2022

خطبة الجمعة 11-2-2022 -  الإمام علي (ع) وحقوق الانسان

خطبة الجمعة 11-2-2022 - الإمام علي (ع) وحقوق الانسان

الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 11-2-2022: أميركا تستغل أزمة لبنان للضغط عليه.

 أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة الشيخ علي دعموش أن "ايران التي تحتفل اليوم بالذكرى الثالثة والأربعين لإنتصار الثورة الإسلامية المباركة في ايران بقيادة الإمام روح الله الموسوي الخميني قدس سرّه، أقامت دولة حقيقية للإسلام تراعي فيها ‏قيمه وأحكامه وحقوق الإنسان، وهي دولة ذات سيادة حقيقية تحافظ على ‏استقلالها وحرية وكرامة وثروات وحقوق شعبها ولا تخضع لارادة ‏المستكبرين واملاءاتهم وشروطهم، في حين أنَّ الكثيرين في المنطقة ممّن يتحدّثون عن ‏الاستقلال والسيادة والحرية هم خاضعون بالكامل للارداة الأمريكية وللابتزاز الامريكي ‏ويفرطون بثروات شعوبهم وحقوق الانسان والكرامة الانسانية".‏

وخلال خطبة الجمعة، شدد الشيخ دعموش على أن "الغرب الذي ينادي بحقوق الانسان ويدعو الى مراعاتها يتعاطى بازدواجية في هذه القضية، والدول الكبرى والمستكبرة مثل أميركا وبريطانيا وفرنسا تستعمل هذا ‏المصطلح والمفهوم وفقًا لمصالحها فتسيس قضية حقوق الانسان تبعًا ‏لمصالحها وأهدافها فتستهدف دولًا بعينها لا تتفق معها وتتهمها بانتهاك حقوق الانسان ‏وتشهّر بها، بينما تغض الطرف عن انتهاكات حقيقية فاضحة لمسألة حقوق الانسان في ‏دول حليفة وصديقة لها".‏

وسأل الشيخ دعموش: "أين الدول الغربية التي تدّعي الدفاع عن حقوق الانسان من الجرائم التي يرتكبها الصهاينة ‏كل يوم بحق الشعب الفلسطيني؟ أين هي من الجرائم التي يرتكبها التحالف الامريكي ‏السعودي بحق الابرياء من الاطفال والنساء والشيوخ في اليمن؟ أين هؤلاء من مما يحدث ‏من تدمير ممنهج لبنية الحياة والمجتمع في أكثر من بلد من بلدان المنطقة؟".

ونوّه الشيخ دعموش الى أن "ما يحصل من قتل ودمار على أيدي التحالف الامريكي السعودي في اليمن وما حصل في ‏افغانستان والعراق وسوريا على أيدي الأمريكيين وحلفائهم الغربيين وأدواتهم التكفيريين، ‏وما يحصل في فلسطين على أيدي الصهاينة هو أكبر دليل على كذب ونفاق الدول الغربية ‏التي تنادي بالدفاع عن حقوق الانسان"، مشيرًا الى أن "أميركا تفرض عقوبات على بعض الدول التي ترفض هيمنتها بحجة انتهاكها لحقوق ‏الانسان، بينما الدول الحليفة والصديقة لها تمارس أبشع أشكال القتل والارهاب ضد ‏الابرياء وهي لا تحرك ساكنًا".‏

ولفت الشيخ دعموش الى أن "هذه الدول الغربية تنادي بحقوق الانسان وبالديموقراطية بينما تصنع وتدعم حكاماً وامراء وملوك ‏وانظمة لا تعرف معنى الرحمة والانسانية، وتمنع من تطبيق مبدأ حقوق الانسان في بلدانها وتاريخها وحاضرها حافل بالجرائم وانتهاك حقوق الانسان".‏

في هذا الاطار، رأى الشيخ دعموش أن "الادارة الأميركية أكبر مخادع في هذا العالم وأكثر دولة راعية للارهاب وللارهابيين والمجرمين ‏والفاسدين والأنظمة الديكتاتورية في العالم، وهي لا تتورع عن التدخل في الشؤون الداخلية ‏للدول وممارسة سياسة الابتزاز لفرض املاءاتها وشروطها، وهذا ما تحاول ممارسته في لبنان".

وختم الشيخ دعموش قائلًا "‏الادارة الأمريكية ومن خلال مبعوثها الوسيط في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية ‏تحاول ‏ابتزاز لبنان وتستغل الأزمة الاقتصادية والمالية التي يمر بها البلد للضغط عليه ليقدم تنازلات ‏في مسالة ترسيم الحدود وحقول النفط والغاز، كما تحاول من خلال بعض المقترحات ‏ادخال لبنان في منظومة التطبيع مع العدو بالتدريج والمواربة، ونحن نرفض أي شكل من ‏أشكال التطبيع مع العدو، ولا يجوز أن يقبل اللبنانيون تحت وطأة الضغوط الأميركية بأية ‏مقترحات لا تراعي الحقوق اللبنانية الكاملة بمسألة الترسيم وحقول النفط". ‏

نص الخطبة

نبارك لكم ولادات بعض الائمة(ع) في هذا الشهر المبارك، شهر رجب، لا سيما ولادة الامام محمد الجواد(ع) في العاشر من رجب، وولادة امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب(ع) في الثالث عشر منه،  كما نبارك لكم وذكرى انتصارالثورة الاسلامية المباركة في ايران .

في سيرة الامام علي(ع) وفي تجربته السياسية في الحكم والسلطة الكثير من المواقف والوقائع الدالة على شدة رعايته وحمايته لحقوق الانسان، وقد سبق في ذلك شرعة الأمم المتحدة والاعلان العالمي لحقوق الانسان بقرون..
طبعا لم ترد كلمة حقوق الانسان بالمعنى المتداول اليوم  في كلمات امير المؤمنين(ع) لان هذا المصطلح هو مصطلح حديث، حتى في الفكر الغربي لم تستعمل هذه الكلمة.

اول ظهور لمصطلح حقوق الانسان كان في أحداث الثوره الفرنسية حيث ان اصحاب السلطة كانوا يرون ان من صلاحياتهم قمع وملاحقة معارضيهم والذين كانوا يخالفونهم في الرأي والعقيدة، فجاء هذا المصطلح ليخاطب السلطة بان هؤلاء لهم حقوق وان عليهم ان يراعوا حقوقهم.
اهم مبدأ من مبادئ حقوق الانسان هو الكرامة الانسانية والى هذه الحقيقة يشير القران الكريم ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) فالقران فضل الانسان على غيره من الكائنات ومنحه الكرامة واعطاه مكانة عالية في ممارسة حقوقه وحرياته.

  ولاجل هذا التكريم وهذه المكانة أمر الله الملائكة بالسجود لأدم: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ [البقرة: 34

ومنشأ هذه الكرامة التي جعلت الملائكة يسجدون لادم هو النفخ الذي اجراه الله من روحه في الانسان .

قد اكد الامام علي(ع)على مبدأ الكرامة واهتم خلال فترة حكمه بحماية مبدأ الكرامة الانسانية، ونبه ولاته الذين كانوا يديرون شؤون الناس في مختلف المناطق على رعاية وحماية كرامة الانسان، ففي عهده الى  مالك الاشتر الذي ولاه على مصر، يقول(ع): وأَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ ، والْمَحَبَّةَ لَهُمْ ، واللُّطْفَ بِهِمْ، ولا تَكُونَنَّ عَلَيْهِمْ سَبُعاً ضَارِياً ، تَغْتَنِمُ أَكْلَهُمْ ؛ فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ : إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ، وإِمَّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ، يَفْرُطُ مِنْهُمُ الزَّلَلُ، وَتَعْرِضُ لَهُمُ الْعِلَلُ، يُؤْتَى عَلَى أَيْدِيهِمْ فِي الَعَمْدِ وَالْخَطَاءِ، فَأَعْطِهِمْ مِنْ عَفْوِكَ وَصَفْحِكَ مِثْلَ الَّذِي تُحِبُّ أَنْ يُعْطِيَكَ اللهُ مِنْ عَفْوِهِ وَصَفْحِهِ.

وقد اكد الامام علي(ع) على جملة من الحقوق للانسان اهمها  وعلى راسها ثلاثة حقوق :

 اولا: حق الحياة: اي احترام حق الانسان في الحياة، فلا يجوز  الاعتداء على حياة الانسان من قبل احد ، لا من قبل السلطة ولا من قبل الناس العاديين.

يقول تعالى (مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعا )

وقد اكد الامام(ع) على هذا الحق فقال: من قتل غير قاتله او ضرب غير ضاربه فعليه لعنة الله.

وفي عهده للاشتر يقول(ع):  إيَّاكَ وَالدِّمَاءَ وَسَفْكَهَا بِغَيْرِ حِلِّهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أَدْعَى لِنِقْمَةٍ، وَلاَ أَعْظَمَ لِتَبِعَةٍ، وَلاَ أَحْرَى بِزَوَالِ نِعْمَةٍ، وَانْقِطَاعِ مُدَّةٍ، مِنْ سَفْكِ الدِّمَاءِ بِغَيْرِ حَقِّهَا.

 وحق الحياة هو اول شيء يحاسب عليه الانسان يوم القيامة يقول (ع): وَاللهُ سُبْحَانَهُ مُبْتَدِئ بِالْحُكْمِ بَيْنَ الْعِبَادِ، فِيمَا تَسَافَكُوا مِنَ الدِّمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامةِ).

ثم يشير الامام(ع) الى امر مهم وهو ان على الحاكم ان لا يتوسل لتقوية حكمه باراقة الدماء كما هو الحال في الماضي والحاصر بالنسبة الى بعض الانظمة والحكومات التي تقمع شعبها وتقتل شعبها بدف فرض السلطة والهيمنة، يقول الاما للاشتر(ع): فَلاَ تُقَوِّيَنَّ سُلْطَانَكَ بِسَفْكِ دَمٍ حَرَامٍ، فَإِنَّ ذلِكَ مِمَّا يُضْعِفُهُ وَيُوهِنُهُ، بَلْ يُزيِلُهُ وَيَنْقُلُهُ. فتقوية السلطة بالقتل والبطش قد ياتي بنتائج عكسية، فسفك دماء الشعوب والمعارضين للسلطة بدل ان يؤدي الى تقوية النظام قد يؤدي الى اضعافه وزواله لان سفك الدماء فان يجعل الشعوب تنتفض على الانظمة  وتنتقم منها.

ونحن نعتقد ان الانسان من حيث هو انسان لديه كرامة انسانية وله حق في الحياة والعيش وحياته موضع احترام ما لم يعتدي ويحارب ويشكل خطرا على المجتمع او يفسد في الارض، اما اذا اعلن الحرب وافسد في الارض فان قتله في هذه الحالة يوصف بانه قتل بالحق، ففي القران: (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ)

وقال تعالى (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) فالذين لا يواجهونكم بالسلاح ولا يحاربونكم فلا تقاتلوهم
والخلاصة: ان كل انسان حتى غير المؤمن محترم في الاسلام وله حق في الحياة ولايقاتل ولا يرفع السلاح بوجهه، هو محترم لانسانيته ما لم يحارب ويعتدي، وهذا ما اكده الامام علي بقوله للاشتر: (ولا تَكُونَنَّ عَلَيْهِمْ سَبُعاً ضَارِياً ، تَغْتَنِمُ أَكْلَهُمْ ؛ فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ : إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ، وإِمَّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ).

ثانيا: حق المساواة، اي المساواة  بين الناس، وقد اكد القرآن على هذا الحق قال تعالى : (إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) ويقول تعالى:( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ). وقد كان علي اشد الناس تطبيقا لمبدأ المساواة بين الناس، وقد ساوى بين الناس جميعا في العطاء من بيت المال، بعدما كانت سياسة التفاضل هي السياسة المعتمدة من الخلفاء الذين قبله، كما اعتبر المساواة امام القانون،
والمساواة في الحصول على الحكم القضائي هما حق يتساوا الناس فيهما من دون تمييز بينهم، فالجميع يجب ان يخضع للقانون بالتساوى فلا يعفى احد لا زعيم ولا رئيس ولا وجيه من موجبات القانون بل يطبق على الجميع ، والجميع ايضا الغني والفقير والوجيه والوضيع، من حق الجميع ان يحصلوا على حكم قضائي عادل عندما يترافعون امام القضاء، لا ان  القضاء يحكم للنافذين ويهضم حق الناس العاديين.

ثالثا: حق الحرية، والحرية تعني بلحاظها الحقوقي بان للإنسان نوع من الاستقلال الذاتي في مراحل مختلفة من الحياة، فله حرية العقيدة، وقد ورد بشان حرية العقيدة قوله تعالى: (لَآ إِكْرَاهَ فِى ٱلدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَىِّ).

 وقال تعالى: (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ).

وقال تعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ). 

فللانسان حرية المعتقد، وله حرية التعبير بان يعترض ويعبر عن رايه بحرية حتى في قبال الحكام والسلطة، وعلى الحاكم ان يتمتع بسعة الصدر وان يتجاوز الهفوات من الاخرين ويعفو ويصفح عنهم اذا اخطأوا،
يقول علي(ع): آلة الرئاسة سعة الصدر.

وحث الامام(ع) الناس على التفكير بحرية وانتقاد السلطة من دون خوف او فزع،  وحاول بناء مجتمع يمتلك ثقافة النقد للحكام وعدم التبعية العمياء لهم، والمشاركة في الحكم والإدلاء بالمشورة  والنصح والاراء والافكار التي يرونها، انطلاقا من حقهم في التفكير الحر.

ورفض الامام(ع) الرهبة والخوف امام الحاكم كما رفض التصنع والتزلف امامه او التذلل والخضوع له، كما يخضع الناس للجبابرة والطغاة والمستكبرين.
يقول في بعض خطبه: (فَلَا تُكَلِّمُونِي بِمَا تُكَلَّمُ بِهِ الْجَبَابِرَةُ وَلَا تَتَحَفَّظُوا مِنِّي بِمَا يُتَحَفَّظُ بِهِ عِنْدَ أَهْلِ الْبَادِرَةِ وَلَا تُخَالِطُونِي بِالْمُصَانَعَةِ وَلَا تَظُنُّوا بِي اسْتِثْقَالًا فِي حَقٍّ قِيلَ لِي وَلَا الْتِمَاسَ إِعْظَامٍ لِنَفْسِي فَإِنَّهُ مَنِ اسْتَثْقَلَ الْحَقَّ أَنْ يُقَالَ لَهُ أَوِ الْعَدْلَ أَنْ يُعْرَضَ عَلَيْهِ كَانَ الْعَمَلُ بِهِمَا أَثْقَلَ عَلَيْهِ فَلَا تَكُفُّوا عَنْ مَقَالَةٍ بِحَقٍّ أَوْ مَشُورَةٍ بِعَدْلٍ).

اليوم ايران التي تحتفل بالذكرى الثالثة والأربعين لإنتصار ثورتها الإسلامية المباركة التي قادها الإمام روح الله الموسوي الخميني قدس سرّه، أقامت دولة حقيقية للاسلام تراعي فيها قيم الاسلام واحكام الاسلام وحقوف الانسان، دولة ذات سيادة حقيقية تحافظ على استقلالها وعلى حرية شعبها وكرامة شعبها وثروات شعبها وحقوق شعبها ولا تخضع لارادة المستكبرين واملاءاتهم وشروطهم ، في حين أنَّ الكثيرين في المنطقة ممّن يتحدّثون عن الاستقلال والسيادة والحرية وحقوقالانسان هم خاضعون بالكامل للارداة الامريكية وللابتزاز الامريكي  ويفرطون بثروات شعوبهم وحقوق الانسان والكرامة الانسانية.

اليوم الغرب الذي ينادي بحقوق الانسان ويدعو الى مراعاتها يتعاطى بازدواجية في هذه المسألة، والدول الكبرى والمستكبرة مثل اميركا وبريطانيا وفرنسا تستعمل هذا المصطلح وهذا المفهوم وفقا لمصالحها، بحيث اصبحت تسيس مسالة حقوق الانسان تبعا لمصالحها واهدافها، فتستهدف دولا بعينها لا تتفق معها فتتهمها بانتهاك حقوق الانسان وتشهر بها، بينما تغض الطرف عن انتهاكات حقيقية فاضحة لمسألة حقوق الانسان في دول حليفة وصديقة لها.

اين الدول الغربية التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان من الجرائم التي يرتكبها الصهاينة كل يوم بحق الشعب الفلسطيني؟ اين هم من الجرائم التي يرتكبها التحالف الامريكي السعودي بحق الابرياء من الاطفال والنساء والشيوخ في اليمن؟  اين هؤلاء من مما يحدث من تدمير ممنهج لبنية الحياة والمجتمع في اكثر من بلد من بلدان المنطقة؟.

ما يحصل من قتل ودمار على ايدي التحالف الامريكي السعودي في اليمن، وما حصل في افغانستان والعراق وسوريا على ايدي الامريكيين  وحلفائهم الغربيين وادواتهم التكفيريين، وما يحصل في فلسطين على ايدي الصهاينة، هو اكبر دليل على كذب ونفاق الدول الغربية التي تنادي بالدفاع عن حقوق الانسان.
اميركا تدين وتفرض عقوبات على بعض الدول التي ترفض هيمنتها بحجة انتهاكها لحقوق الانسان بينما الدول الحليفة والصديقة لها تمارس ابشع اشكال القتل والارهاب ضد الابرياء ولا تحرك ساكنا.

هم ينادون بحقوق الانسان وبالديموقراطية بينما يصنعون ويدعمون حكاما وامراء وملوك وانظمة لا تعرف معنى الرحمة والانسانية وتمنع من تطبيق مبدأ حقوق الانسان في بلدانها ، وتاريخها وحاضرها حافل بالجرائم وانتهاك حقوق الانسان.

الادارة الامريكية أكبر مخادع في هذا العالم، واكثر دولة راعية للارهاب وللارهابيين والمجرمين والفاسدين والانظمة الديكتاتورية في العالم، وهي لا تتورع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول وممارسة سياسة الابتزاز لفرض املاءاتها وشروطها ، وهذا ما تحاول ممارسته في لبنان، فالادارة الامريكية ومن خلال مبعوثها الوسيط في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية  تحاول ابتزاز لبنان وتستغل الازمة الاقتصادية والمالية التي يمر بها البلد للضغط عليه ليقدم تنازلات في مسالة ترسيم الحدود وحقول النفط والغاز، كما تحاول من خلال بعض المقترحات ادخال لبنان في منظومة التطبيع مع العدو بالتدريج والمواربة، ونحن نرفض اي شكل من اشكال التطبيع مع العدو، ولا يجوز ان يقبل اللبنانيون تحت وطأة الضغوط الامريكية باية  مقترحات لا تراعي الحقوق اللبنانية الكاملة بمسألة الترسيم وحقول النفط.

الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-9-2024: جبهات المساندة من لبنان إلى اليمن والعراق وسورية وإيران، لم تتخلَ ولن تتخلى عن مساندة ونصرة غزة، وكل محاولات إيقاف هذه الجبهات فشلت، وهي مستمرة طالما العدوان مستمر.

مواقيت الصلاة

الفجر

5:18

الشروق

6:37

الضهر

11:35

العصر

14:14

المغرب

16:52

العشاء

17:46

المواقيت بحسب توقيت مدينة بيروت