الحديث الرمضاني(5) – اسلوب التعامل مع الوالدين(1)
الشيخ دعموش في الحديث الرمضاني: النمط العام الذي حدده الاسلام للتعامل مع الوالدين يقوم على اساس البرّ والاحسان.
قال الله تعالى في كتابه الكريم: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}(الإسراء:23)
النمط العام الذي حدده الاسلام للتعامل مع الوالدين يقوم على اساس البرّ بالوالدين، والبر بالوالدين يعني:
1-التواصل معهما وطاعتهما والإنفاق عليهما إن كانا محتاجين، وتأمين حوائجهما المعيشيّة، وتلبية طلباتهما فيما يرجع إلى شؤون حياتهما في حدود المتعارف والمعمول .
2-معاشرتهما ومصاحبتهما بالمعروف، وعدم الإساءة إليهما قولاً أو فعلاً وإن كانا ظالمين له، ففي الحديث: (وإن ضرباك فلا تنهرهما وقل غفر الله لكما)
2-إظهار الحب والاحترام لهما وتبجيلهما وتعظيمهما وحفظهما .
3-التواضع لهما ومعاملتهما برفق ولين وتقديمهما في الكلام والمشي احتراماً لهما وإجلالاً لقدرهما.
4- خفض الصوت عند الحديث معهما وعدم رفع الصوت فوق صوتهما.فمثلا احيانا يطرح الوالدين اراءمعينة فيها نقاش او احيانايخطئان فان للولد ينبه على الاخطأ او أن يناقش والديه فيما لا يعتقد بصحّته من آرائهما، ولكن عليه أن يراعي الهدوء والأدب في مناقشتهما، فلا يحدّ النظر إليهما ولا يرفع صوته فوق صوتهما فضلاً عن استخدام الكلمات الخشنة معهما.
5- استعمال أجمل الكلمات والتعابير عند الحديث معهما .
6- التعامل معهما برحمة واحسان وهما في مرحلة الشيخوخة وعدم إظهار الضيق من طلباتهما ولو كانت كثيرة ومتكررة .
7- الدعاء لهما بالرحمة والعافية وعدم مجادلتهما او الكذب عليهما او خلف الوعد معهما
8- اختصاص الأم بمزيد من البر والاحسان نظرا لدورها وسهرها وتعبها في الحمل والولادة والرضاعة والتربية. فقد جاء رجل إلى النبي يريد الجهاد، فأمره النبي (ص) أن يرجع ويبر أمه، فأعاد الرجل رغبته في الجهاد، فأمره النبي أن يرجع ويبر أمه. وفي المرة الثالثة، قال له النبي: (ويحك! الزم رِجْلَهَا فثم الجنة) كما في الحديث الآخر: (الجنة تحت أقدام الأمهات)
9- شكرهما الذي جاء مقروناً بشكر الله والدعاء لهما لقوله تعالى: في سورة الإسراء (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) .
10- الإحسان إليهما وتقديم أمرهما وطلبهما، وتقديم رضاهما على رضا نفسه وزوجته وأولاده.ومجاهدة النفس برضاهما حتى وإن كانا غير مسلمين لقوله تعالى: في سورة لقمان(وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).
إن بِرَّ الوالدين هو أقصى درجات الإحسان إليهما. فيدخل فيه جميع ما يجب من الرعاية والعناية.وهذا كله فيما يتعلق بشؤون الوالدين.
احيانا هناك شؤون تتعلق بالولد نفسه مثل السفر طلب العلم الزواج الطلاق الشغل ففي مثل هذه الشؤون بالعموم اذا كانت مخالفة الوالدين فيها موجبة لاذيتهما الناشئة من شفقتهما على الولد وخوفهما عليه والحرص على حياته ومستقبله لا يجوز له المخالفة بل عليه الطاعة اما اذا كان تأذّي الوالدين ناشئاً من حبهما للتسلط على الولد وعدم حبّهما الخير لولدهما فلا أثر لتأذّي الوالدين إذا كان من هذا القبييل، ولا يجب على الولد التسليم لرغباتهما من هذا النوع. والخلاصة أنّ إطاعة الوالدين في أوامرهما ونواهيهما الشخصيّة غير واجبة في حدّ ذاتها.
هذه هي حقوق الوالدين على الاولاد وهذا هو الاسلوب الذي اراد الله لنا ان نتعامل به مع الوالدين في حياتهما . وهذا من ابرز ما يميز مجتمعنا الاسلامي عن المجتمعات الغربية .