الشيخ دعموش خلال احتفال أقامته جمعية القرآن الكريم 29-8-2017
وهو استكمال للتحرير الذي جرى في أيار في العام الفين، وهو جزء من سلسلة انجازات تشهدها المنطقة في مواجهة المشروع الأمريكي الاسرائيلي التكفيري.
واعتبر: أن الإنجازات والإنتصارات التي حققتها المقاومة الى جانب الجيش اللبناني في لبنان والإنجازات التي تتحقق في المنطقة من تلعفر الى الحدود السورية العراقية والحدود السورية الأردنية الى بادية الشام وصولا الى القلمون الغربي وجرود القاع ورأس بعلبك تضع المشروع الأمريكي الصهيوني التكفيري على مسار الفشل والسقوط وتقرب هذا المشروع من الهزيمة الكاملة والمدوية .
وقال: عندما نلحق الهزيمة بداعش أو بالنصرة أو بأي فصيل ارهابي تكفيري في سوريا أو لبنان أو العراق او في اي بلد محيط بالكيان الصهيوني نحن في الحقيقة نلحق الهزيمة بالإسرائيليين، ولذلك هم يصرخون ويتألمون ويبكون على ما لحق بداعش في لبنان والمنطقة، وأصبح لديهم مشكلة مع حكومة ترامب التي ألزمت نفسها بأولوية محاربة داعش.
ولفت الشيخ دعموش: الى أن البعض ممن لا يريد أن يكون لبنان قويا في مواجهة الأخطار والتهديدات والإرهاب التكفيري إنزعج أيضاً وهو يصرخ مما حصل،معتبراً: أن البعض في لبنان وظيفته ودوره الأساسي التشكيك بالانجازات الوطنية للمقاومة، وتوجيه الاتهامات لها ومحاولة تشويه انتصارها.. وهذا الدور ناشئ من ارتهان البعض للخارج، حيث إن المطلوب منه القيام بهذا الدور، وربما يكون ناشئاً أيضاً من شعور بعض القوى في لبنان بفشلها وعجزها عن مجاراة المقاومة في انجازاتها وفي الدور الوطني الكبير الذي تقوم به في لبنان لتحرير الأرض واستعادة الأسرى وجثامين الشهداء.
وتساءل: أين كان هؤلاء الذين يتبجحون اليوم ويحاولون تشويه النصر خلال الأربع سنوات الماضية التي كنت تسيطر فيها الجماعات الارهابية على أجزاء من أرضنا على الحدود الشرقية، ولماذا لم يسمحوا للجيش اللبناني بمهاجمة هذه العصابات في جرود عرسال والقاع وراس بعلبك لطردهم واستعادة الأسرى العسكريين؟.
وشدد: على أن كل هذه الجوقة ومحاولات التشويه والتشكيك والتشويش التي نسمعها لن تستطيع ان تحجب الشمس، ولا الإنجازات العظيمة والكبيرة التي حققتها المقاومة للبنان، ولن تؤثر على التكامل القائم بين الجيش والمقاومة، ولا على المعادلة التي صنعت الإنتصار، وهي معادلة الجيش والشعب والمقاومة، بل ستبقى هذه المعادلة حاضرة بقوة في وجدان اللبنانيين، لأنها أثبتت من جديد أنها قادرة على تحرير الأرض واستعادة السيادة ومواجهة كل التحديات التي يمكن أن تواجه لبنان .
نص الكلمة
أولا نتوجه بالشكر لجمعية القرآن الكريم والقيمين عليها والعاملين فيها لا سيما لمنطقة بيروت والأخ العزيز الحاج أحمد محمدي لما يقدمونه من جهد لنشر القرآن وقيمه وتعاليمه ومفاهيمه.
كما نتقدم بالشكر الى بلدية حارة حريك على دعمها ومساندتها لأنشطة الجمعية ومساهمتها في نشر تعاليم القران وخدمة هذا الكتاب العزيز وهذا جزء من المسؤولية الملقاة على عاتق البلديات.
ثانيا: نتوجه بالتبريك لكل الأخوة والأخوات الذين شاركوا في هذه الدورات وفي هذه الأنشطة ومشاركتهمهي موضع تقدير وتبجيل ومدعاة للإفتخار والإعتزاز لهم ولعائلاتهم وأهلهم خصوصا في هذا البلد الذي فيه كل ما يصرف الشباب والشابات عن القرآن وويوجههم نحو أمور اخرى.
القرآن قبل أن يكون كتاباً يشكل معجزة نبينا(ص)، وقبل أن يكون كتاباً للقانون والتشريع الالهي، وقبل أن يكون معجزة في الفصاحة والبلاغة، هو كتاب للهداية وللتهذيب وللتزكية وللتربية، ولصنع الانسان، لبناء الانسان، لبناء المجتمع والأمة.
محور القرآن وجوهر القرآن وهدفه الأعلى والأسمى هو صنع الانسان وبناء شخصية الانسان، وصياغة أفكاره ومعتقداته وتكوين مبادئه ومواقفه وعلاقاته، وترسيخ القيم والأخلاق والسلوك الحسن في حياته.
لذلك أول شيء يجب أن يتوجه إليه المتعلم للقرآن والدارس للقرآن والمتدبر والقارئ هو كيف يصوغ شخصيته لتكون شخصية قرآنية منسجمة في أفكارها وأخلاقها وسلوكها ومواقفها وعلاقاتها مع القرآن وقيمه ومفاهيمه وتعاليمه وأحكامه وتشريعاته.
ولذلك أول وظيفة للمتعلم أن يستفيد من علمه ويطبق ما تعلمه.
قبل أن يتعلم وقبل أن يعرف ويطلع قد تكون مسؤولية محدودة أما بعد أن يشارك في الدورات ويتعلم ويفهم ويعي حقائق القرآن تصبح المسؤولية أعظم وأكبر.
لذلك مسؤولية المتعلم الأولى هو اتبيق والإلتزام بما تعلمه.
القراءة والتجويد والترتيل والحفظ وصولاً إلى التفسير والتدبر والتفهم لمعاني القرآن كلها مقدمة للعمل ومقدمة للسلوك وللالتزام، مقدمة لكي يصوغ الانسان نفسه وعقله وروحه وقلبه صياغة قرآنية، مقدمة لتتجسد فيه آيات وكلمات وتعاليم القرآن.
لذلك كما نهتم بالمقدمة وهي الحفظ والتجويد والتفسير والتعرف على المعاني والمضامين والعلوم والمعارف القرآنية، يجب أن نهتم بذي المقدمة، بالغاية الأساسية وهي بناء شخصيتنا على أساس القرآن، وأن نتبع القرآن ونمشي خلف القرآن لأنّه دليل الهدى ودليل الحق وطريق الفلاح والفوز والسعادة في الدنيا والآخرة.
يقول تعالى: "الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون".
فما هو حق التلاوة؟
سئل رسول الله عن معنى حق التلاوة؟ فقال: يتبعونه حقّ اتباعه.
حق الاتباع: الاتباع الحقيقي بأعلى درجاته ومراتبه؛ هذه النقطة الأولى.
المسؤولية الثانية: ان العلم والمعرفة بحقائق القرآن كما هما مقدمة للعمل، هما مقدمة للنشر والترويج والتبليغ والتعليم والدعوة وإثارة الوعي.
وظيفة النتعلمين أن يعلموا القران للناس وينشروا مفاهيمه ابتداءا من دائرة الأسرة أي الزوج والزوجة والأولاد الى الدوائر الأخرى التي يؤثر فيها الانسان سواء كانوا أصدقاء أو جيران وابناء الحي والمنطقة أو الجتمع والأمة.
مسؤلية هداية الناس وتعليم قيم القران ليست مهمة العلماء والنخب فقط بل مسؤولية كل متعلم ولو كان ما يملكه من العلم محدودا ونسبته نسبة قليلة 10% أو 20% هذه وظيفة الجميع يقول تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ).
الانسان المتعلم الذي يكتسب شيئا من حقائق القرآن وعلومه ومعارفه عليه أن يبلغها للآخرين وهذه مسؤوليته.
يقول تعالى:( فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ).
هذا القرآن الذي نحن في حفل من محافله هو صاحب الفضل في صنع هذا الجيل من الشباب المجاهد المؤمن الشجاع المضحي، وفي صنع المقاومة.
صاحب الفضل الاول في النصر الأخير على الارهاب التكفيري في لبنان.
الإنجاز الذي تحقق في دحر الإرهاب التكفيري من أرضنا على طول الحدود الشرقية هو ليس انجازا عاديا بل هو انجاز كبير بكل المقاييس يوازي في أهميته الإنجاز الذي حققته المقاومة في الخامس والعشرين من أيار من العام ألفين عندما استطاعت ان تدحر الاحتلال الاسرائيلي عن جزء عزيز وكبير من أرضنا اللبنانية.
اليوم تحرير منطقة جرود عرسال وجرود القاع ورأس بعلبك وعلى طول الحدود الشرقية هي استكمال للتحرير الذي جرى في أيار في العام الفين.
وهذا الإنجاز هو جزء من سلسلة انجازات تشهدها المنطقة في مواجهة المشروع الأمريكي الاسرائيلي التكفيري.
هذا المشروع الذي صنع هذه الجماعات التكفيرية التي يقع في جملة أهدافها المرسومة: تشويه صورة الإسلام والدين واسقاط الصورة الناصعة للدين من عقول السباب ليتجهوا نحو الفساد والإنحلال، وتدمير جيوش ودول المنطقةوالاستيلاء على ثرواتها وخيراتها وتحويل المعات الإرهابية التكفيرية الى حزام امني لاسرائيل على شاكلة العملاء اللحديين على الشريط الحدودي سابقا.
الإنجازات والإنتصارات التي حققتها المقاومة الى جانب الجيش اللبناني في لبنان والإنجازات التي تتحقق في المنطقة من تلعفر الى الحدود السورية العراقية والحدود السورية الأردنية الى بادية الشام وصولا الى القلمون الغربي وجرود القاع ورأس بعلبك تضع المشروع الأمريكي الصهيوني التكفيري على مسار الفشل والسقوط وتقرب هذا المشروع من الهزيمة الكاملة والمدوية .
ما حصل ويحصل هو كبير جدا بكل المقاييس
وعندما نلحق الهزيمة بداعش أو بالنصرة أو بأي فصيل ارهابي تكفيري في سوريا أو لبنان أو العراق او في اي بلد محيط بالكيان الصهيوني نحن في الحقيقة نلحق الهزيمة بالإسرائيليين .
والانتصار على داعش وارهابيي النصرة هو انتصار على اسرائيل ولذلك هم يصرخون ويتألمون، ويبكون على داعش وأصبح لديهم مشكلة مع حكومة ترامب التي ألزمت نفسها بأولوية محاربة داعش.
البعض ممن لا يريد أن يكون لبنان قويا في مواجهة الأخطار والتهديدات وفي مواجهة الإرهاب التكفيري ينزعجون ويصرخون اليوم مما حصل .
البعض في لبنان وظيفته ودوره الأساسي التشكيك بالانجازات الوطنية للمقاومة، وتوجيه الاتهامات للمقاومة ومحاولة تشويه انتصارها.. وهذا الدور ناشئ من ارتهان البعض للخارج حيث المطلوب منه أن يقوم بهذا الدور، وربما أيضاً من شعور بعض القوى في لبنان بفشلها وعجزها عن مجاراة المقاومة في انجازاتها وفي الدور الوطني الكبير الذي تقوم به في لبنان لتحرير الأرض واستعادة الأسرى وجثامين الشهداء.
والبعض فشل في حماية حتى العسكريين عندما اختطفوا من قبل النصرة وداعش، ومنعوا الجيش اللبناني من مواجهة الارهابيين واستعادة العسكريين بالقوة.
هؤلاء الذين يتبجحون اليوم ويحاولون تشويه النصر وانجاز التحرير، أي كانوا خلال الأربع سنوات الماضية التي بقيت فيها الجماعات الارهابية تسيطر على أجزاء من أرضنا ولماذا لم يسمحوا للجيش اللبناني بمهاجمة هذه العصابات في جرود عرسال والقاع وراس بعلبك لطردهم من أرضنا.
في كل الأحوال كل هذه الجوقة لن تستطيع ان تحجب الشمس وكل محاولات التشويه والتشكيك والتشويش لن تحجب الإنجازات العظيمة والكبيرة التي حققتها المقاومة للبنان ولن تستطيع ان تؤثر على التكامل القائم بين الجيش والمقاومة ولا على المعادلة التي صنعت الإنتصار وهي معادلة الجيش والشعب والمقاومة.
ستبقى هذه المعادلة حاضرة بقوة في وجدان اللبنانيين لأنها أثبتت من جديد أنها قادرة على تحرير الأرض واستعادة الأسرى ومواجهة كل التحديات التي يمكن ان تواجه لبنان.
والحمد لله رب العالمين