خطبة الجمعة 7-1-2022 - مكانة الزهراء(ع) في الاسلام
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 7-1-2022: المواقف السعودية من حزب الله تتماهى مع المواقف الاسرائيلية من المقاومة.
شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: على ان الادارة الامريكية لا تزال تمعن في محاصرة لبنان وزيادة معاناة اللبنانيين، وتعرقل مشروع استجرار الغاز المصري الى معامل الكهرباء في لبنان واستجرار الكهرباء من الاردن، فحتى اليوم لم يصدر اذن سماح للبنان او لمصر اوللاردن بالبدء في هذين المشروعين، بالرغم من الوعود الكاذبة للسفيرة الامريكية التي تحاول من خلال استعراضتها ايهام اللبنانيين بانها تساعدهم وتعمل على حل مشكلاتهم.
وقال: اميركا لا تريد حلا الآن، وستمارس ضغوطها على اللبنانيين حتى الانتخابات النيابية املا في تحقيق مكاسب سياسية، والفوز بالاكثرية النيابية وتحويل المجلس النيابي الى منصة لاستهداف المقاومة وتحجيم دورها.
وهذا يعني ان على اللبنانيين ان لا يراهنوا على الادارة الامريكية، لان الامريكي لن يقدم شيئا للبنان قبل ان يضمن تحقيق اهدافه وانصياع اللبنانيين لارادته ومشروعه في لبنان والمنطقة.
واشار الشيخ دعموش: الى ان السعودية هي من بادر لاشهار العداء للمقاومة وحزب الله في لبنان وادرجت حزب الله على ما يسمى بلوائح الارهاب حتى قبل العدوان على اليمن، وهي تمعن في اظهار هذا العداء بمناسبة وبغير مناسبة، والكلام الاخير للملك السعودي الذي وصف فيه حزب الله بالحزب الارهابي هو تتويج لسلسلة من المواقف والتصريحات العدائية والتحريضية التي يطلقها مسؤولون سعوديون بين الحين والاخر ضد حزب الله.
ورأى: ان المواقف السعودية من حزب الله تتماهى مع المواقف الاسرائيلية من المقاومة، وهي تجني وعدوان على شريحة واسعة وكبيرة من اللبنانيين الشرفاء لا يمكن السكوت عنها، ومن الان وصاعدا لن نسكت على الاساءات السعودية، ومن يطرق الباب سيسمع الجواب.
واعتبر: انه كان الاجدر باللبنانيين الذين انبروا للدفاع عن النظام السعودي ان يتحلو بالجرأة والشجاعة ويدافعوا عن هذه الشريحة من اللبنانيين التي قدمت من خلال المقاومة الاف الشهداء من اجل تحرير الارض وحماية لبنان، بدل التزلف والتملق للنظام السعودي واستجداء رضى الملوك والامراء املا في نيل حظوة عند هذا الامير او ذاك، او طمعا في الحصول على حفنة من المال.
واكد: ان سياسة التملق للنظام السعودي مسيئة للبنان وللشعب اللبناني وهي تسيء بالدرجة الاولى الى اصحابها والى كرامة لبنان، وتعرض البلد للمزيد من الابتزاز من قبل هذا النظام الذي يمعن في اذلال اللبنانيين والنيل من السيادة والكرامة الوطنية .
نص الخطبة
نعزي رسول الله(ص) وائمة اهل البيت (ع) وعموم المسلمين بشهادة سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء ابنة رسول الله محمد(ص) التي تصادف في الثالث من شهر جمادى الثاني على اشهر الروايات.
من المعروف أن الزهراء (ع) عاشت حوالى ثمانية عشر عاما، وخلال كل هذه السنوات كانت هناك علاقة وثيقة بين رسول الله (ص) وبين ابنته فاطمة (ع)، وقد تجاوزت هذه العلاقة حدود العلاقة العائلية والعلاقة العاطفية التي تربط الأب بأبنته، فقد كان النبي (ص) يرعى تربية فاطمة عندما كانت صغيرة رعاية خاصة ومميزة، فكان يغذيها بآدابه ومعارفه ويعطيها من علومه واخلاقه، ويربي فيها المؤهلات الكافية لتكون سيدة نساء العالمين وسيدة نساء اهل الجنة، وكانت هي في المقابل ام ابيها، تعامله كما تعامل الام ولدها.
وكانت السنوات التي عاشتها الزهراء (ع) في رعاية وتربية النبي (ص) كافية لأن تجعل من شخصيتها(ع) شخصية شبيهة بشخصية ابيها رسول الله (ص) حتى صارت اشبه الناس برسول الله(ص)
فقد روي عن عائشة أنها قالت : ما رأيتُ أحدًا أَشْبَهَ سَمْتًا ودَلًّا وهَدْيًا برسولِ اللهِ في قيامِها وقعودِها من فاطمةَ بنتِ رسولِ الله (ص) .
لقد اطلق النبي (ص) بحق ابنته الزهراء(ع) العديد من المواقف التي بين فيها مكانة الزهراء(ع) عنده، ومقام ومنزلة الزهراء (ع) عند الله سبحانه وفي الإسلام والعقيدة.
فهناك عشرات النصوص المروية عن النبي (ص) في حق الزهراء (ع) عبر فيها النبي(ص) عن عاطفته وحبه لفاطمة، وكشف فيها عن مكانتها ومقامها عند الله سبحانه.
من هذه الأحاديث ما رواه المسلمون على اختلاف طوائفهم عن النبي(ص) انه قال:
«أحب أهلي إليَّ فاطمة».
خرج النبيّ (ص) وهو آخذ بيد فاطمة فقال:«من عرف هذه فقد عرفها ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمّد، وهي بضعة منّي، وهي قلبي، وهي روحي التي بين جنبيّ، من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله»
كان يقول لها: «فداك أبي وأمي». او «فداها أبوها».
وقال (ص):«فاطمة بضعة منّي من سرّها فقد سرّني ومن ساءها فقد سائني، فاطمة أعزّ الناس عليّ»
وورد عنه (ص): «إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها،
وفي حديث نقله البخاري: «فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني».
وعنه (ص): «إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك».
وفي حديث آخر قال لفاطمة : «ألَا تَرْضَينَ أن تكوني سيِّدةَ نساءِ أهلِ الجنَّةِ».
وفي حديث عنه (ص): «نزل ملك من السماء فاستأذن الله أن يسلّم عليَّ فبشرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة».
ان هذه المواقف العظيمة بحق فاطمة(ع) لم تكن بدافع القرابة التي تربط رسول الله (ص) بفاطمة (ع) ولا بدافع العاطفة، ولا هي ناتجة عن مصالح وأهواء شخصية من النبي(ص) ، لان النبي لا ينطلق في مواقفه وفي احاديثه وفي سلوكه من موقع العاطفة او القرابة او المصالح الخاصة وإنما كان (ص) ينطلق في مواقفه من اجل هذا الدين ومن اجل حاضر ومستقبل هذه الرسالة. وهذه الأمة, لأنه كما اخبرنا القرآن عنه (ص) : (لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)، فكلماته وحي واحاديثه وحي الهي ومواقفه وحي الهي ... وهكذا ...
كما ان هذه المواقف ليست لمجرد اظهار المحبة والمودة لابنته، بل إن إظهار هذه المواقف من قبل النبي (ص) بصورة علنية ، وفي الوسط الاسلامي العام وحتى من على المنبر احيانا، كان له هدف اسمى وابعد من إظهار المحبة والمودة لفاطمة (ع).
لقد كان لهذه المواقف دلالات واهداف بعيدة المدى ترتبط بمستقبل هذا الدين وبما ستتعرض له الزهراء (ع) بعد رسول الله (ص) من مظلومية كبرى وإقامة الحجة التامة على كل من يفكر بظلمها او يرضي بظلمها وسلب حقها، ولعل من ابرز تلك الدلالات والأهداف :
أولا: الفات الأمة إلى مكانة الزهراء(ع) لدى النبي(ص) وفي الاسلام، وتعبئة الناس نفسيا ووجدانيا للتفاعل مع مطالبة الزهراء بحقوقها وحق زوجها علي(ع) في خلافة النبي (ص)، وللتصدي لكل من يحاول اذيتها واغضابها وظلمها وسلب حقها .
ثانيا: ان النبي(ص) قد لقّن فاطمة من العلوم والمعارف والحكم والأخلاق، وربى فيها من المؤهلات ما يجعلها جديرة بهذا المقام الرفيع وبالقيام بدور رسالي على مستوى هداية الأمة لا سيما شريحة النساء .
ثالثا: اراد النبي (ص) من تلك المواقف ايضا، ان يبين ان فاطمة على حق في كل مواقفها ومطالبها وانه عندما يقع خلاف بينها وبين غيرها فان الحق معها، كما اراد النبي(ص) ان يعري كل من يقف بوجهها ويعتدي عليها وعلى حقها وان يظهر فداحة ما يمكن ان يرتكب بحقها وحجم المظلومية التي ستلحق بها عندما يسلب حقها وعندما يعتدى عليها، وان الله سيغضب على كل الذين اغضبوها وظلموها واعتدوا عليها.
رابعاً: أراد النبي (ص) من خلال هذه المواقف ايضا: توجيه الأمة للارتباط بالزهراء وسائر أئمة أهل البيت (ع) ارتباطا عقيديا وليس مجرد ارتباط عاطفي أو نفسي أو قلبي، أي أن يكون ارتباطنا بهم ارتباط الولاء لهم وارتباط الاتباع والقيادة وارتباط الطاعة والعمل أن يكونوا قدوة واسوة لنا، نهتدي بهم ونتعلم منهم القيم والاخلاق والكرامة والشجاعة وحب الوطن والدفاع عنه في وجه المعتدين والظالمين والمحتلين.
اليوم لا تزال الادارة الامريكية تمعن في محاصرة لبنان وزيادة معاناة اللبنانيين، وتعرقل مشروع استجرار الغاز المصري الى معامل الكهرباء في لبنان واستجرار الكهرباء من الاردن، فحتى اليوم لم يصدر اذن سماح للبنان او لمصر اوللاردن بالبدء في هذين المشروعين، بالرغم من الوعود الكاذبة للسفيرة الامريكية التي تحاول من خلال استعراضتها ايهام اللبنانيين بانها تساعدهم وتعمل على حل مشكلاتهم.
اميركا لا تريد حلا الآن، وستمارس ضغوطها على اللبنانيين حتى الانتخابات النيابية املا في تحقيق مكاسب سياسية، والفوز بالاكثرية النيابية وتحويل المجلس النيابي الى منصة لاستهداف المقاومة وتحجيم دورها.
وهذا يعني ان على اللبنانيين ان لا يراهنوا على الادارة الامريكية، لان الامريكي لن يقدم شيئا للبنان قبل ان يضمن تحقيق اهدافه وانصياع اللبنانيين لارادته ومشروعه في لبنان والمنطقة.
يجب ان يعرف الجميع ايضا ان السعودية هي من بادر لاشهار العداء للمقاومة وحزب الله في لبنان وادرجت حزب الله على ما يسمى بلوائح الارهاب حتى قبل العدوان على اليمن، وهي تمعن في اظهار هذا العداء بمناسبة وبغير مناسبة، والكلام الاخير للملك السعودي الذي وصف فيه حزب الله بالحزب الارهابي هو تتويج لسلسلة من المواقف والتصريحات العدائية والتحريضية التي يطلقها مسؤولون سعوديون بين الحين والاخر ضد حزب الله.
المواقف السعودية من حزب الله تتماهى مع المواقف الاسرائيلية من المقاومة، وهي تجني وعدوان على شريحة واسعة وكبيرة من اللبنانيين الشرفاء لا يمكن السكوت عنها، ومن الان وصاعدا لن نسكت على الاساءات السعودية، ومن يطرق الباب سيسمع الجواب.
كان الاجدر باللبنانيين الذين انبروا للدفاع عن النظام السعودي ان يتحلو بالجرأة والشجاعة ويدافعوا عن هذه الشريحة من اللبنانيين التي قدمت من خلال المقاومة الاف الشهداء من اجل تحرير الارض وحماية لبنان، بدل التزلف والتملق للنظام السعودي واستجداء رضى الملوك والامراء املا في نيل حظوة عند هذا الامير او ذاك، او طمعا في الحصول على حفنة من المال.
سياسة التملق للنظام السعودي مسيئة للبنان وللشعب اللبناني، وهي تسيء بالدرجة الاولى الى اصحابها والى كرامة لبنان، وتعرض البلد للمزيد من الابتزاز من قبل هذا النظام الذي يمعن في اذلال اللبنانيين والنيل من السيادة والكرامة الوطنية .