خطبة الجمعة 6-5-2022 - إستئناف العمل
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 6-5-2022: المشاركة الواسعة في الاقتراع ستسقط مشروع إسقاط المقاومة.
رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش أنّ "المعركة الانتخابية هي بين مشروعين، مشروع وطني يملك رؤية اقتصادية ومالية ويتطلّع لإنقاذ البلد وإخراجه من أزماته وفِي مقدمة من يحمل هذا المشروع هو حزب الله، ومشروع آخر مستورد من الخارج شعاره الأساسي محاصرة المقاومة ونزع سلاحها وهو مشروع جماعة أميركا في لبنان".
وفي خطبة الجمعة، قال الشيخ دعموش: "إن أصحاب المشروع الأخير تهربوا من مسؤولياتهم تجاه الناس والأزمات التي يعانون منها، فلا وجود في برامجهم الانتخابية سوى لشعارات تستهدف المقاومة، وهي شعارات غير قابلة للتطبيق وبعيدة عن هموم المواطنين ولا علاقة لها بالأزمة التي يعاني منها لبنان ولا بأولويات اللبنانيين، وإنما رفعوها من أجل استرضاء الخارج وتلقّي الدعم الخارجي للحصول على مواقع لن يصلوا اليها ولن يحصلوا عليها".
وأكد سماحته أن "حزب الله يخوض الانتخابات على أساس مشروع وطني إنقاذي قابل للتطبيق ويسهم في الخروج من الأزمة الاقتصادية والمالية التي يعاني منها البلد"، مضيفًا "نريد أن نكون قوة وازنة في المجلس المقبل، تمكننا من تنفيذ هذا المشروع بالتفاهم مع الآخرين وبالشراكة الوطنية، وتمنع من اتخاذ قرارات أو تنفيذ أجندات خارجية لا تراعي المصلحة الوطنية".
ولفت الى "أننا قادرون بالتفاهم والتعاون مع بقية الشركاء في الوطن على تطبيق برنامجنا الوطني العام وعلى تحويل بعض البنود إلى قوانين أو خطط في الوزارات التي نكون فيها، وهو ما قمنا به خلال المرحلة السابقة وسنستكمله في المرحلة المقبلة".
وشدد على أنه "في 15 أيار الجاري سنكون أمام تحد كبير وأمام معركة سياسية حقيقية وسيكون التصويت فيها على المشروع وليس لزيادة نائب هنا أو نائب هناك، فإن لم نخرج بقوة للتصويت لمشروع المقاومة ولوائحها ولوائح حلفائها، وإذا تراخينا أو تهاونا أو ترددنا ولم نشارك بنفس مستوى التحدي الذي فرض علينا، سيعني ذلك أننا سنعطي فرصة لأعداء المقاومة ولأزلام أميركا وأدواتها في الداخل من أجل فرض أجندتهم وجر البلد الى الفتنة".
واعتبر الشيخ دعموش "أننا نستطيع من خلال مشاركتنا الواسعة في الاقتراع والتصويت، أن نسقط المشروع الذي يريد إسقاط المقاومة، وأن ننتصر في هذه المعركة السياسية كما انتصرنا في كل المعارك السابقة بحضورنا القوي في الميدان وبوعينا وبصيرتنا وثباتنا".
وتوجه الشيخ دعموش إلى خصوم المقاومة قائلًا: "نقول لكل الذين يرفعون شعارات ضد المقاومة حتى لو حصلتم على الأكثرية النيابية لن تستطيعوا تطبيق شعاراتكم ومحاصرة المقاومة، لقد كانت معكم الأكثرية في مرحلة سابقة، وكانت معكم أميركا وحلفاؤها، وبعضكم كان شريكًا في عدوان تموز 2006 على المقاومة ولم تتمكنوا من إضعافها، بل خرجت منتصرة وأقوى ممَّا كانت".
وأضاف: "اليوم لن تتمكنوا من النيل منها مهما بلغ حجمكم، فوفّروا على أنفسكم التآمر والجهد والمال لأنكم لن تصلوا الى نتيجة، وبدلًا من الارتهان للخارج واسترضائه بالتآمر على المقاومة، فكروا بالناس ومشكلاتهم الحقيقية ومعاناتهم وساهموا في معالجتها بدلًا من تعميقها وزيادتها".
نص الخطبة
1-لقد انتهى شهر رمضان وبقيت اعماله وطاعاته وعباداته، بقي ثواب واجر ما تلوناه من قران، وما قراناه من ادعية، وما قدمناه من عمل صالح او خدمة او قضاء حاجة او حسن خلق، لكن يجب ان نحفظ هذه الاعمال وثوابها واجرها وقيمتها عند الله، فلا نفرط فيها ولانحبطها ولا نحرقها بنيران المعاصي والذنوب والسيئات.
فالحرام يحبط العمل: فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ليجيئن أقوام يوم القيامة لهم حسنات كجبال تهامة فيؤمر بهم إلى النار، قيل: يا رسول الله: أمصلّون؟! قال: "كانوا يصلون ويصومون ويأخذون من الليل لكنهم كان إذا لاح لهم شيء من الدنيا وثبوا إليه".
وأيضاً ورد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حدّث أصحابه قائلاً: "من قال سبحان الله غرس الله له شجرة في الجنة" فقام رجل من قريش وقال: "إن شجرنا في الجنة لكثير" فأجابه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "نعم، ولكن إياكم أن ترسلوا إليها نيراناً فتحرقوها".
وايضا الحرام يمنع قبول الطاعات والاعمال الصالحة: فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لو صليتم حتى تكونوا كالأوتاد، وصمتم حتى تكونوا كالحنايا لم يقبل الله منكم إلا بورع". وورد أن كليم الله موسى عليه السلام مر برجل من أصحابه وهو ساجد وانصرف وهو ساجد. فقال نبي الله موسى له: "لو كانت حاجتك بيدي لقضيتها لك" فأوحى الله إليه: "يا موسى لو سجد حتى انقطع عنقه ما قبلته أو يتحول عمّا أكره إلى ما أحب".
2- بعض الناس قد يكونوا اجتهدوا بالعبادة والطاعة في شهر رمضان فصاموا وختموا القرآن وبعضهم ختمه أكثر من مرة, وأدوا الفرائض والمستحبات وقاموا الليل كله ، وفعلوا ما فعلوا من الصدقات, وقدموا ما قدموا, وجلسوا في المساجد وتوجهوا الى الله فيها, لكن تلك العبادات لم تؤثر فيهم في روحيتهم وسلوكهم وأخلاقهم وتصرفاتهم.. وإذا لم تؤثر هذه العبادات في حياتنا نحو الأفضل, اذا لم تؤثر في سلوكنا وأخلاقنا ومعاملاتنا, اذا بقيت النفس آمارة بالسوء ومنساقة مع أهوائها وشهواتها .. فإن كثرة العبادة لا تنفع ولا قيمة لها,
3-وكذلك على الانسان ان لا يغتر بعباداته وطاعاته لانها مهما كانت كثيرة فانها لا تفي لله حقه وحق الشكر له على نعمه والطافه ، لا تفخر لا تغتر, ولا تصاب بالعجب وتتخيل أن أعمالك كثيرة, ففي الحديث عن النبي(ص): لو أن رجلا يجر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرماً في مرضاة الله لحقره يوم القيامة "أي لوجده يوم القيامة قليلا ضعيفا حقيرا لا يساوي شيئاً, فإنه لو قارنه بنعمة واحدة من النعم كنعمة البصر أو نعمة السمع أو نعمة التنفس لصار هذا قليلا لا يساوي شيئاً, فالإنسان مهما كان حجم عمله كبيراً وعظيماً لا يستطيع أن يفي حق نعمة واحدة من نعم الله عليه, فكيف إذا كانت نعم الله كثيرة لا تعد ولا تحصى؟ نعم الإنسان لا يستطيع أن يوازي بأعماله العظيمة ولو شيئاً بسيطاً من كرم الله وجوده ونعمه وألطافه , و لذلك فلا ينبغي للإنسان أن يغتر بعمله مهما كان عظيماً, وعليه أن لا يكتفي بما قام به في شهر رمضان من عبادات وطاعات ثم يتراخى بعد شهر رمضان وتفتر همته.
4-على الإنسان المؤمن بعد شهر رمضان أن يواصل العمل والعبادة والطاعة وأن لا تفتر همته عن ذلك, أن لا يحول الطاعة الى موسم , ان لا يكون شهر رمضان موسماً للعبادة والطاعة وعمل الخير حتى اذا انقضى الشهر المبارك عاد الإنسان الى سابق عهده من التفلت من المسؤوليات العبادية والإيمانية والإجتماعية وأعمال البر والخير.
فعن علي(ع) إنّ أدنى ما للصائمين والصائمات أن يناديهم ملك في آخر يوم من شهر رمضان: أبشروا عباد الله، فقد غفر لكم ما سلف من ذنوبكم، فانظروا كيف تكونون فيما تستأنفون.
لقد غفر الله لنا كل ما سلف من ذنوبنا في شهر رمضان بمنه ولطفه ورحمته وبعفوه , ولكن ماذا عن المستقبل؟ ماذا عما بعد شهر رمضان؟ هنا لا بد من أن يستأنف الإنسان أيامه في العمل الصالح والطاعة, ان يستمر في عباداته وطاعاته لا أن تفتر همته ولا تضعف ارادته، فاذا كان يحي الليل ينبغي ان يستمر واذا كان يقرأ القران وياتي الى المسجد ويصلي جماعة ويتوجه الى الله ويذكر الله ويستحضره في سره وعلانيته يجب ان يستمر على ذلك لا ان يتراجع فالانسان المؤمن يتقدم باستمرار نحو الاحسن ويرتقي درجة بعد درجة ولا يتراجع فلا ينبغي ان نتراجع عما كنا عليه خلال شهر رمضان من العبادة والطاعة بل ينبغي ان نستمر وان نواظب على العمل الصالح بكل اشكاله وعناوينه ومقرداته..
من علامات الخذلان وسوء التوفيق أن تفتر النفس بعد شهر رمضان, تفتر النفس عن الطاعة, وتنصرف عن العبادة, وتعود إلى ما كانت تقترفه من أنواع المعاصي، الذين دخلوا رمضان بالمعاصي وخرجوا من رمضان بالمعاصي لم يستفيدوا شيئاً كما قال الله تعالى عن الكفار والمنافقين) :وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ) (المائدة:61
فالمنافقون دخلوا الى النبي بالكفر ثم خرجوا من عنده والكفر لا يزال فيهم لأنهم لم ينتفعوا بما سمعوا من كلماته ومواعظه, لم يفد فيهم العلم ولم تؤثر فيهم المواعظ .
فالذين دخلوا رمضان وخرجوا مثل ما كانوا قبل رمضان أو أسوأ تنطبق عليهم هذه الآية
5-لقد كان شهر رمضان بالنسبة لهم محطة مؤقتة, وموسم كبقية المواسم التي يقوم فيها الإنسان بأعمال خاصة ثم سرعان ما يرجع إلى ما كان فيه.
بعض الناس لا يصلي إلا في شهر رمضان ولا يصوم إلا فيه ولا يقرأ القران إلا فيه ولا يعبد الله إلا فيه ولا يكون متديناً ومقبلاً على الدين إلا في رمضان, وبالتالي هو يمارس العبادة بشكل موسمي, فاذا انقضى شهر رمضان يعود الى وضعيته السابقة, هل يكون هذا الإنسان قد عبد الله حق عبادته؟هل أدى حق الله؟ هل يكون قد أطاع الله أصلاً ؟
هذه مصيبة وكارثة أن يعود شارب الخمر بعد شهر رمضان إلى شرب الخمر,ومتعاطي المخدرات إلى التعاطي من جديد, وأصحاب الزنا إلى الزنا والعياذ بالله, وأصحاب الربا إلى الربا, وأصحاب الفسق ومجالس اللغو إلى اللغو, وأن يعود تارك الصلاة الى ترك الصلاة.. وهكذا هؤلاء دخلوا بالمعاصي وخرجوا بالمعاصي فما استفادوا شيئا من شهر رمضان وروحانيته.
الصائمون الحقيقيون هم من جعل من الصوم في شهر رمضان مقدمة لصومهم الكبير في كل أيام السنة, فعلوا الواجبات في شهر رمضان ليتدربوا على فعل الواجبات في كل ايام اسنة, وتركوا المحرمات هنا ليتركوا المحرمات في كل السنة .
لذلك المطلوب استمرار العمل والطاعة, ولا نقول أنه يجب أن نكون بعد شهر رمضان كما كنا في شهر رمضان وبنفس الزخم الذي كنا فيه , فنحن نعلم أن شهر رمضان شهر عظيم لا يوازيه شهر من الشهور, فليس المطلوب نفس الاجتهاد والجد لكن لا ينبغي الانقطاع عن الأعمال والطاعات ؛ يجب أن يستمر العمل بمرضات الله وبما افترضه الله, ويجب ان يراقب الإنسان أعماله وتصرفاته وسلوكه وأخلاقه ومواقفه وعلاقاته لتكون كلها في طاعة الله سبحانه, وأن يتحمل الإنسان مسؤولياته على كل الصعد, وأن يتحلى بالوعي وبالصبر والثبات والإرادة الصلبة والحكمة في مواجهة التحديات والضغوط والأحداث التي يمر بها في حياته.
اليوم المعركة الانتخابية هي بين مشروعين مشروع وطني يملك رؤية اقتصادية ومالية ويتطلع لانقاذ البلد واخراجه من ازماته وفِي مقدمة من يحمل هذا المشروع حزب الله
ومشروع مستورد من الخارج شعاره الأساسي محاصرة المقاومة ونزع سلاحها وهذا مشروع جماعة اميركا في لبنان
أصحاب هذا المشروع تهربوا من مسؤولياتهم تجاه الناس والازمات التي يعانون منها فلا وجود في برامجهم الانتخابية سوى لشعارات تستهدف المقاومة وهي شعارات غير قابلة للتطبيق وبعيدة عن هموم المواطنين ولا علاقة لها بالازمة التي يعاني منها لبنان ولا بأولويات اللبنانيين، وانما رفعوها من أجل استرضاء الخارج وتلقي الدعم الخارجي للحصول على مواقع لن يصلوا اليها ولن يحصلوا عليها.
حزب الله يخوض الانتخابات على اساس مشروع وطني انقاذي قابل للتطبيق ويسهم في الخروج من الأزمة الاقتصادية والمالية التي يعاني منها البلد، ولذلك نريد ان نكون قوة وازنة في المجلس المقبل تمكننا من تنفيذ هذا المشروع بالتفاهم مع الاخرين وبالشراكة الوطنية وتمنع من اتخاذ قرارات او تنفيذ اجندات خارجية لا تراعي المصلحة الوطنية.
ونحن قادرون بالتفاهم والتعاون مع بقية الشركاء في الوطن من تطبيق برنامجنا الوطني العام ومن تحويل بعض البنود إلى قوانين أو خطط في الوزارات التي نكون فيها، وهو ما قمنا به خلال المرحلة السابقة وسنستكمله في المرحلة المقبلة .
في ١٥ ايار سنكون امام تحد كبير وامام معركة سياسية حقيقية سيكون التصويت فيها على المشروع، وليس لزيادة نائب هنا او نائب هناك، فان لم نخرج بقوة للتصويت لمشروع المقاومة ولوائحها ولوائح حلفائها، اذا تراخينا او تهاونا او ترددنا ولم نشارك بنفس مستوى التحدي الذي فرض علينا ، سيعني ذلك اننا سنعطي فرصة لاعداء المقاومة ولازلام اميركا وادواتها في الداخل من فرض اجندتهم وجر البلد الى الفتنة .
نحن نستطيع من خلال مشاركتنا الواسعة في الاقتراع والتصويت ان نسقط المشروع الذي يريد اسقاط المقاومة، وان ننتصر في هذه المعركة السياسية كما انتصرنا في كل المعارك السابقة بحضورنا القوي في الميدان وبوعينا وبصيرتنا وثباتنا.
ونقول لكل الذين يرفعون شعارات ضد المقاومة حتى لو حصلتم على الأكثرية النيابية لن تستطيعوا تطبيق شعاراتكم ومحاصرة المقاومة، لقد كانت معكم الأكثرية في مرحلة سابقة، وكانت معكم أميركا وحلفاؤها، وبعضكم كان شريكًا في حرب تموز 2006 على المقاومة ولم تتمكنوا من إضعافها ، بل خرجت منتصرة وأقوى ممَّا كانت، واليوم لن تتمكنوا من النيل منها مهما بلغ حجمكم، فوفروا على انفسكم التآمر والجهد والمال لانكم لن تصلوا الى نتيجة، وبدلا من الارتهان للخارج واسترضائه بالتآمر على المقاومة، فكروا بالناس ومشكلاتهم الحقيقية ومعاناتهم وساهموا في معالجتها بدلًا من تعميقها وزيادتها.