هما، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : بشرها بالجنة وقل لها : إنك عاملة من عمال الله ولك في كل يوم أجر سبعين شهيدا. وفي رواية : إن الله عزوجل عمالا وهذه من عماله ، لها نصف أجر الشهيد.

وعن الامام الصادق(ع)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله) : ما استفاد امرء مسلم فائدة بعد الاسلام أفضل من زوجة مسلمة تسره إذا نظر إليها وتطيعه إذا أمرها وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله.

عندما تكون الزوجة جميلة باخلاقها وتملأ اجواء البيت حبا وعاطفة وحنانا، فانها تعكس الجمال الحقيقي، وعندما يكون الولد جميلا باخلاقه وتدينه واستقامته وصلاحه وفهمه وثقافته واتزانه، فانه يعكس جمال الوالدين وجمال الاسرة التي ينتمي اليها، وبالتالي هذه الاسرة هي قرة عين، لانها بجمال افرادها اصبحت عامل استقرار وامن وطمأنينة للأسرة، وايضا باعثا على البهجة والسرور .

عندما تكون الاسرة على هذا المستوى من جمال الايمان والاخلاق ليس انها تصبح عامل استقرار وبهجة فقط ، بل تصبح ايضا قدوة واماما للمتقين، ويصبح البيت قدوة للمتقين وقبلة للمتقين، قدوة في ايمانها وقيمها واخلاقها وسلوكها وسيرتها وطهرها وصفائها واستقرارها.

فعندما يدعو الانسان ربه ويقول: (وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) يعني نحن لا نريد قرة العين فقط، بل نطمح أن تكون أسرنا قدوة للأسر الأخرى، وبيوتنا قدوة وقبلة للبيوت الأخرى. كما قال تعالى في آية أخرى ﴿وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً﴾ اي قدوة .

الله عزوجل يريدنا ان نتطلع للتخطيط لبناء الاسرة القدوة، الاسرة النموذج، الاسرة التي تكون مثالا لبقية الاسر (والذين يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا).

عندما يخطط الانسان لتكوين عائلة قدوة واسوة ونموذج، فانه بذلك يتطلع الى بناء المجتمع الانساني، والحضارة الانسانية، والمجتمع القدوة، لان المجتمع الصالح القدوة يتكون من العائلة الصالحة القدوة .
اليوم هناك مخطط ممنهج لإفساد العائلة ولافساد المجتمع، بل هناك مخطط لضرب مفهوم العائلة، ويعملون على ان لا تكون هناك عائلة ، واذا كانت هناك عائلة ان تكون مائعة وفاسدة ومتحللة، لا حياء فيها ولا عفة ولا شرف، ولا هم لها سوى الترف والبذخ وشم الهوا واضاعة الوقت في المقاهي والمطاعم وعلى الافلام والتلفونات، اما ماذا يحصل لبلدهم، وماذا حولهم، وما هي التحديات التي تواجههم وتواجه الامة فاخر همهم.

كل هذه التحديات تدعونا الى التمسك بالقيم والأخلاق واعتبار الدين والأخلاق اساس في التربية وتحملنا جميعا مسؤولية.

مسؤوليتنا كأهل صيانة الأولاد من الإنحراف الخلقي والإجتماعي، فالشباب والشابات لم يعد بالإمكان تركهم كما في الماضي حيث كانت البيئة نظيفة، بل لا بد من متابعتهم وملاحقتهم بالتربية والتحصين باستمرار، لان البيئة اصبحت بيئة موبوئة، والمحيط الذي يعيش في الانسان فاسدا ومفتوحا على كل شيء.

الآباء والأمهات مسؤولون عن دنيا وآخرة أولادهم، فكما تهتم الأم اوالأب بتعليم الاولاد ومدرستهم وبثيابهم وأكلهم وشربهم ومصالحهم ومستقبلهم ، عليهم أن يفكّروا ويهتموا بآخرتهم.

مسؤولية الأباء والأمهات ليس مجرد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فكل إنسان يجب عليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع أسرته أو غير أسرته ،ولكن هناك واجب عليك في حق أسرتك بالذات وهو غير واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو أنك مسؤول يوم القيامة عن نفسك وأسرتك، وهي مسؤولية أخرى وواجب آخر. يقول تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) فأنت مسؤول عن حجاب زوجتك وحجاب ابنتك، وعن صلاتهم وفرائضهم ، وعن دينهم واخلاقهم، وأي تقصير في أسرتك ستسئل عنه أمام الله يوم القيامة، ستسئل عن ضياع اسرتك وعن تقصير الزوجة أو البنات في الحجاب وعن تقصير اولادك في اداء الفرائض والواجبات ، أنت المسؤول عن كل ذلك، مسؤولية شرعية في قبرك وفي حشرك وفي نشرك يوم القيامة .

ولذلك لا بد من متابعة وملاحقة الاسرة بالتربية السليمة التي تجعلها اسرة متدينة تقوم بمسؤولياتها.

المجاهدون والشهداء الذين سلكوا طريق المقاومة انما صاروا مجاهدين ومضحين نتيجة تربية صالحة سليمة، ونتيجة حضورهم في المساجد ومجالس ابي عبدالله ومجالس شهر رمضان من هنا تخرجوا وتحملوا المسؤوليات.

اليوم لا زلنا في وسط المعركة ولا يبدو اننا اقتربنا من نهايتها، فالعدو بالرغم من عجزه وفشله في تحقيق اهدافه، لا يزال يكابر ويواصل العدوان وارتكاب المجازر، ويبدو انه مستمر في هذه المعركة ان لم تحصل مفاجئات تطيح بنتنياهو، وهو يكمل هذه المعركة بغطاء امريكي كامل، فالتباينات الامريكية الاسرئيلية لم ترقى الى مستوى التخلي عن نتنياهو، فالدعم الامريكي مستمر وهو شامل وكامل، والتبريرات الامريكية للمجازر التي يرتكبها العدو خصوصا في رفح بحق اهل غزة جاهزة وغب الطلب، مما يعني بان الامريكي ينافق ويخادع العالم عندما يوحي بانه يعارض الهجوم على رفح، ونحن على قناعة بان الامريكي لو اراد ايقاف هذه الحرب المتوحشة على غزة لفعل ذلك بلحظات، ولكنه لا يريد ذلك، لانه لا يريد ان يرى هزيمة اسرائيل ، لكن اسرائيل ستبقى مهزومة في غزة ولبنان ولن تتمكن من تحقيق انجازات استراتيجية ولا من تغيير المعادلات التي كرستها المقاومة ، والاصرار على مواصلة الحرب لا يوصل الى نتيجة، فالمقاومة في غزة لا تزال تملك زمام المبادرة، وتسيطر على الميدان، وهي تبدع في عملياتها وكمائنها، وتربك العدو، وترهق جيشه، وتكبده خسائر كبيرة في كل غزة، واما المقاومة في لبنان، فقد اذهلت الاسرائيلي ، واربكته، وهشمت صورته، وأضعفت جيشه، بعدما أدخلت أنواعا جديدة من الصواريخ والمسيرات الى المعركة، وأفشلت كل محاولات العدو للتصدي لها، وهذه اخفاق كبير يعمق المأزق الذي يتخبط فيه العدو في جبهة لبنان، وعلى العدو ان ييأس من تحقيق انتصارات او تغيير معادلات في لبنان.
 

الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 26-7-2024: يجب أن يفهم العدو أنه مهما تمادى في عدوانه فلن يستطيع أن يغيّر المعادلات التي ارستها المقاومة ، وقرار المقاومة لا يزال مواصلة العمليات في الجنوب والردّ بقوة على أي استهداف للمدنيين

مواقيت الصلاة

الفجر

4:22

الشروق

5:45

الضهر

12:44

العصر

16:29

المغرب

20:02

العشاء

21:01

المواقيت بحسب توقيت مدينة بيروت