خطبة الجمعة 29-10-2021 - الامام الصادق(ع) ومعالم التشيع
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-10-2021: المحاولات الجارية لتزوير الحقائق وتحويل القاتل الى ضحية في مجزرة الطيونة لن تستطيع انقاذ المجرمين والقتلة من المحاسبة والعقاب .
شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: على ان حزب الله منذ بداية الأزمة المالية والإقتصادية والمعيشية في لبنان لم يقف متفرجاً على الأزمة، وإنما سارعنا إلى التصدي لها من خلال العديد من الخطوات الاجتماعية في كل المناطق اللبنانية، ومن خلال استيراد المازوت من إيران, وكسرنا بهذه الخطوة الحصار الأميركي المفروض على لبنان، وفرضنا إستجرار الغاز عبر سوريا وتجميد بعض مفاعيل "قانون قيصر", والخطوات التي قمنا بها ولا زلنا نقوم بها تخدم كل اللبنانيين بكل طوائفهم، فلم نميز بين طائفة واخرى ولا بين منطقة واخرى، وسنكمل في هذا المسار للتخفيف من معاناة اللبنانيين والحد من تداعيات الازمات التي نمر بها.
واشار: الى ان هناك خطوات حكومية يجب الإسراع فيها بهدف التخفيف من أعباء وضغوط الأزمة المعيشية على الناس وفي مقدمها: تنفيذ مشروع البطاقة التمويلية, وتصحيح بدلات النقل للموظفين, والحفاظ على قرض البنك الدولي للنقل العام واصلاح محطات الكهرباء, والإسراع في انفاق هذا القرض في مثل هذه المجالات بدلاً من البحث عن طرق لوضع اليد عليه.
واوضح: ان هذه خطوات تحد من الإنهيار الاجتماعي والسياسي وحتى الأمني، وتوفر الوقت المطلوب لإيجاد الحلول الجذرية, كما توفر شيئاً من الحصانة الاجتماعية والسياسية ,وتمنع من الاستثمار السياسي الرخيص في الأزمة الاجتماعية.
وفيما يتعلق بالتحقيقات الجارية بمجزرة الطيونة أكد الشيخ دعموش: على الاسراع في انجازها والانتهاء منها وانزال أشد العقوبات بمرتكبيها، معتبرا: ان كل المحاولات السياسية والاعلامية الجارية لتزوير الحقائق وتحويل القاتل الى ضحية لن تستطيع انقاذ المجرمين والقتلة ومن ورائهم من المحاسبة والعقاب، وستعجز عن حرف القضاء عن مساره الصحيح في هذه القضية، فاعترافات الموقوفين بالجريمة وبمن ادارها وحرض عليها دامغة وليست قابلة للتزوير والتحريف والتحوير، وليس بامكان حزب القوات التنصل من مسؤوليته عن هذه المجزرة، كما ليس امام رئيسها المجرم من خيار سوى المثول امام قاضي التحقيق ليس بصفة شاهد فقط بل بصفته متهما بالقتل المتعمد عن سابق اصرار وتصميم.
نص الخطبة
لا زلنا في اجواء ولادة رسول الله محمد بن عبدالله(ص) وولادة حفيده الإمام جعفر بن محمد الصادق(ع) .
وقد تحدثنا في الاسبوع الماضي عن بعض ما يرتبط برسول الله(ص) ونتحدث اليوم عن بعض ما يتعلق بحفيده الامام الصادق(ع).
الإمام جعفر الصادق(ع) هو الإمام السادس من أئمة اهل البيت (ع) ، أبوه هو الإمام محمد الباقر(ع) وجده هو الإمام علي بن الحسين زين العابدين (ع) وأمه هي فاطمة بنت القاسم بن محمد بن ابي بكر.
عاش الإمام الصادق (ع) ثمانية وستين سنة وهو أكبر الأئمة سنا وكانت مرحلته في أواخر الحكم الأموي وبداية الحكم العباسي ومدة إمامته: أربع وثلاثون سنة.
ومن المعروف أن الشيعة من أتباع أئمة أهل البيت(ع) ينتسبون الى هذا الإمام العظيم، فيقال لكل من يتولى أئمة أهل البيت(ع) ويتبع منهجهم بأنه جعفري، نسبة الى الإمام جعفرالصادق(ع) باعتبار أن الإمام جعفر (ع) تسنى له أن يوضح المعالم التفصيلية لمنهج أهل البيت(ع) الذي هو منهج الإسلام المحمدي الأصيل، وأُتيحت له فرصة لنشر علومه ومعارفه لم تتح لغيره من الأئمة(ع)، حيث إن الصراع الذي كان قائماً بين الأمويين والعباسيين في مرحلة الإمام جعل الطرفين الاموي والعباسي الذين كان شغلهم الشاغل التضييق على ائمة أهل البيت(ع) واضطهادهم ومنعهم من ممارسة دورهم في العالم الإسلامي، جعلهم ينشغلون عن الإمام وينصرفون عن متابعته وملاحقته والتضييق عليه، فاستفاد الإمام(ع) من هذه الفرصة التاريخية ليقوم بدوره وليبث معارفه الدينية والإنسانية في المجالات المختلفة، واجتمع حوله العلماء والمفكرون من كل العالم الإسلامي ينهلون من علومه التي هي مستمدة من علم جده رسول الله(ص) حتى أن احد المؤرخين يقول: دخلت مسجد الكوفة، فإذا فيه /900/ شيخ واستاذ كل يقول حدثني جعفر بن محمد الصادق(ع).
قد حدد الإمام الصادق مواصفات شيعته وأتباعه ووضع معايير للتشيع وللولاء الحقيقي لأهل البيت(ع)، لأن البعض قد تلتبس عليه الأمور فيعتبر أن التشيّع لأهل البيت(ع) يعني أن يعتقد الشخص بإمامتهم وبمقامهم ومكانتهم المتميزة التي وضعهم الله تعالى فيها فقط، أو أنّ التشيّع لأهل البيت يعني إظهار المحبة والمودة لهم أو إظهار الفرح أو الحزن في مناسباتهم فقط ، وهذه الأبعاد والمعاني من مصاديق التشيّع والولاء، لكنها ليست هي كل شيء ، التشيع ليس مجرد اعتقاد بمقام أهل البيت(ع) أو مجرد حب ومودة وعاطفة وفرح وبكاء، التشيّع الحقيقي وفقًا لأئمة أهل البيت(ع) هوعين الاسلام ونفس الاسلام بكل ابعاده الفكرية والتشريعية والاخلاقية هو نفس الاسلام وليس مذهبا خار دائرة الاسلام المحمدي الاصيل والشيعي الحقيقي هو الذي يلتزم بمنهج الاسلام كاملا، ويلتزم التقوى والطاعة لله سبحانه وتعالى ويلتزم قيم واخلاق واحكام الاسلام وحلاله وحرامه في كل شؤونه واموره وفي كل حياته.
فقد ورد عن الامام الصادق (ع) انه قال: شيعتنا أهل الهدى، وأهل التقى، وأهل الخير، وأهل الإيمان، وأهل الفتح والظفر.
وعن المفضل بن عمرو، عنه (ع): إياك والسفلة، فإنما شيعة علي من عف بطنه وفرجه، واشتد جهاده،وعمل لخالقه ورجا ثوابه وخاف عقابه، فإذا رأيت اولئك فإولئك شيعة جعفر.
وأما ما ينبغي أن تكون عليه صورة الإنسان المنتسب لخط أهل البيت (ع) في المجتمع وعلاقته مع الناس، فقد ورد عن ابي اسامة قال: سمعت ابا عبد الله (ع) يقول: عليك بتقوى الله والورع والاجتهاد وصدق الحديث واداء الأمانة،وحسن الخلق،وحسن الجوار، وكونوا دعاة بغير السنتكم، وكونوا زينا لنا ولا تكونوا شينا علينا (أي عارا).
وعنه (ع) أنه قال: كونوا دعاة للناس بغير السنتكم ، ليروا منكم الورع والاجتهاد (أي الاجتهاد في العمل بطاعة الله) والصلاة والخير فإن ذلك داعية (أي يكون عملكم الحسن داعيا للناس للدخول فيما انتم فيه من ولاية اهل البيت "ع").
كما ورد عن زيد الشحام انه قال، قال لي أبوعبد الله (ع): إقرأ على من ترى أنه يطيعني منهم" اي من الشيعة" ويأخذ بقولي السلام، واوصيكم بتقوى الله عز وجل والورع في دينكم والاجتهاد لله وصدق الحديث واداء الأمانة، وطول السجود، وحسن الجوار.
فبهذا جاء محمد (ص)، ادوا الأمانة إلى من ائتمنكم عليها برا أو فاجرا، فإن رسول الله (ص) كان يأمر باداء الخيط والمخيط " أي بقايا خيوط الخياطة"، صلوا عشائرهم، واشهدوا جنائزهم ،وعودوا مرضاهم، وادوا حقوقهم، فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق الحديث،وادى الأمانة وحسن خلقه مع الناس قيل: هذا جعفري فيسرني ذلك ويدخل علي منه السرور وقيل هذا أدب جعفر.
فوالله لحدثني أبي (ع) أن الرجل كان يكون في القبيلة من شيعة علي (ع) فيكون زينها، اداهم للامانة (اي اكثرهم واحسنهم تأدية لها) واقضاهم للحقوق ، واصدقهم للحديث، إليه وصاياهم وودائعهم، تسأل العشيرة عنه فتقول: من مثل فلان، إنه لأدانا للأمانة واصدقنا للحديث.
اليوم نحن بحاجة إلى هذا السلوك والى تقديم هذه الصورة الناصعة والمشرقة عن ديننا وقيمنا وأخلاقنا، خصوصاً في هذه المرحلة وفي هذا الوقت الذي يقدم فيه الوهابيون والتكفيريون صورة مشوهة عن ديننا وقيمنا وأخلاقنا.
نحن بحاجة الى التعاون والتضامن والتعاطف مع بعضنا البعض لمواجهة الازمات المعيشية وغير المعيشية التي نمر بها في هذه المرحلة فلا يجوز استغلال الناس لبعضهم البعض بحجة ارتفاع الدولار او بحجة غلاء السلع في الخارج او بحجة ارتفاع بدلات النقل او ما شابه ذلك، يجب ان يرحم بعضنا حال بعض في هذه الظروف، وان يملك التجار والمؤجرون واصحاب الفانات والتكسيات الرحمة في قلوبهم وبدل ان يربحوا الكثير ان يربحوا القليل من اجل اعانة الناس والتخفيف عن الناس، هذه الروح روح التضامن والتعاون والتكافل ومساعدة الآخرين قدر الامكان، يجب ان تكون جزءا شخصيتنا وثقافتنا وسلوكنا واخلاقنا في هذه المرحلة وفي كل مرحلة، وهذا ما ربانا عليه الامام الصادق(ع) وكل ائمة اهل البيت (ع).
حزب الله منذ بداية الأزمة المالية والإقتصادية والمعيشية في لبنان لم يقف متفرجاً على الأزمة وإنما سارعنا إلى التصدي لها من خلال العديد من الخطوات الاجتماعية في كل المناطق اللبنانية ومن خلال استيراد المازوت من إيران, وكسرنا بهذه الخطوة الحصار الأميركي المفروض على لبنان وفرضنا إستجرار الغاز عبر سوريا وتجميد بعض مفاعيل "قانون قيصر", والخطوات التي قمنا بها ولا زلنا تخدم كل اللبنانيين بكل طوائفهم فلم نميز بين طائفة واخرى ولا بين منطقة واخرى وسنكمل في هذا المسار للتخفيف من معاناة اللبنانيين والحد من تداعيات الازمات التي نمر بها.
اليوم هناك خطوات حكومية يجب الإسراع فيها بهدف التخفيف من أعباء وضغوط الأزمة المعيشية على الناس وفي مقدمها: تنفيذ مشروع البطاقة التمويلية, وتصحيح بدلات النقل للموظفين, والحفاظ على قرض البنك الدولي للنقل العام واصلاح محطات الكهرباء, والإسراع في انفاق هذا القرض في مثل هذه المجالات بدلاً من البحث عن طرق لوضع اليد عليه.
هذه خطوات تحد من الإنهيار الاجتماعي والسياسي وحتى الأمني، وتوفر الوقت المطلوب لإيجاد الحلول الجذرية, كما توفر شيئاً من الحصانة الاجتماعية والسياسية,وتمنع من الاستثمار السياسي الرخيص في الأزمة الاجتماعية.
اما فيما يتعلق بالتحقيقات الجارية بمجزرة الطيونة فاننا نؤكد على الاسراع في انجازها والانتهاء منها وانزال أشد العقوبات بمرتكبيها وكل المحاولات السياسية والاعلامية الجارية لتزوير الحقائق وتحويل القاتل الى ضحية لن تستطيع انقاذ المجرمين والقتلة ومن ورائهم من المحاسبة والعقاب، وستعجز عن حرف القضاء عن مساره الصحيح في هذه القضية، فاعترافات الموقوفين بالجريمة وبمن ادارها وحرض عليها دامغة ولسيت قابلة للتزوير والتحريف والتحوير وليس بامكان حزب القوات التنصل من مسؤوليته عن هذه المجزرة كما ليس امام رئيسها المجرم من خيار سوى المثول امام قاضي التحقيق ليس بصفة شاهد فقط بل بصفته متهما بالقتل المتعمد عن سابق اصرار وتصميم.