كلمة في اسبوع الحاجة ام عماد مغنية 14-10-2018
وبات أكثر قوة وحصانة بعد كلام سماحة الأمين العام في اليوم العاشر من محرم، لأنه ثبّت معادلة الردع، وزاد من مخاوف العدو وقلقه على مستقبله، وأربك قادته السياسيين والعسكريين والأمنيين، وبات عليهم أن يفكروا طويلا في تداعيات ونتائج أية حرب مع المقاومة على كيانهم ومستقبلهم ووجودهم قبل أن يقدموا على أي عدوان جديد.
واعتبر الشيخ دعموش أن لبنان الذي تعزز المقاومة من قوته وحصانته ومنعته في مواجهة اسرائيل، بحاجة الى حكومة قوية ومؤسسات ووزارات فاعلة تقوم بدورها في معالجة الأزمات المتعددة التي يعاني منها المواطنون والمجتمع اللبناني.
وقال الشيخ دعموش هناك نقاش جدي أكثر من أي وقت مضى بين الأطراف الأساسية المعنية بتشكيل الحكومة ومساع حثيثة لإنجاز التشكيل، آملاً: أن تفضي الى نتيجة حاسمة وتشكيل حكومة وطنية جامعة يتمثل فيها الجميع ولا تهمش أحدا.
ورأى الشيخ دعموش: أن أي تأخير جديد في تأليف الحكومة لن يكون في مصلحة البلد، وسيفاقم المشكلات والأزمات القائمة، وستكون له سلبيات وتداعيات قد لا تقتصر أضرارها على الوضع الاجتماعي والاقتصادي والمعيشي، بل تتعداها لإلحاق الضرر بالاستقرار في البلد.
نص الكلمة
يقول الله تعالى في كتابه المجيد، بسم الله الرحمن الرحيم " كلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُون، وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ "
مع الوالدة الكبيرة الحاجة إم عماد،أم الشهداء يقف المرء امام نموذج ايماني ورسالي وجهادي رفيع امام نموذج مثل قمة الايمان والتدين والطهر والحنان والتواضع والاخلاق والعطاء والتضحية والثبات والصبر والاحتساب والتسليم والرضا بقضاء الله ومشيئته وارادته واختياره واصطفائه
الحاجة ام عماد هي نموذج واسوة وقدوة في كل هذه العناوين وعندما نريد ان نتحدث عن خصائصها وميزاتها ، عن صفاتها وسماتها سنجد:
أولا:ان الميّزة الرئيسية عند الحاجة أم عماد هي أنها قدمت كل أبنائها شهداء. هناك امهات شهداء كريمات وعزيزات قدمن اكثر من شهيد، شهيدين، ثلاثة شهداء، أربعة شهداء ، لكن بقي في البيت وفي العائلة شباب من الأبناء المباشرين، لكن الحاجة ام عماد وعائلة الحاج فايز مغنية قدمت كل أبناءها وشبابها ورجالها شهداء، فؤاد وجهاد والقائد الحاج عماد رضوان الله عليهم أجمعين.
هذه ميّزة مهمة واستثنائية تعبّر عن مستوى العطاء ومستوى الجود ومستوى الامتحان ومستوى الابتلاء وأيضاً عن مستوى الصبر والتسليم والرضا بمشيئة الله واختيار الله وباصطفاء الله الذي شاهدناه من الحاجة ام عماد والحاج أبو عماد وكل أفراد هذه العائلة الكريمة.
وثانياً:الحاجة ام عماد الأم العاملة المسؤولة المربية التي توجه وتعلم وتنصح وتتابع وتهتم بتربية ابنائها وبناتها، هي تنتمي الى ذلك الجيل من الآباء والأمهات الذي كان جيلاً مربياً، مربياً لأبنائه وبناته. الآباء والأمهات في ذاك الجيل كانوا يهتمون وينصحون أولادهم، ويعظون أولادهم يأمرونهم بالمعروف وينهونهم عن المنكر يتابعون خطواتهم وتصرفاتهم وأخلاقهم وطريقة تعاملهم مع الآخرين ومن يصادقون ومن يعاشرون ، الحاجة ام عماد كانت تنتمي الى هذا الجيل وكانت في مقدمة من يتحمل مسؤولية تربية اولادها والاجيال على الايمان والالتزام والقيم والاخلاق الجهاد .
اليوم اذا كان هناك من جيلنا والجيل الذي سبقنا من لا يزال متمسكا بهويته وقيمه وبأخلاقه وبدينه وإسلامه وبالتقاليد والعادات الجميلة والطيبة الموجودة في مجتمعنا فهو من بركات تربية هذا الجيل من الآباء والأمهات، والفضل يعود اليهم بعد الله سبحانه.
اليوم الأجيال الحاضرة من الآباء والأمهات والاجيال الآتية يجب أن يعرفوا أن عليهم مسؤوليات كبيرة جداً. فالله تعالى يقول (يا ايها الذين آمنوا قوا انفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة).
مسؤولية هداية الابناء الى الله والى الاستقامة والالتزام باحكام الله.
وهذه المسؤولية تكبر اليوم لان هناك مخططاممنهجا لافساد شبابنا وشاباتنا والاجيال الناشئة اخلاقيا وتشويه صورة مجتمعنا وتدميره اخلاقيا واجتماعيا بعدما عجزوا عن تدميره عسكرياوامنيا.
للأسف في الواقع المعاصر هذه المسؤوليات يتم التخلف عنها الآباء والامهات لا يقومون بواجباتهم في ملاحقة اولادهم بالتربية الصحيحة كما هو المطلوب، حتى عندما يجتمعون ويجلسون لا أحد يتحدث مع أحد ولا أحد ينصح أحداً، ولاحقاً سيصبح الناس غرباء عن بعضهم حتى داخل البيت، خصوصا في زمن انتشار الواتس أب والانترنات ووسائل التواصل المختلفة، في زمن ثورة الاتصالات يكاد لا توجد عائلات، علاقات عائلية، وعلاقات اجتماعية ومجالس اسرية للتربية والنصح والوعظ والتوجيه والامر بالمعروف والنهي عن المنكر..
الأبناء يعيشون في عالم آخر، الله أعلم من يربيهم، الله أعلم من يتحدث معهم، الله أعلم من يكوّن لهم قناعاتهم وثقافاتهم وقيمهم وعاداتهم وتقاليدهم، ربما هذا الجيل والجيلان القادمان يصمدون، لكن في المستقبل سوف نشهد أجيالاً مقطوعة الصلة بكل هذا الماضي وبكل هذا التاريخ وبكل هذه القيم إن لم يبادر الآباء والأمهات في كل جيل إلى تحمل مسؤولياتهم.
الحاجة ام عماد هي قدوة على هذا الصعيد ليس على صعيد التربية الايمانية والروحية والاخلاقية لاولادها فقط ، بل على صعيد التربية الجهادية ايضا، التربية على الجهاد والعطاء والتضحية.
ثالثا:من العناوين المهمة التي التي عملت الحاجة ام عماد بجد عليهاهو مواكبة هذه المقاومة وفتح الأبواب امام هذه المقاومة وتشجيع اولادها على سلوك هذا الطريق فهي لم تبخل بأبنائها وبشبابها على لبنان وعلى الأرض وعلى العرض وعلى الكرامة وعلى السيادة وعلى العزة
والحمد لله هذه الميزة ما زالت في جيلنا وفي جيل أبنائنا وهذا نراه بشكل واضح اليوم في مجتمعنا لكن هذا يحتاج دائماً إلى تثبيت وإلى تأكيد.
الحاجة ام عماد اكدت بالفعل والمارسة هذا النهج وهذا المسار وكانت تعمل على تثبيت وتأكيد هذا النهج وهذا المسار في مجتمعنا.
لقد صرفت بقية حياتها في السنوات الأخيرة على دعم هذه المسيرة ومساندتها والحضور في كل المناسبات التي تحتاج إلى تثبيت للقلوب والأقدام والحضور بين عوائل الشهداء لمواساتهم وتثبيتهم.
وايضا كان بإمكان الحاجة ام عماد عندما قدمت شهيدها الاول ان تكتفي بذلك ولكنها لم تحتفظ ببقية ابنائها فقدمت الشهيد الثاني وصولاً إلى الشهيد القائد الحاج عماد الذي كان بحق قائدا كبيرا وفذا في هذه المسيرة، ثم لا تكتفى بالأولاد فيكون أحد الأحفاد شهيداً ايضا.
كان بإمكانها بعد ان قدمت كل ما عندها من ابناء شهداء ان تنكفأ وتستريح وتجلس في بيتها ولكنها لم تفعل ذلك كانت تتنقل بين عوائل الشهداء وتنتقل من بيت شهيد الى بيت شهيد لتواسي عوائل الشهداء وتصبرهم .
وكنت تستقبل الوفودوتترك في نفوسهمتاثيرا بالغا من خلال كلماتها العفوية بل ان الحاجة ام عماد على حد تعبير سماحة الامين العام حفظه الله في حفل التابين اول امس: كانت تخوضمع المقاومة الحرب المعنوية والحرب النفسية والحرب الاعلاميةومعركة التثبيت في مقابل معركة التثبيط وشل الارادات والعزائم.
هذه المرأة بحق هي امراة استثنائية وهذه العائلة هي بحق عائلة استثنائية ومن بركات هذه العائلة الاستثنائية أن تقدم للبنان وللمقاومة ولفلسطين ولحركة المقاومة في المنطقة رجلاً وقائدا وشخصية استثنائية كالحاج عماد مغنية.
أيها الإخوة والأخوات، يجب أن نعترف في هذا الحفل الذي نكرم فيه أم الشهداء وصانعة الانسان الشهيد ومواسية عوائل الشهداء، يجب أن نعترف لها وللشهداء ولكل عوائل الشهداء بفضلهم العظيم على بلدنا وعلى شعبنا وعلى منطقتنا وعلى أمتنا.
اليوم عندما نتحدث في لبنان عن الأمن اوعن الاستقرار اوعن الهدوؤ والطمأنينة يجب أن يحضر عند الجميع أن كل هذا ما كان ليتحقق لولا تضحيات هؤلاء الشهداء وعوائل الشهداء.
عندما نتحدث في المنطقة عن هزيمة كبرى للمشروع الأمريكي الصهيوني السعودي في أكثر من بلد وفي أكثر من ساحة، وعن انتصارات لحكومات وشعوب هذه المنطقة في مواجهة التحديات، فإن الفضل في ذلك بعد الله سبحانه وتعالى هو للشهداء الذين قدّموا دماءهم ولعوائل الشهداء الذين صبروا وتحملوا، وللجرحى، خصوصاً أولئك الذين ما زالوا يعانون من آثار الجراح وتبعات الجراح، وللمجاهدين والمقاومين الذين ما زالوا يملأون الساحات والميادين.
ونحن نراهن على هذه الشريحة العظيمة العزيزة من شعبنا في لبنان ونراهن على المجاهدين والمقاومين المخلصين لبلدهم ولاهلهم في اي مواجهة وفي اي معركة وفي اي استحقاق يمكن ان يفرضه علينا العدو في يوم من الايام.
لبنان اليوم بفعل جهوزية المقاومين وتعاظم قدرات المقاومة ومعادلة الردع مع العدو والمعادلة الثلاثية، محصن الى حد كبير، وبات اكثر حصانة بعد كلام سماحة الامين العام في اليوم العاشر من محرم لأنه ثبت معادلة الردع وزاد من مخاوف العدو وقلقه على مستقبله، وأربك قادته الساسيين والعسكريين والامنيين وبات عليهم بعد هذا الكلام القاطع أن يفكروا طويلا في تداعيات ونتائج أية حرب مع المقاومة على كيانهم ومستقبلهم ووجودهم قبل ان يقدموا عليها .
لبنان الذي تعزز المقاومة من قوته وحصانته ومنعته في مواجهة اسرائيل، بحاجة الى حكومة قوية ومؤسسات ووزارات فاعلة تقوم بدورها في معالجة الأزمات المتعددة التي يعاني منها المواطنون والمجتمع اللبناني.
اليوم هناك نقاش جدي أكثر من أي وقت مضى بين الأطراف الأساسية المعنية بتشكيل الحكومة ومساع حثيثة لإنجاز التشكيل، نأمل أن تفضي الى نتيجة حاسمة وتشكيل حكومة وطنية جامعة يتمثل فيها الجميع ولا تهمش أحدا.
وأي تأخير جديد في تأليف الحكومة لن يكون في مصلحة البلد، وسيفاقم المشكلات والأزمات القائمة، وستكون له سلبيات وتداعيات قد لا تقتصر أضرارها على الوضع الاجتماعي والاقتصادي والمعيشي، بل تتعداها لإلحاق الضرر بالاستقرار في البلد.