احتفال تكريم عوائل شهداء التعبئة التربوية 23-2-2017
وبعد تلاوة آيات بينات من القران الحكيم كانت كلمة لمسؤول التعبئة التربوية في بيروت الحاج اسامة ناصر الدين ثم كلمة نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش رأى فيها: أن المقاومة أثبتت خلال كل التجارب أنها قادرة على حماية لبنان والحفاظ على أمنه واستقراره، وفرض معادلات جديدة للردع وتوازن الرعب مع العدو الصهيوني .
وقال: إن سماحة الأمين العام لحزب الله أرسى معادلات في الصراع جعلت الصهاينة يحسبون مليون مرة قبل أن يفكروا بحرب جديدة ضد لبنان..
وأضاف: في الوقت الذي يشعر اللبنانيون بالطمأنينة والهدوء والأمن والاستقرار وبأنهم محميو الظهر بفعل جهوزية المقاومة والمواقف الحاسمة لكل من سماحة الامين العام لحزب الله ورئيس الجمهورية المجابهة للتهديدات الاسرائيلية, تشعر إسرائيل اليوم بالارتباك والقلق والخوف والرعب من رد حزب الله والمقاومة على اية حماقة يمكن أن ترتكبها ضد لبنان .
واعتبر: أن المقاومة بمعادلاتها الجديدة التي لا تعترف بخطوط حمراء باتت تشكل قوة ردع حقيقية ليس في مواجهة الخطر الإسرائيلي فقط بل في مواجهة كل الاخطار التي تهدد لبنان.
وأشار: الى أن المقاومة استطاعت إبعاد خطر الارهاب التكفيري عن لبنان ولولاها ولولا الجيش اللبناني لكانت الجماعات الإرهابية التكفيرية تقاتل في كل لبنان.
وشدد: على أن الإنجازات الميدانية المتلاحقة التي يحققها محور المقاومة في سوريا والعراق قلبت المشهد وكرست معادلات ومسارات جديدة, ووضعت المشروع التكفيري على طريق الفشل والهزيمة,.
وأكد:أن التناغم السعودي الاسرائيلي الذي ظهر واضحاً في مؤتمر الامن في ميونخ وكل التهديد والتهويل الأمريكي والاسرائيلي والسعودي والتركي لن يجدي نفعاً, ولن يبرىء هؤلاء من تهمة دعم الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق، كما لن ينفع هؤلاء في حماية الفصائل والجماعات الإرهابية المتهاوية ولا في حماية مشروعهم لأن هناك تصميماً على استئصال هذه الجماعات من المنطقة ولا عودة للوراء ولا مكان للتراجع في هذه المعركة، وأي تقدم ميداني وسياسي في مواجهة هذا المشروع سيكون لمصلحة استقرار وأمن لبنان والمنطقة.
نص الكلمة
في ذكرى القادة الشهداء نستحضر عطاءاتهم وانجازاتهم وانتصاراتهم ونستحضر صفاتهم ومزاياهم والمعاني النبيلة التي جسدوها في حياتهم, ونقف على ثمار ونتائج وبركات دمائهم الزكية التي فتحت القلوب والهمت النفوس أججت المشاعر وحركت الأمة وزادت في وعيها ووسعت من مساحة ايثارها واستعدادها للعطاء والتضحية.
الشهداء جسدوا كل القيم والمعاني السامية في حياتهم فكانوا قدوة في الايمان والتدين والالتزام والصدق والوفاء والاخلاص والتضحية.
من خصائص الشهداء انهم يُعمقون قيم الإيثار والصدق والإخلاص والوفاء والتضحية والعطاء في حياة الناس, وينقلون هذه القيم الإيمانية والجهادية والحضارية وقيم الشهادة من جيل إلى جيل, ويصنعون أجيالاً من المجاهدين, ويحركون الأمة ويدفعون المسيرة نحو المزيد من العطاءات والانجازات والإنتصارات.
قد يتصور البعض أن الشهادة تعتبر خسارة لأنها تفقد الأمة النخبة الصالحة من أبنائها، تفقد الأمة المبدعين والمخلصين والأوفياء، تفقد الأمة الطاقات الكبيرة وما تحمل هذه الطاقات من قيم ومزايا إيمانية وأخلاقية وإنسانية وجهادية.
ولكن الأمر على العكس من ذلك, فإن الشهادة لا تعتبر خسارة مهما كانت قيمة الشهيد وحجم الشهداء وعددُ الشهداء، الشهادة ليست خسارة بل ربح ونمو وتطور.
ومما يؤكد هذه الحقيقة الإيجابية عن الشهادة ما روي عن رسول الله (ص) عندما خطب في المدينة في اليوم الذي جاءه فيه خبر استشهاد زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبيد الله بن رواحة في حرب مؤتة حيث بكى أصحاب النبي(ص) بعدما أخبرهم بذلك.
فقال النبي (ص): وما يبكيكم؟ قالوا: وما لنا لا نبكي وقد ذهب خيارنا واشرافنا وأهل الفضل منا؟
فقال لهم: لا تبكوا فإنما مثل أمتي مثل حديقة قام عليها صاحبها فأجتنب رواكبها (أغصان النخل المتدلية) وهيأ مساكبها، وحلق سَعَفَها (ورق النخل اليابس) فأطعمت عاماً فوجاً ثم عاماً فوجاً, فلعل آخرها طعماً أن يكون أجودها قنواناً (عنقود الرطب) وأطولها شمراخاً (الغصن الذي عليه بلح ورطب) والذي بعثني بالحق نبياً ليجدن عيسى بن مريم في أمتي خلقاً من حوارييه.
إذن ليس في دم الشهيد خسارة، الدم ربّيح دائماً، لأن شهيداً واحداً يصنع روح الإيثار والتضحية عند العشرات بل المئات بل الآلاف من الناس, وخاصة اذا كان الشهيد من الكبار.
شهادة الشهداء الكبار تمنح الأمة الكثير من البركات: فهي تأسس لمستقبل جديد ومرحلة جديدة، تمنح القضية زخماً جديداً, ودفعاً سريعاً, وتطوراً كبيراً, وتكسب المسيرة مصداقية كبيرة وتدفع المسيرة نحو الانتصار وتحقيق الإنجازات.
كان الصهاينة يرون في استشهاد القادة ، انجازا كبيرا، وكنا نرى فيه بشارة عظيمة بالنصر .
كل واحد من القادة الشهداء من الشيخ راغب الى السيد عباس الى الحاج عماد أعطى دفعاً خاصا للمسيرة وللمقاومة, وبعد شهادة كل واحد من هؤلاء القادة الكبار كنا نجد أن المقاومة تدخل في مرحلة جديدة تكون فيها أكثر تقدما وتطورا وقوة وصلابة وارادة وعزماً ويكون المجاهدون فيها أكثر تصميماً على مواصلة طريق المقاومة.
فشهادة الشهيد الشيخ راغب حرب وتضحياته ودمه كانت باعثاً على استنهاض الناس وكسر الخوف وبعث الأمل والإحساس بالقوة والقدرة على التحرير والنصر .
جاء استشهاد الشيخ راغب ليعطي المقاومة الشعبية والمسلحة في تلك المرحلة دفعاً قوياً سريعاً لتنجز انتصارها الكبير عام 85 بطرد الصهاينة من الجبل وبيروت والضواحي وصيدا وصور والنبطية ليختبئوا خلف التلال والجبال في الشريط الحدودي المحتل.
كانت شهادة الشيخ راغب عنواناً لتلك المرحلة ودافعاً قوياً للانتصار, وإلحاق الهزيمة بالاحتلال.
هم قتلوه وظنوا أنهم بقتله سيقضون على المقاومة , فتصاعدت المقاومة، وفرضت على اسرائيل أن تخرج من العاصمة، ومن الجبل، من البقاع الغربي، من اغلب الجنوب، باستثناء الشريط المحتل، بفعل دمه الزكي ومقاومته الابية، وليس بالقرارات الدولية، ولا بالتدخل الدولي، الذي لم نرى منه دوما الا داعما للصهاينة.
اما استشهاد السيد عباس في العام 1992 فقد أعطى المقاومة زخماً كبيراً فانطلقت المقاومة في خط تصاعدي، وفي حركة مدروسة ومخططة ودقيقة من 16 شباط 92 إلى 25 أيار 2000 لتصنع الانتصار في ذلك العام.
لقد أدخل دم السيد عباس - على حد تعبير الأمين العام دام حفظه- المقاومة إلى كل بيت وإلى كل قلب وإلى كل وجدان في لبنان وعلى امتداد العالمين العربي والإسلامي، وقد تمكنت المقاومة بفعل ذلك من أن تتطور كماً وكيفاً ونوعاً، وهيأ للمقاومة أوسع حاضنة شعبية لم تكن تحظى بها من قبل, فكان الالتفاف الشعبي الواسع حول المقاومة والتبي الواسع لخيارها.
فهم قتلوه وظنوا ان المقاومة ستنهار في قتله، فتصاعدت ورسمت خطها البياني التصاعدي، وبعد سنوات قليلة خرجت اسرائيل مهزومة ذليلة مدحورة في العام الفين بفعل دمه وبفعل المقاومة التي حملت اسم عباس الموسوي وراية عباس الموسوي، وليس بفعل القرارات الدولية ولا المجتمع الدولي.
دم السيد عباس أسيس لمرحلة جديدة هي مرحلة الانتصارات والإنجازات وتوازن الرعب مع العدو، هذه المرحلة امتدت من العام 2000 الى ما بعد العام 2006 وكان عنوانها ورمزها الشهيد الحاج عماد, كانت هذه المرحلة تركز على تطوير عمل المقاومة على كافة المستويات, وإحداث تحولٍ في استراتيجية المقاومة من حرب عصابات إلى مدرسة قتالية جديدة، وتحويل المقاومة إلى مؤسسة لا تتوقف في خططها ولا في برامجها ولا في سيرها على شخص وقائد مهما علا شأنه.
هذه المرحلة كان الحاج عماد أبرز قادتها إلى جانب اخوانه من قادة المقاومة.
لقد كان الحاج عماد عماد العطاء المتميز على مستوى القيادة وعلى مستوى الميدان كان قمة العمل الجاد والدؤوب والمتقن والدقيق, وبذلك استحق الوسام الذي اطلقه عليه الأمين العام سماحة السيد حسن نصر الله عندما قال كان قائد الانتصارين بحق ، الانتصار في 25 أيار 2000 والانتصار في تموز 2006.
لقد حرك دم الشهيد الحاج عماد الآلاف من الشباب لينخرطوا في صفوف المقاومة وأوجد حاضنة شعبية واسعة للمقاومة واطلقت دماؤه حوافز كبرى داخل المقاومة.
دماء الحاج رضوان زادتنا قوة وتماسكا ووحدة وصلابة وحافزا لمواصلة الطريق بأفق أوسع وأكبر إن شاء الله.
وفي المقابل تحولت دماؤه إلى شبح يطارد القتلة المجرمين في كلّ مكان وزمان، والى كابوس يخيف الاعداء وينغص عليهم عيشهم وأمنهم ، فقد أخافهم قتله كما أخفتهم حياته, فعاشوا القلق في كل العالم خوفا من الرد الآتي ولا يزالون.
لقد اسست شهادة الحاج عماد لمرحلة سقوط اسرائيل وزوالها من الوجود وتغيير وجه المنطقة ان شالله.
لقد ترك هؤلاء الشهداء بيننا وفي واقعنا أمانة المقاومة, المقاومة التي أثبتت خلال كل التجارب الماضية أنها قادرة على حماية لبنان والحفاظ على أمنه واستقراره، وفرض معادلات جديدة للردع وتوازن الرعب مع العدو الصهيوني
لقد أرسى سماحة الأمين العام لحزب الله معادلات في الصراع جعلت الصهاينة يحسبون مليون مرة قبل أن يفكروا بحرب جديدة ضد لبنان..
واليوم في الوقت الذي يشعر اللبنانيون بالطمأنينة والهدوء والأمن والاستقرار وبأنهم محميو الظهر بفعل جهوزية المقاومة والمواقف الحاسمة لكل من سماحة الامين العام ورئيس الجمهورية المجابهة للتهديدات الاسرائيلية, تشعر إسرائيل اليوم بالارتباك والقلق والخوف والرعب من رد حزب الله والمقاومة على اية حماقة يمكن أن ترتكبها ضد لبنان , وتحار ماذا تفعل بالأمونيا وبديمونا اللذان تحولا الى كابوس يطارد الاسرائيليين بعد كلام سماحة الامين العام وتحويله هذين الأمرين الى تهديد حقيقي للكيان الصهيوني في حال اعتدى على لبنان.
المقاومة باتت بمعادلاتها الجديدة التي لا تعترف بخطوط حمراء في المواجهة باتت تشكل قوة ردع حقيقية ليس في مواجهة الخطر الإسرائيلي فقط بل وفي مواجهة كل الاخطار التي تهدد لبنان وفي مواجهة الإرهاب التكفيري أيضاً, حيث استطاعت إبعاد هذا الخطر عن لبنان ولولاها ولولا الجيش اللبناني لكانت الجماعات الإرهابية التكفيرية تقاتل في كل لبنان.
ولذلك خيارنا هو مواصلة المقاومة لمواجهة الخطرين الإسرائيلي والتكفيري ومنع إسرائيل والإرهابيين التكفيريين من الاعتداء على لبنان و استباحة المنطقة والسيطر عليها.
اليوم المشروع التكفيري الإرهابي في المنطقة في حالة إنهيار وتقهقر وتراجع رغم الدعم الدولي والإقليمي, والدول الداعمة له كأمريكا والسعودية بدأت تعيش المرارة والخيبة جراء الإنجازات الميدانية المتلاحقة التي يحققها محور المقاومة على امتداد ساحات المواجهة العسكرية في سوريا وفي العراق وآخرها الانجازات في حلب والموصل.
هذه الإنجازات الميدانية قلبت المشهد الميداني والسياسي في سوريا لمصلحة النظام وحلفائه وكرست معادلات ومسارات جديدة, ووضعت المشروع التكفيري الامريكي الاسرائيلي السعودي على طريق الفشل والهزيمة, وأبرز المتضررين هو النظام السعودي والعدو الصهيوني ولذلك نجد التناغم السعودي الاسرائيلي والتعاون والتقاطع الذي برز في مؤتمر الأمن في ميونخ على اشده لمواجهة ايران وتحويل الصراع .
لكن كل هذا التناغم وكل التهديد والتهويل الأمريكي والاسرائيلي والسعودي والتركي لن يجدي نفعاً, ولن يبرىء هؤلاء من تهمة دعم الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق، كما لن ينفع هؤلاء في حماية الفصائل والجماعات الإرهابية المتهاوية التي يدعمونها ولا في حماية مشروعهم لأن هناك تصميماً على استئصال هذه الجماعات من المنطقة ولا عودة للوراء ولا مكان للتراجع في هذه المعركة، و أي تقدم ميداني وسياسي في مواجهة هذا المشروع وفي مواجهة هذه العصابات سيكون لمصلحة استقرار وأمن لبنان والمنطقة.
والحمد لله رب العالمين