كلمة في مسيرة يوم القدس في حارة صيدا 30-5-2019
وأشار خلال المسيرة التي نظمها حزب الله في حارة صيدا بمناسبة يوم القدس العالمي: الى ان أخطر هذه المحاولات على الإطلاق اليوم هو ما يسمى بصفقة القرن التي يتم التحضير للإعلان عنها بعد شهر رمضان، فصفقة القرن هي أكبر وأخطر مؤامرة تتعرض لها القضية الفلسطينية في تاريخها، لأنها مشروع أمريكي صهيوني رسمي وعلني كامل ليس لتصفية القضية الفلسطينية فقط، بل وللقضاء على كل حركات المقاومة في المنطقة وضرب من يدعم فلسطين والشعب الفلسطيني اي محور المقاومة وايران، لافتا: الى ان هذا المشروع الكامل تتواطؤ فيه بصورة علنية دول غربية وأنظمة عربية وخليجية وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية، وتشارك في بعض خطواته التنفيذية دول مثل البحرين التي تتحضر لاستضافة المؤتمر الاقتصادي في المنامة الذي يمثل الخطوة الاولى من خطوات هذه الصفقة المشؤومة .
ورأى: انه وبالرغم من خطورة ما يحصل وسيحصل من مؤامرات وتحديات وخطوات على طريق صفقة القرن، يمكننا ان نُبقي القضية الفلسطينية حية قوية حاضرة تفرض نفسها كما كانت على الدوام وان نسقط صفقة القرن، عندما نحافظ الى جانب الشعب الفلسطيني على التمسك بالقضية ونواصل الكفاح والنضال والمقاومة، ونساند الشعب الفلسطيني وندعمه ونقف الى جانبه والى جانب من يلتزم القضية الفلسطينية ويدعمها من دول وشعوب عربية واسلامية كسوريا وايران والعراق واليمن والمقاومة في لبنان .
وشدد: على ان اليوم واكثر من أي وقت مضى من واجب كل العرب والمسلمين حكومات وشعوباً ان يعبروا وبكل الوسائل والاشكال عن تمسكهم بالقدس وفلسطين، وبقضية الشعب الفلسطيني، وأن يعلنوا رفضهم القاطع لهذه الصفقة ولهذا المشروع، وأن يضعوا الخطط العملية والإمكانات اللازمة لمواجهتها وإسقاطها، حتى الدول المتواطئة عليها ان تعيد حساباتها، وعليها ان تعرف ان بتواطئها على فلسطين والشعب الفلسطيني ترتكب أعظم خيانة بحق الاسلام ومقدسات الاسلام وبحق الأمة، وبحق أقدس قضية لديها، وأن المشاركة في مؤتمر المنامة الاقتصادي خيانة موصوفة لفلسطين والقدس ولكل ما فيها من مقدسات.
وقال: في الوقت الذي يطلب من الجميع ان يتحملوا مسؤولياتهم لمنع تمرير صفقة القرن، يبقى الرهان الاساسي والأهم هو على الشعب الفلسطيني، وموقف الشعب الفلسطيني، ومقاومة هذا الشعب المناضل والعظيم، الذي لطالما كان عصياً -رغم كل الآلام والمعاناة والجراح والقتل والمجازر- عصيا على اليأس والإحباط وعلى المؤامرات والصفقات، وبقي في داخل فلسطين وفي الشتات وفي المخيمات وبالرغم من كل الظروف القاسية والصعبة، متمسكاً بأرضه، وبقضيته، وبمقدساته،وبحقه في العودة، ويرفض الاستسلام ويرفض الخضوع. الرهان الاكبر هو على وحدة موقف هذا الشعب ومقاومته ونضاله لمواجهة كل مخططات الاحتلال ومشاريعه ومشاريع حلفائه الامريكيين والغربيين والعرب.
وأضاف: نحن منذ البداية قلنا إن الرهان الأساسي في إسقاط صفقة القرن هو على موقف الشعب الفلسطيني ورفضه الحاسم لهذه الصفقة، وإصراره على مواصلة المقاومة, واليوم كل فلسطين بكل مكوناتها، سلطتها وشعبها وفصائلها وحركاتها ومنظماتها وقواها الحية على اختلافها، تُجمع بشكل حاسم وقاطع على رفض صفقة القرن، وعلى رفض المشاركة في المؤتمر الاقتصادي في البحرين وتعتبر المشاركة فيه خيانة، وتدعوا الجميع الى مقاطعته، وهذا هو الموقف الصحيح الذي يعبر عن قوة وعمق الموقف الفلسطيني، ولذلك فإن سقوط هذه الصفقة المشؤومة حتمي.
وأكد: انه طالما أن الفلسطينيين يجمعون على رفض هذه الصفقة، فان هذه الصفقة ستفشل وتسقط كما سقط غيرها من المؤامرات والصفقات، وستفشل معها كل أهداف وأحلام وأماني الصهاينة والامريكيين ومن معهم من العرب.
معتبرا: ان وحدة الشعب والسلطة والفصائل والقوى الفلسطينية، وحدتهم الداخلية ووحدتهم الوطنية، التي تجلت في الموقف من صفقة القرن وخطواتها المعلنة كفيلةٌ بتعطيل هذه الصفقة واسقاطها وتحطيمها، وكسر كل المؤامرات والأخطار التي تواجه القدس وفلسطين حتى لو اجمع العالم كله عليها .
نص الكلمة
يوم القدس العالمي الذي أعلنه الإمام الخميني قدس سره وأكد عليه سماحة الإمام القائد السيد علي الخامنئي دام ظله في آخر يوم جمعة من شهر رمضان، هو يوم للتذكير بأعظم قضية وأشرف قضية للأمة وهي قضية فلسطين والقدس، لتبقى القدس وفلسطين حاضرة في القلب والعقل والفكر والثقافة والوجدان والذاكرة والأولويات والعمل والميدان. وعندما أكد الإمام الخميني على آخر جمعة من شهر رمضان المبارك وما له من قداسة، ليؤكد قداسة هذه القضية وإلهية هذه القضية وإسلامية هذه القضية، وإنسانية هذه القضية، ويوماً بعد يوم تتبين أهمية هذا الإعلان والحاجة الماسة إلى إحياء هذا اليوم من قبل الأمة.
واليوم وأكثر من أي وقت مضى تبرز أهمية إحياء يوم القدس العالمي، نظرا لما تتعرض له القضية الفلسطينية والقدس من مخاطر واستهدافات ومؤامرات وصفقات ومحاولات لتصفيتها وحذفها بالكامل.
عندما نتطلع اليوم إلى ما يتم التحضير له على مستوى ما يسمى بصفقة القرن والى حالة الأمة، نشعر بأهمية هذا الإعلان وهذه المناسبة وحجم المسؤولية الملقاة على عاتق الأمة.
وصفقة القرن التي يتم التحضير للإعلان عنها ليست هي المحاولة الاولى لتصفية القضية الفلسطينية.
فبعد الاحتلال الصهيوني لفلسطين وسيطرته على كامل فلسطين المحتلة جرت محاولات عديدة لإنهاء القضية الفلسطينية وفشلت بمعظمها وبقيت القضية حية.
فقد كان همّ الصهاينة واسرائيل وأميركا وحلفاؤهم منذ بداية الاحتلال وهدفُهم الأساسي الذي عملوا له لسنوات طويلة وما زالوا يعملون بقوة عليه الى اليوم، هو تصفيةَ القضية الفلسطينية وإنهاءَ القضية الفلسطينية وشطبَها وإلغائَها واعتبار الشعب الفلسطيني غير موجود، وان أرض فلسطين لم تعد فلسطين بل أصبحت إسرائيل، وان القدس لم تعد تعني لا المسلمين ولا المسيحيين، وأصبحت عاصمة ابدية للدولة اليهودية ولاسرائيل.
لم يكن وارداً على الإطلاق في عقل الصهاينة وعقل أسيادهم أن يعيدوا شبراً واحداً من أرض فلسطين لأصحابه، ولم يكن وارداً أن يعيدوا لاجئاً فلسطينياً واحداً إلى داره، ولا ان يعيدوا القدس لاهلها، ولذلك نجد لدى الصهاينة إجماعا حاسما حول القدس وحول منع عودة اللاجئيين .
وهم كانوا يعلمون أن قضية بهذا الحجم لا يمكن شطبُها وإلغاؤها وحذفُها في سنة أو سنتين أو جيل أو جيلين، ولذلك وضعت خطة بعيدة المدى وطويلة الأمد لتحقيق هذا الهدف، وللوصول إليه.
ومن يحلل ويدقق في الاحداث التي جرت بعد 48 و 67 إلى اليوم يستطيع أن يكتشف معالم وخطوات هذا البرنامج الطويل الأمد لتصفية القضية الفلسطينية .
فعلى سبيل المثال:
اولا: عمل الصهاينة على توطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول التي لجأوا اليها، حيث كانوا يفترضون هم والامريكيون والغرب أن الارض العربية واسعة، وأن اربعة او خمسة ملايين لاجىء فلسطيني يمكن استيعابهم وتوطينهم وتجنيسهم وتذويبهم في المجتمعات العربية من لبنان إلى سوريا إلى الأردن إلى مصر إلى العراق إلى دول الخليج..
وهذا الخطر وان لم يوفق الصهاينة اليه حتى الآن إلا انه كان قائماً وعملوا عليه وما زال قائماً ويلاحق اللاجئين الفلسطينيين.
ثانيا: عملوا على اختراع قضايا مركزية لشعوبنا وبلادنا ودولنا غير قضية فلسطين، وفرضوا اهتمامات وأولويات وأزمات أخرى على كل دولة وعلى كل شعب، لتغيّب مركزية فلسطين ومركزية القدس، وهذا وفّق فيه الصهاينة إلى درجة كبيرة .
اليوم هناك بلدان عربية كثيرة منشغلة باوضاعها وازماتها ومشاكلها الداخلية وغائبةٌ عما يُحضر للقضية الفلسطينية، كما في الجزائر والسودان وتونس وغيرها، هناك دول وشعوب أولويتها الغذاء والدواء والوضع المعيشي والفقر والبطالة وتأمين الراتب وغير ذلك مما هو موجود في عالمنا العربي والاسلامي، وهناك مطالب مشروعة، ولكن الصهاينة والامريكيون أرادوا لمثل هذه المطالب أن تكون هي القضية المركزية، ان تكون هي الهم الأول للدول والشعوب وأن تُنسى فلسطين.
ثالثا: اخترعوا حروبا في المنطقة واستنزفوا الأمة بشرياً ومادياً ونفسياً في كل هذه الحروب كما في سوريا والعراق واليمن وليبيا وافغانستان وغيرها، واخترعوا ايضا أعداء منذ البدايات، لإشغال الأمة عن العدو الصهيوني الحقيقي، والقول لها بان العدو هو طرف آخر، فعندما كان الاتحاد السوفياتي قائما حاولوا اقناع دول وشعوب المنطقة ان الاتحاد السوفياتي هو العدو، في مرحلة اخرى قالوا ان العدو هي الشيوعية العالمية، في مرحلة ثانية قالوا الأولوية هي للقتال في أفغانستان ، بعد انتصار الثورة الاسلامية في إيران قالوا العدو هو ايران وان الأولوية هي للحرب على ايران.
وبكل اسف فقد نجحوا في إقناع بعض الانظمة الخليجية بان ايران هي العدو وفرضوا على هذه الانظمة التطبيع مع العدو الصهيوني والسير بصفقة القرن، والأسوأ أن هذه الدول الخليجية وفي مقدمها السعودية تحرض العالم ضد العدو الذي إخترعته وتقود المنطقة إلى حرب تريد أن تجر أميركا إليها مع إيران.
هؤلاء جاهزون اليوم ليدفعوا مئات مليارات الدولارات لأميركا، كي تأتي وتشن حرباُ على إيران.
رابعا: فرضوا وقائع سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية وحروب وحصارات ومجازرعلى الفلسطينيين، متنقلة داخل فلسطين وخارج فلسطين، لإيصال الشعب الفلسطيني إلى اليأس وانعدام الخيارات وبالتالي الاستسلام للامر الواقع والقبول بالفتات في نهاية المطاف.
خامسا: أعلنوا يهودية الدولة، وقاموا بتوسيع عمليات الاستيطان في الضفة وفي القدس وفي غيرهما، واعلن ترامب القدس الشريف عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الامريكية اليها واتخذفي فترة ما وجزة مجموعة قرارات ضد الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير والأنروا، واليوم يفرضون العقوبات والحصار على ايران ويهددونها بالحرب باعتبارها الداعم الاساسي لفلسطين ولحركات المقاومة، وكل ذلك وغيره يأتي في سياق المحاولات الجارية أيضا لتصفية القضية الفلسطينية والقضاء على وجود الشعب الفلسطيني على أرضه.
كل هذه المحاولات وغيرها جرت خلال العقود والسنوات الماضية وصولا الى اليوم، والهدف هو إسقاط مركزية القضية الفلسطينية، وإنهائها وإلغائها وشطبها وتشتيت الشعب الفلسطيني.. لكن أخطر هذه المحاولات على الإطلاق اليوم هو ما يسمى بصفقة القرن التي يتم التحضير للإعلان عنها بعد شهر رمضان، فصفقة القرن هي أكبر وأخطر مؤامرة تتعرض لها القضية الفلسطينية في تاريخها، لأنها مشروع أمريكي صهيوني رسمي وعلني كامل ليس لتصفية القضية الفلسطينية فقط، بل وللقضاء على كل حركات المقاومة في المنطقة وضرب من يدعم فلسطين والشعب الفلسطينياي محور المقاومة وايران، صفقة القرن مشروع أمريكي صهيوني كامل: تتواطؤ فيه بصورة علنية دول غربية وأنظمة عربية وخليجية وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية، وتشارك في بعض خطواته التنفيذية دول مثل البحرين التي تتحضر لاستضافة المؤتمر الاقتصادي في المنامة الذي يمثل الخطوة الاولى من خطوات هذه الصفقة المشؤومة .
اليوم وبالرغم من خطورة ما يحصل وسيحصل من مؤامرات وتحديات وخطوات على طريق صفقة القرن، يمكننا ان نُبقي القضية الفلسطينية حية قوية حاضرة تفرض نفسها كما كانت على الدوام وان نسقط صفقة القرن، عندما نحافظ الى جانب الشعب الفلسطيني على التمسك بالقضية ونواصل الكفاح والنضال والمقاومة، ونساند الشعب الفلسطيني وندعمه ونقف الى جانبه والى جانب من يلتزم القضية الفلسطينية ويدعمها من دول وشعوب عربية واسلامية كسوريا وايران والعراق واليمن والمقاومة في لبنان .
اليوم واكثر من أي وقت مضى من واجب كل العرب والمسلمين حكومات وشعوباً ان يعبروا وبكل الوسائل والاشكال عن تمسكهم بالقدس وفلسطين، وبقضية الشعب الفلسطيني، وأن يعلنوا رفضهم القاطع لهذه الصفقة ولهذا المشروع، وأن يضعوا الخطط العملية والإمكانات اللازمة لمواجهتها وإسقاطها، حتى الدول المتواطئة عليها ان تعيد حساباتها، عليها ان تعرف ان بتواطئها على فلسطين والشعب الفلسطيني ترتكب أعظم خيانة بحق الاسلام ومقدسات الاسلام وبحق الأمة، وبحق أقدس قضية لديها، وأن المشاركة في مؤتمر المنامة الاقتصادي خيانة موصوفة لفلسطين والقدس ولكل ما فيها من مقدسات.
وفي الوقت الذي يطلب من الجميع ان يتحملوا مسؤولياتهم لمنع تمرير صفقة القرن، يبقى الرهان الاساسي والأهم هو على الشعب الفلسطيني، وموقف الشعب الفلسطيني، ومقاومة هذا الشعب المناضل والعظيم، الذي لطالما كان عصياً -رغم كل الآلام والمعاناة والجراح والقتل والمجازر- عصيا على اليأس والإحباط وعلى المؤامرات والصفقات، وبقي في داخل فلسطين وفي الشتات وفي المخيمات وبالرغم من كل الظروف القاسية والصعبة، متمسكاً بأرضه، وبقضيته، وبمقدساته،وبحقه في العودة، ويرفض الاستسلام ويرفض الخضوع. الرهان الاكبر هو على وحدة موقف هذا الشعب ومقاومته ونضاله لمواجهة كل مخططات الاحتلال ومشاريعه ومشاريع حلفائه الامريكيين والغربيين والعرب.
نحن منذ البداية قلنا إن الرهان الأساسي في إسقاط صفقة القرن هو على موقف الشعب الفلسطيني ورفضه الحاسم لهذه الصفقة، وإصراره على مواصلة المقاومة, واليوم كل فلسطين بكل مكوناتها، سلطتها وشعبها وفصائلها وحركاتها ومنظماتها وقواها الحية على اختلافها، تُجمع بشكل حاسم وقاطع على رفض صفقة القرن، وعلى رفض المشاركة في المؤتمر الاقتصادي في البحرين وتعتبر المشاركة فيه خيانة، وتدعوا الجميع الى مقاطعته، وهذا هو الموقف الصحيح الذي يعبر عن قوة وعمق الموقف الفلسطيني.
ولذلك فإن سقوط هذه الصفقة المشؤومة حتمي.
طالما أن الفلسطينيين يجمعون على رفض هذه الصفقة، فان هذه الصفقة ستفشل وتسقط كما سقط غيرها من المؤامرات والصفقات، وستفشل معها كل أهداف وأحلام وأماني الصهاينة والامريكيين ومن معهم من العرب.
وحدة الشعب والسلطة والفصائل والقوى الفلسطينية، وحدتهم الداخلية ووحدتهم الوطنية، التي تجلت في الموقف من صفقة القرن وخطواتها المعلنة كفيلةٌ بتعطيل هذه الصفقة واسقاطها وتحطيمها، وكسر كل المؤامرات والأخطار التي تواجه القدس وفلسطين حتى لو اجمع العالم كله عليها .