خطبة الجمعة 11-11-2022
الشيخ دعموش خلال خطبة الجمعة 11-11-2022: تصريحات مساعدة وزير الخارجية الامريكي مرفوضه ومدانة وهي تدخل وقح في الشؤون اللبنانية.
رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ علي دعموش، في خطبة الجمعة، أن "مقاومتنا ببركة دماء الشهداء قوية وصلبة وعزيزة ومقتدرة، وهي بفعل ذلك باتت ترعب العدو وتجعله يقلق على وجوده ومستقبله ومصيره".
وأشار إلى أنه "بفضل هذه المقاومة وصلابة الموقف اللبناني استطاع لبنان انتزاع حقوقه النفطية والغازية من دون الدخول في حرب، وهو قادر على استخراج هذه الثروة وفرض تطبيق بنود التفاهم بضمانة المقاومة وصلابة الموقف اللبناني".
ورأى أن معارضة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو وتهديداته بفسخ التفاهم لا قيمة لها، "لان معارضته للاتفاق كانت ورقة انتخابة استخدمها من أجل كسب تأييد الرأي العام الاسرائيلي له، ولذلك من المستبعد ان يلجأ وهو في السلطة الى اتخاذ اي موقف عملي ضد هذا التفاهم التي دفعت اليه المؤسستان العسكرية والامنية، خوفا من المواجهة مع المقاومة، ونتانياهو يعرف تماما بان المقاومة على اتم الجهوزية لتفعيل معادلتها التي ارستها مع هذا العدو اذا منع مجددا من لبنان من استخراج غازه ونفطه".
وشدد على ان "التفاهم حول الترسيم اجبر عليه الاميركي بفعل معادلة القوة وخوفا من الحرب، ولكن هذا لا يعني ان الاميركي رفع الضغط كليا عن لبنان بل على العكس من ذلك لا يزال يمعن في ايذاء اللبنانيين ومحاصرتهم ومنع المساعدات عنهم، واخر مظاهر التضييق والضغط الذي يمارسه على لبنان هو منع لبنان من قبول هبة الفيول الايراني بعدما منع من استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الاردن".
وأشار إلى أنه "عندما نقول ان اميركا تمارس أقصى أنواع الضغط على لبنان فتلك حقيقة يجب ان يعرفها كل اللبنانيين، ليدركوا ان اميركا تريد من تعميق الازمات في لبنان تفجير البلد وتدميره والوصول به الى الانهيار الشامل، وهذا ما اكدته مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى السيدة باربرا ليف قبل ايام"، معتبراً أن تصريحاتها "مرفوضه ومدانة وهي تدخل وقح في الشؤون اللبنانية، وتعني بشكل واضح ان اميركا تريد تخريب البلد وتدميره واعادة صياغته بالطريقة التي تناسبهم ليتحكموا بسياساته وخياراته ومستقبله".
وأضاف: "ولكن لنكن مطئنيين لقد حاولوا وعلى امتداد المراحل السابقة اخضاع لبنان لوصايتهم وفرض سياساتهم عليه وفشلوا، وكل التجارب الماضية تقول بانهم سيفشلون مجددا، طالما اننا نملك الوعي والقوة والصبر والثبات والتماسك الداخلي وشجاعة الموقف والاستعداد للمواجهة وللتضحية على طريق الشهداء الابرار".
نص الخطبة
في يوم شهيد حزب الله، نستذكر كل الشهداء، القادة الشهداء، والعلماء الشهداء، والشباب الشهداء، وكل الذين مضوا على طريق المقاومة، نستحضر خصائصهم وصفاتهم وعطاءاتهم وانجازاتهم وانتصاراتهم، ونستحضر شهادتهم، كإنجازٍ أخلاقي وانساني، وكقيمة دينية واسلامية ووطنية.
من خصائص شهدائنا:
اولا: انهم من اهل المعرف والوعي والبصيرة، يعرفون من يقاتلون ولماذا يقاتلون وفي سبيل اية قضية يقاتلون، ويعرفون العدو والصديق ويشخصون الاولويات كما يعرفون الزمان والمكان وما يحيط بهم وهذه هي البصيرة .
شهداؤونا ليسوا مجرد حملة سلاح يندفعون بعصبية او من موقع العاطفة او الحماسة او من اجل الحصول على مال او جاه او موقع او سلطان..
شهداؤنا ليسوا رجالا متهورين ولا زاهدين يحياتهم ووجودهم، وليسوا
بسطاء او سدج او جاهلين او مغرر بهم، بل هم من اهل المعرفة والعلم .
ثانيا: انهم من اهل اليقين ، فكثير ممن يملكون علما ومعرفة لا يملكون يقينا بما يعلمون، اما الشهداء فهم من اهل اليقين من اهل الايمان الراسخ الثابت المتجذر في النفس الذي لا يتزلزل لا تزلزله الشبهات ولا الاهواء ولا الشهوات ولا المصالح والطموحات، هم من اهل الاعتقاد الراسخ الثابت .فالشهداء وصلوا في ايمانهم واعتقادهم وثقتهم بربهم الى مرتبة اليقين، بل الى مرتبة حق اليقين، فاعتقدوا بالجنة وكأنهم يعيشون فيها ويتلذذون بنعيمها ، يعتقدون بالاشياء اعتقاد معاينة لذلك عبَّرت الروايات في مقام تفسير اليقين بأنه المعاينة، أو ما ينتج عن المعاينة.. فقد لا يكون المتيقَّن به معايناً ومشاهَداً، ولكن اطمئنانك بوجود المتيقَّن كاطمئنان المعايِن والمشاهِد الذي يتلمسه ويحس به.
لذلك لما سُئل أمير المؤمنين (ع) وهو ابو الشهداء واعظم الشهداء: هل رأيت ربَّك؟، قال له: ويحك، وهل أعبد رباًّ لم أره؟! إنه لم تره العيون، ولكن رأته القلوب.
فالقلب مطمئن، راسخ الثبات، ويقطع قطعا تاماًّ بوجود معبوده، ولا ينتابه شك أو ريب..
لذلك كان (ع) يقول: "لو كُشف لي الغطاء ما ازددت يقينا" فسواءٌ عند علي بن أبي طالب أن يُعاين الجنة، أو لا يعاينها؛ فهو على يقين منها.. وسواء عاين النار، أم لم يعاينها؛ فهو على يقين بها. هذا هو معنى اليقين، فهو بصيرة بمستوى المعاينة ينتح عنه اطمئنان مستحكم في القلب, بلا ريبة، ولا شكٍ، ولا تردد، هكذا هم الشهداء من اهل اليقين.
ثالثا: انهم من اهل الارادة والعزم، ومن اهل العمل والفعل، ومن اهل الجود والعطاء، ومن اهل الشجاعة والثبات.
كلنا يتذكر كيف وقف العالم كله الى جانب اسرائيل في حرب تموز 2006 وقبل ذلك في نيسان 96 وفي تموز 93 ، وكيف كانت المعنويات محبطة عندما دخلت اسرائيل الى لبنان سنة 1982، ولكن وقف المقاومون بكل عزم وارادة وشجاعة في مواجهة الاحتلال والعدوان وكانوا على استعداد للمواجهة منفردين حتى ولو وقف العالم كله في وجههم ، فكانوا كما قال علي (ع): (إنّي واللَّه لَوْ لَقِيتُهُمْ وَاحِداً وَهُمْ طِلاَعُ الاَْرْضِ كُلِّهَا مَا بَالَيْتُ وَلاَ اسْتَوْحَشْتُ، وَ إنّي مِنْ ضَلاَلِهِمُ الذي هُمْ فِيهِ وَالهُدَى الذي أَنَا عَلَيْهِ لَعَلى بَصِيرَة مِنْ نَفْسِي وَيَقِين مِنْ رَبِّي وإني إلى لقاء اللَّه لمشتاقٌ، ولحسن ثوابه لمنتظرٌ راجٍ)
هذه الروح حملها المجاهدون والشهداء في كل محطات الصراع مع العدو وفي مواجهة الصهاينة وفي مواجهة التكفيريين. وهذا هو جوهر المقاومة ان مجاهديها وشهدائها لم يستوحشوا في طريق المقاومة لقلة الناصر او لكثرة العدو وحلفائه ومؤيديه ولم يخضعوا للعدوا ولتهديداته ولا للمراهنين عليه، بل كان كل واحد منهم يقول للصهاينة: (واللَّه لَوْ لَقِيتُهُمْ وَاحِداً وَهُمْ طِلاَعُ الاَْرْضِ كُلِّهَا مَا بَالَيْتُ وَلاَ اسْتَوْحَشْتُ).
رابعا: انهم خرجوا في طريق المقاومة بملىء اختيارهم لم يفرض احد عليهم اختيار هذا الطريق هم اختاروه بارادتهم وحريتهم واختيارهم، ولذلك كان بعضهم يتوسل لدى المسؤولين المعنيين للمشاركة هي هذه العملية او تلك وفي هذه المواجهة او تلك.
خامسا: انهم قتلوا في سبيل الله الذي هو سبيل المستضعفين والمظلومين والمقهورين قاتلوا دفاعا عن اهلهم المظلومين المحتلة ارضهم والمعتدى عليهم، دافعوا عن بلدهم ووطنهم والمقدسات، فكانوا مصداقا حقيقيا ودقيقا للذين قتلوا في سبيل الله .
كل واحد من هؤلاء الشهداء الذين خرجوا في هذه المقاومة من فاتح عهد الإستشهاديين الشهيد أحمد قصير الى آخر شهيد سقط على طريق المقاومة، كان مصداقا حقيقيا للذين قتلوا في سبيل الله ومن أجل أهداف مقدسة وفي معركة الدفاع عن بلدنا ومن أجل حماية وطننا وأهلنا وأعراضهم وكراماتهم .
لم يقتل هؤلاء في سبيل شيء من حطام الدنيا ولا من أجل الحصول على مكاسب وامتيازات خاصة، ولا في معركة عبثية، جاهدوا وقتلوا من أجل أهداف كبرى وفي سبيل الله الذي هو سبيل المستضعفين من الرجال والنساء والولدان (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا).
ولانهم مصاديق حقيقية للذين قتلوا في سبيل الله فهم احياء عند رهم يرزقون وهذه خصوصية اخرى للشهداء (َلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) وفي اية اخرى: (وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ). فهم احياء عند ربهم يرزقون ، فهم أحياء حقيقة فالشهداء ينتقلون الى حياة اخرى والحياة الأخرى التي ينتقل إليها الشهداء هي الحياة البرزخية التي هي المدة الزمنية الفاصلة بين الدنيا والآخرة، حيث يعيش الشهيد فيها بجوار الله سبحانه وتعالى، والناس ينظرون إلى الشهيد جثَّة هامِدة، فيتصوّرون أنّه ميّت، و هو ليس بميّت، وإنّما هو على قيد الحياة ينعم في جوار ربّه بما أعدّ الله للصالحين من عباده من فضلٍ ورحمة في الجنه، حتّى ينتقل في الآخرة إلى حيث يختار الله تعالى له من مراتب رحمته وفضله، في جنّة عَرْضها السماوات والأرض.
شهداؤنا بذلوا في سبيل الله كل ما يملكون بلا تردد ومن غير حساب, إنطلاقاً من وعيهم وبصيرتهم ويقينهم بعدالة القضية وبالحق وبسلامة الطريق, ومن يعطي ويبذل بلا حدود ومن غير حساب فهو جدير بأن يرزقه الله كل ما يتمنى من رحمته بلا حدود ومن غير حساب .
سادسا: انهم معايير للحق، فأحد أهم ميزات الشهداء انهم معايير للحق ونماذج محسوسة تستهدي بهم البشرية، وتميز بهم الصحيح من الخطأ, والهدى من الضلال, والحق من الباطل, تماماً كما يستهدي الناس بالانبياء والكتب السماوية والشرائع والوحي والتعاليم الالهية .
هناك أشخاص ونماذج تكون أعمالهم ومواقفهم ومواصفاتهم حجة على الآخرين، فيهتدون بمواقفهم وأعمالهم وتضحياتهم وعطائهم كما يهتدون بكلماتهم وآرائهم وتوجيهاتهم, وهؤلاء يمثلون القدوة والأسوة في حياة الناس وفي حياة الأمة.
هؤلاء سكوتهم وكلامهم, وحركاتهم وسكناتهم, وقيامهم وقعودهم, وإقدامهم وإحجامهم, وعطاءتهم وتضحياتهم, قدوة للآخرين وحجة عليهم.
وهؤلاء هم الشهداء.. لأن الشهداء هم نماذج معتدلة ومستقيمة لا تأخذها الأهواء والشهوات إلى غير الاتجاه الذي يريده الله، فهم المقياس والمعيار والميزان, هم مقاييس للآخرين, ومعايير للحق وللهدى ، بهم يُعرف الحق من الباطل والخير من الشر.
إذا أردت أن تعرف الحق والصواب والصح والهدى.. فأنظر أين هم الشهداء, وفي أي موقع هم, فهم المقياس والمعيار والقدوة والأسوة والحجة.
وبهذا المعنى كانت المقاومة الاسلامية، مقاومة حزب الله، حجة على العلماء كما قال الامام القائد(دام ظله) وكان شهداء حزب الله حجة على الناس, يقيسون به انفسهم وعطاءهم ووعيهم وصلابتهم واخلاصهم وبصيرتهم واستقامتهم..
نحن أما قيمة إنسانية يجسدها هؤلاء الشهداء من خلال معرفتهم وبصيرتهم ويقينهم وإرادتهم وعزمهم وفعلهم وعملهم وتضحياتهم، نحن أمام إنجاز إنساني يصنعه الشهداء بجهادهم ودماءهم وتضحياتهم. هذا الانجاز وهذه القيمة الانسانية يملكها من مضى ويملكها المجاهدون المقاومون الذين نفتخر بهم ونراهن عليهم ونقابل بهم وندافع عن بلدنا بهم.
واليوم نحن ببركة دماء الشهداء مقاومتنا قوية وصلبة وعزيزة ومقتدرة ، وهي بفعل ذلك باتت ترعب العدو وتجعله يقلق على وجوده ومستقبله ومصيره.
اليوم بفضل هذه المقاومة وصلابة الموقف اللبناني استطاع لبنان انتزاع حقوقه النفطية والغازية من دون الدخول في حرب، وهو قادر على استخراج هذه الثروة وفرض تطبيق بنود التفاهم بضمانة المقاومة وصلابة الموقف اللبناني، ومعارضة نتنياهو وتهديداته بفسخ التفاهم لا قيمة لها، لان معارضته للاتفاق كانت ورقة انتخابة استخدمها من اجل كسب تأييد الرأي العام الاسرائيلي له وليس امن ذلك ولذلك من المستبعد ان يلجأ نتنياهو وهو في السلطة الى اتخاذ اي موقف عملي ضد هذا التفاهم التي دفعت اليه المؤسستان العسكرية والامنية خوفا من المواجهة مع المقاومة، ونتنياهو يعرف تماما بان المقاومة على اتم الجهوزية لتغعيل معادلتها التي ارستها مع هذا العدو اذا منع لبنان مجددا من استخراج غازه ونفطه.
التفاهم حول الترسيم اجبر عليه الامريكي بفعل معادلة القوة وخوفا من الحرب، ولكن هذا لا يعني ان الامريكي رفع الضغط كليا عن لبنان، بل على العكس من ذلك الامريكي لا يزال يمعن في ايذاء اللبنانيين ومحاصرتهم ومنع المساعدات عنهم، وآخر مظاهر التضييق والضغط الذي يمارسه الامريكي على لبنان هو منع لبنان من قبول هبة الفيول الايراني بعدما منع من استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الاردن.
عندما نقول ان اميركا تمارس أقصى أنواع الضغط على لبنان فتلك حقيقة يجب ان يعرفها كل اللبنانيين ليدركوا ان اميركا تريد تعميق الازمات في لبنان وتفجير البلد وتدميره والوصول به الى احد الانهيار الشامل ،وهذا ما اكدته مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى السيدة باربرا ليف قبل ايام عندما قالت بكل صراحة ووقاحة: ″أعتقد أنه يجب أن تسوء الأمور أكثر في لبنان. نحن نضغط على القادة السياسيين، ولكن لا شيء يؤثر مثل ″الضغط الشعبي″، وعاجلاً أم آجلاً، سيتحرك ذلك من جديد″.ثم قالت:" إنني مدركة للرواية السائدة هنا في أميركا وفي أماكن أخرى أنَّ ترك لبنان ينهار قد يمكنه بطريقة ما من إعادة بناءه من الرماد متحرراً من الطاعون الذي مثَّله حزب الله لسنوات".
هذه التصريحات مرفوضه ومدانة وهي تدخل وقح في الشؤون اللبنانية ، وهي تعني بشكل واضح ان اميركا تريد تخريب البلد وتدميره واعادة صياغته بالطريقة التي تناسبهم ليتحكموا بسياساته وخياراته ومستقبله.
وختم بالقول: ولكن لنكن مطئنيين لقد حاولوا وعلى امتداد المراحل السابقة اخضاع لبنان لوصايتهم وفرض سياساتهم عليه وفشلوا، وكل التجارب الماضية تقول بانهم سيفشلون مجددا طالما نملك الوعي والقوة والصبر والثبات والتماسك الداخلي وشجاعة الموقف والاستعداد للمواجهة وللتضحية على طريق الشهداء الابرار.