أكمل الإيمان
خلاصة الخطبة
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-5-2017: خيار المقاومة وحده القادر على تحرير الأسرى واستعادة الأرض والمقدسات . أشار نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: الى أن المطلوب اليوم من بعض الأنظمة العربية الورع عن القتل الحرام والفتنة والتحريض وبث الكراهية والبغضاء والعداوة بين الناس والورع عن تأليب المسلمين ضد بعضهم البعض والورع عن التآمر على المسلمين واختلاق أعداء وهميين وتحوير الصراع من صراع مع الصهاينة أعداء الأمة الحقيقين الذين يحتلون فلسطين والقدس الى صراع مع إيران المسلمة التي وقفت الى جانب القضية الفلسطينية منذ البداية ولا تزال ودفعت أثماناً كبيرة ولا تزال نتيجة هذا الموقف المبدئي الراسخ الذي أملاه الواجب الإسلامي والشرعي والأخلاقي وليس المصالح السياسية .
وقال: المصلحة السياسية لإيران بمعناها الضيق قد تكون في أن تتخلى ايران عن فلسطين وعن حركات المقاومة في لبنان وفلسطين كما تخلى الكثير من العرب والمسلمين عن مسؤولياتهم تجاه فلسطين والقدس ولكنها لم تفعل ذلك ولن تفعل ذلك لأن الواجب الإسلامي يفرض عليها مساندة الشعب الفلسطيني لإستعادة أرضه وحقوقه ومساندة حركات المقاومة في المنطقة وحق الشعوب في مقاومة الصهاينة ومقاومة الإرهاب التكفيري.
واعتبر: أن السعودية تفتري على إيران المسلمة عندما تقول على لسان ولي ولي العهد ان ايران تستهدف السيطرة على قبلة المسلمين، مشدداً: على أن الهدف من هذه الأكاذيب التحريض وبث الكراهية وتأليب الشارع الإسلامي ضد إيران لافتاً: الى أن هذا المسؤول وفي الوقت الذي يعلن العداء لإيران لا يأتي في كل حديثه على ذكر الصهاينة وما يرتكبونه بحق الشعب الفلسطيني، ولا على ذكر التكفيريين الإرهابيين الذين يدمرون المنطقة ويقتلون المسلمين وغير المسلمين في كل مكان.
ورأى: أن الموقف العدائي ضد ايران لا يخدم سوى سياسات الادارة الامريكية واسرائيل الهادفة الى اضعاف دول المنطقة وتفتيتها وتفكيك قدراتها تمهيداً لاخضاعها والسيطرة عليها وعلى مواردها وخيراتها، مؤكداً: أن سياسة العداء لإيران هي من أجل إرضاء واستعطاف الأمريكي والإسرائيلي لحماية عروشهم وأنظمتهم ومواقعهم في السلطة. معتبراً: أنه بسبب هذه السياسات أصبحت فلسطين قضية منسية وبات التطبيع مع العدو امراً عادياً وطبيعياً.
وأشار: الى أن معركة "الامعاء الخاوية" التي يخوضها أكثر من 1500 أسير فلسطيني تجري في ظل صمت عربي وصمت دولي واقليمي مريب، داعياً: كل شعوب المنطقة الى وقفةَ دعمٍ جدي وموقف تنديد وادانة للعدو الصهيوني وسياساته الخارجة على كل القوانين.. ورفض خيار التسوية والتطبيع مع العدو الاسرائيلي لا سيما وأن هذا الخيار لم يُخرج أسيراً واحداً ولم يستعد أرضاً محتلة أو حقاً مهدوراً، داعياً: الجميع العودة الى خيار المقاومة وثقافة المقاومة ومنطق المقاومة لأنه وحده القادر على تحرير الأسرى واستعادة الأرض والمقدسات .
نص الخطبة
في الخامس من شهر شعبان مرت علينا ذكرى ولادة الإمام علي بن الحسين زين العابدين وسيد الساجدين الذي جسد بأخلاقه النموذج الأرقى للأخلاق الإسلامية وقدم بسلوكه النموذج الأرقى للسلوك الاسلامي وعلم بتوجيهاته وأدعيته كيف يكون الإنسان مستقيما وصاحب اخلاق رفيعة, وكيف ينبغي أن تكون علاقته بربه وبنفسه وبالإنسان الآخر، كيف يتعامل مع الآخرين.
كان (ع) يعلم الناس بأدعيتهالإيمان واليقين والعمل الصالح والقيم والأخلاق .
عندما نقرأ في دعاء مكارم الأخلاق للإمام زين العابدين(ع) نجده يركز في المقطع الأول من هذا الدعاء على أن يكون إيمان الانسان إيمانا كاملا تاماً يصل فيه الإنسان الى أعلى المراتب، وان يكون يقينه أفضل اليقين ونيته أحسن النيات وعمله أحسن الأعمال يقول: "اللهم وبلّغ بإيماني أكمل الإيمان، واجعل يقيني أفضل اليقين، وانتهِ بنيّتي إلى أحسن النيّات، وبعملي إلى أحسن الأعمال".
يعلّمنا الإمام عليه السلام في هذا الدعاء أن نطلب من الله تعالى أن يساعدنا لكي نصل بإيماننا الى أكمل الإيمان، فما هو أكمل الإيمان؟.
الإيمان هو الإقرار باصول الإسلام وأركانه والتصديق بها، والعمل و الإلتزام بما تفرضه مبادئه وأحكامه وتشريعاته،بما في ذلك الإيمان بولاية الأئمة الأطهار (ع) وما تقتضيه هذه الولاية على مستوى العمل والسلوك والإقتداء.
سُئِلَ أمير المؤمنين عليه السلام عَنِ الإيمان فَقَالَ: "الإيمان مَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ، وإِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ، وعَمَلٌ بِالأَرْكَانِ".
والإيمان له مراتب وليس على مرتبةٍ واحدة، فقد يكون الإنسان مؤمناً ولكنه قد يكون في أدنى مراتب الإيمان، فليس كلُّ من اتصف بالإيمان كان واجداً لكلِّ مراتب الإيمان. لذلك يبقى الإنسان المؤمن في سعيٍ دائم؛ من أجل أن يرقى مرتبةً بعد مرتبة ودرجة بعد درجة.
لذا، ورد في الأحاديث أن الإيمان درجات، فعن الإمام الصادق (ع)، والإيمان عشر درجات بمنزلة السلم يصعد منه مرقاة بعد مرقاة” .
أدنى مراتب الإيمان هو الإقرار والتصديق والإذعان بأصول العقيدة، واليقين بصوابية وحقانية هذه الأصول والتي هي التوحيد لله والإيمان بالنبوة والمعاد والولاية لعلي وأئمة أهل البيت(ع).
فلا يصحُّ وصف أحدٍ بالإيمان إلَّا أن يكون مُقراًّ بالله ووحدانيته, ومُقراًّ بمحمد ورسالته, ومقراً بالمعاد ومُقراًّ بعليٍّ وولايته, ومُقراًّ بأهل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام. هذا هو أدنى مراتب الإيمان.
وهناك أمر آخرٌ إذا تمثَّله الإنسان كان في أدنى مراتب الإيمان، وهو الإلتزام بالطاعات: بالواجبات, بالصلاة والصيام, والزكاة والحج, وسائر الفرائض الإلهية. فإذا كان الإنسان مقراً بأصول العقيدة ومؤدياً للفرائض والواجبات الإلهية فهو مؤمن.
إذن: أدنى مراتب الإيمان الإقرار بأصول العقيدة والإلتزام بالواجبات والفرائض.
أما أعلى مراتب الإيمان أو الإيمان الكامل، فهو الإيمان التام الذي يستجمع كل مفردات الإيمان والإلتزام، الإلتزام بأصوله ومبادئه ومفاهيمه وقيمه وأحكامه وتشريعاته وأخلاقه ومسؤولياته في كل مجالات الحياة وفي مختلف الظروف، الإيمان الثابت الراسخ الذي لا يتزلزل، لا الإيمان المستودع والمستعار الذي يسقط أمام المصالح والمنافع والشهوات والأهواء والأطماع والضغوط.
عندما نعود الى الأحاديث الواردة عن النبي(ص) وأئمة أهل البيت(ع) نجدهم يحددون كمال الإيمان بالإلتزام بكل مفردات الإيمان ومسؤولياته.
فعن علي(ع): ثلاث من كن فيه فقد أكمل الايمان: العدل في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى، واعتدال الخوف والرجاء.
وعن الإمام الصادق (ع)، قال: قال رسول الله (ص): "من أسبغ وضوءه، وأحسن صلاته، وأدى زكاة ماله، وكفَّ غضبه، وسجن لسانه، واستغفر لذنبه، وأدى النصيحة لأهل بيت نبيه فقد استكمل حقائق الإيمان، وأبواب الجنة مفتحة له.
وعن علي(ع) ، عن رسول الله (ص)"عِشْرُونَ خَصْلَةً فِي الْمُؤْمِنِ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ فِيه لَمْ يَكْمُلْ إِيمانُه، إِنَّ مِنْ أَخْلَاقِ الْمُؤْمِنِينَ يَا عَلِيُّ: الْحَاضِرُونَ الصَّلَاةَ، (أي في أتم الاستعداد لأدائها,) والْمُسَارِعُونَ إِلَى الزَّكَاةِ، (كل مؤمن فهو يؤدي الزكاة، أما الذي بلغ أكمل الإيمان فليست صفته دفع الزكاة, وإنما هي المسارعة إلى دفع الزكاة).. والْمُطْعِمُونَ الْمِسْكِينَ، الْمَاسِحُونَ رَأْسَ الْيَتِيمِ، الْمُطَهِّرُونَ أَطْمَارَهُمْ، (أي ثيابهم) الْمُتَّزِرُونَ عَلَى أَوْسَاطِهِمُ، (هذه كناية عن أنَّ المؤمن ستورعفيف, يلبس الثياب التي تستر جسد).الَّذِينَ إِنْ حَدَّثُوا لَمْ يَكْذِبُوا، وإِذَا وَعَدُوا لَمْ يُخْلِفُوا، وإِذَا ائْتُمِنُوا لَمْ يَخُونُوا، وإِذَا تَكَلَّمُوا صَدَقُوا،(هذه كلها صفات تعبِّر عن حالة الاستمرار والمداومة) رُهْبَانٌ بِاللَّيْلِ أُسُدٌ بِالنَّهَارِ، صَائِمُونَ النَّهَارَ قَائِمُونَ اللَّيْلَ، لَا يُؤْذُونَ جَاراً ولَا يَتَأَذَّى بِهِمْ جَارٌ،الَّذِينَ مَشْيُهُمْ عَلَى الأَرْضِ هَوْنٌ، وخُطَاهُمْ إِلَى بُيُوتِ الأَرَامِلِ وعَلَى أَثَرِ الْجَنَائِزِ، جَعَلَنَا الله وإِيَّاكُمْ مِنَ الْمُتَّقِينَ".
وعن النبي(ص): أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقاً.
واجعل يقيني أفضل اليقين، اليقين: هو البصيرة التامة، والرؤية الواضحة الكاملة للشيء التي تورث الإطمئنان بوجود الشي،فصاحب اليقين هو صاحب البصيرة، والرؤية الثاقبة، والمُصدِّق والمذعن بالشيء. فأنْ أكون متيقنا بوجود النار -مثلا- فهذا معناه أنه لدي قطع واطمئنان بأن النار موجودة، فلا ينتابني في ذلك ريب أو شك، كما لو أنني أرى النار رأي عين.
أما أفضل اليقين فهو اليقين الثابت الراسخ الذي يستمر ويبقى ولا يزول، ولذلك عبَّرت الروايات عند تفسير اليقين بأنه المعاينة، أو ما ينتج عن المعاينة.. فقد لا يكون المتيقَّن به معايناً ومشاهَداً، ولكن اطمئنانه بوجود المتيقَّن كاطمئنان المعايِن والمشاهِد. لذلك لما سُئل أمير المؤمنين (ع): هل رأيت ربَّك؟، قال له: ويحك، وهل أعبد رباًّ لم أره؟! إنه لم تره العيون، ولكن رأته القلوب. فالقلب مطمئن، راسخ ثابت، ويقطع قطعا تاماًّ بوجود معبوده، ولا ينتابه شك أو ريب.. لذلك كان (ع) يقول: "لو كُشف لي الغطاء ما ازددت يقينا، فسواءٌ عند علي بن أبي طالب أن يُعاين الجنة، أو لا يعاينها؛ فهو على يقين منها.. وسواء عاين النار، أم لم يعاينها؛ فهو على يقين بها. هذا هو معنى اليقين، فهو بصيرة بمستوى المعاينة ينتح عنه اطمئنان مستحكم في القلب, بلا ريبة، ولا شكٍ، ولا شبهة ولا تردد.
وانتهِ بنيّتي إلى أحسن النيّات، النية: هي القصد إلى الفعل، وأحسن النيّات أن نقصد الخير، فقصد الخير نيَّةٌ حسنة، ولكن ثمَّة نيَّةٌ أحسن منها.. فما هي النيَّة الأحسن؟!
إن أحسن النيَّات هي الإخلاص لله يقول تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾
قد يقصد الإنسان عمل الخير، ولكنه لا يقصد التقرُّب به إلى الله، أو يغفل عن قصد القربة لله.. فهذه النية ليست من أحسن النيَّات، وقد يقصد الخير تحبُّباً إلى الله وتقرباً الى الله، لأن الله يُحبُّ هذا العمل، ولأن الله أمر بهذا العمل ،فهو يقوم بالعمل من هذا المنطلق وبهذه النية.. هذه هي أحسن النيَّات.
وبعملي إلى أحسن الأعمال، لو راجعنا الأحاديث المروية عن النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) و الأئمة المعصومين ( عليهم السَّلام ) لوجدنا أن مقياس الأفضلية بين الأعمال يختلف باختلاف الموارد و الأفراد و الأزمان و الأماكن وغيرها ، فربما يكون العمل الأفضل بالنسبة لشخص ما، هو طلب العلم في زمان او مكان خاص ، و لشخص آخر الجهاد في سبيل الله ، ولثالث العبادة ، و لرابع صلة الرحم و هكذا ، و قد يتغيَّر تكليف هؤلاء حسب تغيير ظروفهم و احتياجاتهم ، و لذلك نجد اختلاف الروايات التي تُشير إلى أفضلية بعض الأعمال و التي قد يتصور البعض أن فيها شيئاً من التناقض ، و الواقع أنه لا تناقض بين هذه الروايات و الأحاديث، و سبب اختلاف هذه الروايات في بيان الأفضل انما يعود لظروف السائل و حاجته ، أو لأولويات أخرى شخَّصها الإمام المعصوم ( عليه السَّلام ) و أراد معالجتها.
مثلاً: هناك روايات تقول: إن الصلاة أحسن الأعمال، وهناك روايات أخرى تقول: إن صلة الرحم أحسن الأعمال، وروايات أخرى تعتبر الجهاد في سبيل الله أفضل الأعمال، هذا ليس تناقضاً، لأن أفضل الأعمال بالنسبة للإنسان الذي بينه وبين رحمه قطيعة أن يصل رحمه، ولا تكون صلاة الليل ـ مثلاً ـ أحسن الأعمال بالنسبة إليه، وإن كانت حسنة له، وأحسن بالنسبة لغيره، فعندما يقال أن أفضل الأعمال صلة الرحم، فمعناه أن على الشخص الذي بينه وبين رحمه قطيعة أن يبادر لصلتها قبل القيام بأي عمل آخر، واذا كان الشخص مثلا يتهاون في صلاته ولا يؤديها في وقتها فإن أسن الأعمال بالنسبة اليه الصلاة لإي أول الوقت، واذا كان الشخص مصليا وصائما ومؤديا لواجباته ولكنه يتقاعس عن الجهاد ويخاف على نفسه أو ماله أو يتم عياله أو مصالحه فان أفضل الأعمال بالنسبة الى شخص من هذا النوع قد يكون الجهاد في سبيل الله والقيام بالمسؤوليات الجهادية، لأنها أفضل عمل يطلبه الله منه، فهي أحسن من صلاة الليل ومن الدراسة ومن قراءة القرآن على أهمية ذلك كله.
نقرأ في الحديث عن عبدالله بن مسعودٍ، قال: سألت رسول الله (ص): أي العمل أفضل؟ قال: ((الصلاة لوقتها))، قال: قلت: ثم أي؟ قال: ((بر الوالدين))، قال: قلت: ثم أي؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله)).
في حديث آخر نجد بأن أفضل الأعمال هو الورع أي ترك المحرمات و المعاصي و الاقلاع عنها ، و ذلك لما ورد عن الامام أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) عندما خطب النبي(ص) خطبة شهر رمضان قَالَ : ( عليه السَّلام ) فَقُمْتُ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ فِي هَذَا الشَّهْرِ ؟ فَقَالَ : " يَا أَبَا الْحَسَنِ أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْوَرَعُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ.
الورع عن القتل الحرام والفتنة والتحريض وبث الكراهية والبغضاء والعداوة بين الناس والورع عن تأليب المسلمين ضد بعضهم البعض والورع عن التآمر على المسلمين واختلاق أعداء وهميين وتحوير الصراع من صراع مع الصهاينة أعداء الأمة الحقيقين الذين يحتلون فلسطين والقدس الى صراع مع إيران المسلمة التي وقفت الى جانب القضية الفلسطينية منذ البداية ولا تزال ودفعت أثماناً كبيرة ولا تزال نتيجة هذا الموقف المبدئي الراسخ الذي أملاه الواجب الإسلامي والشرعي والأخلاقي وليس المصالح السياسية .
المصلحة السياسية لإيران بمعناها الضيق قد تكون في أن تتخلى ايران عن فلسطين وعن حركات المقاومة في لبنان وفلسطين كما تخلى الكثير من العرب والمسلمين عن مسؤولياتهم تجاه فلسطين والقدس ولكنها لم تفعل ذلك ولن تفعل ذلك لأن الواجب الإسلامي يفرض عليها مساندة الشعب الفلسطيني لإستعادة أرضه وحقوقه ومساندة حركات المقاومة في المنطقة وحق الشعوب في مقاومة الصهاينة ومقاومة الإرهاب التكفيري.
اليوم تقف السعودية وعلى لسان ولي ولي العد لتألب المسلمين على إيران المسلمة ويأتي بأكاذيب وافتراءات من قبيل ان ايران تستهدف قبلة المسلمين بهدف التحريض وبث الكراهية وتأليب الشارع الإسلامي ضد إيران وفي الوقت الذي يعلن العداء لإيران لا يأتي في كل حديثه على ذكر الصهاينة وما يرتكبونه بحق الشعب الفلسطيني ولا على ذكر التكفيريين الإرهابيين الذين يدمرون المنطقة ويقتلون المسلمين وغير المسلمين في كل مكان.
الموقف العدائي ضد ايران لا يخدم سوى سياسات الادارة الامريكية واسرائيل الهادفة الى اضعاف دول المنطقة وتفتيتها وتفكيك قدراتها تمهيداً لاخضاعها والسيطرة عليها وعلى مواردها وخيراتها.
سياسة العداء لإيران هي من أجل إرضاء واستعطاف الأمريكي والإسرائيلي لحماية عروشهم وأنظمتهم ومواقعهم في السلطة. وبسبب هذه السياسات أصبحت فلسطين قضية منسية وبات الطبيع مع العدو امراً عادياً وطبيعياً.
معركة "الامعاء الخاوية" التي يخوضها أكثر من 1500 أسير فلسطيني تجري في ظل صمت عربي وصمت دولي واقليمي مريب، أين الأنظمة العربية؟ أين الشعوب العربية؟ أين جامعة الدول العربية مما يجري في فلسطين؟ .
معاناة الأسرى ووقفتهم اليوم تتطلب من كل شعوب المنطقة وقفةَ دعمٍ جدي وموقف تنديد وادانة للعدو الصهيوني وسياساته الخارجة على كل القوانين.. ورفض خيار التسوية والتطبيع مع العدو الاسرائيلي لا سيما وأن هذا الخيار لم يُخرج أسيراً واحداً ولم يستعد أرضاً محتلة أو حقاً مهدوراً.
الجميع يجب أن يعود الى خيار المقاومة وثقافة المقاومة ومنطق المقاومة لأنه وحده القادر على تحرير الأسرى واستعادة الأرض والمقدسات.
والحمد لله رب العالمين